30-يوليو-2021

وقفة تضامنية مع غاليزيا عقب اغتيالها (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

أشارت هيئة الإذاعة البريطانية - بي بي سي، إلى أن التحقيقات المستقلّة في مقتل الصحفية الاستقصائية المالطية دافني غاليزيا، التي قضت نحبها بعد تفجير سيارة مفخّخة قرب منزلها في تشرين الأول/أكتوبر من عام 2017، قد وصلت إلى استنتاجات تؤكّد تورّط حكومة بلادها بعملية الاغتيال، وذكر التقرير المنشور أن الدولة أخفقت في تحديد المخاطر التي تواجه غاليزيا، ولم تقم بالإجراءات اللازمة لتفادي اغتيالها. 

تعاملت الصحافية الاستقصائية المالطية دافني غاليزيا طوال حياتها المهنية مع ملفات الفساد ونهب المال العام بشكل موسع في بلادها

وقد اشتهرت غاليزيا التي اغتيلت عن عمر 53 سنة، قضت 30 منها في عالم الصحافة الاستقصائية، بعملها الدؤوب لكشف مكامن الفساد في بلادها، وأُطلق عليها لقب "امرأة ويكيليكس"، وقد اتّهمت سياسيين مالطيين وغير مالطيين بالفساد، من خلال مدونتها المسماة "بثّ مباشر"، وكانت من أشد منتقدي الحكومة برئاسة جوزيف ماسكوت، ونشرت وثائق تربط بين الأخير وبين أوراق بنما، والتي تشير إلى تهرب الأثرياء في بلادها من النظام الضريبي. 

قناة مالطا اليوم أشارت إلى أن الرئيس السابق أعلن أنه سيقبل اليوم بنتائج التحقيقات، وادّعى أنه يدفع اليوم ثمنًا سياسيًا باضطراره لتقديم استقالته في العام 2019، وقد أكّد موسكات من خلال منشور على صفحته على فيسبوك، أنه لا تزال لديه تحفّظات على عمل التحقيق، وخروجه عن اختصاصاته الأصلية، وهو الأمر الذي أشار إليه بإسهاب خلال شهادته التي استمرت لخمس ساعات في كانون الثاني/ يناير الماضي.  

قضية الصحفية الراحلة غاليزيا، والمعلومات الجديدة التي كشفها التحقيق، حازت على اهتمام المتخصّصين في شؤون الصحافة والحريات، فاعتبرت مؤسسة دافينا غاليزيا التي أٌنشئت بعد وفاتها، عبر صفحتها على تويتر، أن كشف الحقيقة في قضيها غاليزيا، هو فرصة تاريخية لضمان تغيير حقيقي لسلامة الصحفيين، وعملية التعافي الوطني، بعد الاغتيال المريع لها، فيما أشار أندريه غاليزيا ابن الصحفية الراحلة، إلى أنه سيكون للعائلة مؤتمرًا صحافيًا يوم الجمعة في الـ 30 من تموز/يوليو الحالي، للتعليق على النتائج التي خلٌص إليها التحقيق، وقال اندريه في تغريدة أخرى، إن حكومة مالطا فشلت في حماية والدته، عندما كان هناك خطر حقيقي على حياتها، الخطر الذي كان بحسب التحقيق واضحًا للجميع باستثناء السلطات المسؤولة عن حمايتها، وأشار إلى أنه لا يمكن اختزال مسؤولية السلطات بعدم الكفاءة، التقصير واللامبالاة فقط. 

 وفي السياق نفسه،  رحب الصحفي في وكالة رويترز ستيفان غراي بالتقدّم في التحقيقات وكشف المتورطين في قتل غاليزيا، التي كانت قبل اغتيالها وستبقى، أيقونة الصحافة في بلادها، وفي أوروبا والعالم، وأشارت الصحفية في الغارديان جولييت غارسيد، إلى أنّ القضاة والمحقّقين في مقتل غاليزيا،  أكّدوا وجود جوّ من الإفلات من العقاب، داخل مكتب رئيس الوزراء جوزيف ماسكوت ممتد ومتشعب مثل الأخطبوط، ما أدّى إلى انهيار سيادة القانون في مالطا، فيما اعتبرت الحقوقية داليا نصرالدين، العاملة في مؤسسة دافني غاليزيا، أن الرئيس ماسكوت يدفع اليوم ثمن تغطيته ورعايته للفساد، في ردّ منها على ادعائه أنه يدفع ثمنًا سياسيًا،  فيما دفعت دافني غاليزيا الثمن الأكبر وهو حياتها، بسبب قتالها ومحاربتها لكشف الفساد.

ومن جهتها، رأت الناشطة السياسية أليساندرا دي كريسبو، أن مستقبل الحياة السياسية والديمقراطية في بلادها، سيتمّ تحديده من خلال تعامل الحكومة مع النتائج التي توصّلت إليها لجنة التحقيق المستقلة، واعتبرت أنه من غير المقبول الفشل في تطبيق العدالة مرة جديدة. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

العشرية الأخيرة.. عالم أكثر توترًا بنسبة 244% وجائحة كوفيد-19

"عهد الذل" وحرائق القبيات.. حديث لبنان على عتبة الذكرى الأولى لانفجار المرفأ