27-سبتمبر-2016

تحقق المخابرات الأمريكية مع كارتر بيدج، أحد مستشاري ترامب، حول قيامه بقطع وعود لموسكو برفع بعض العقوبات ضد مسؤولي الكرملين إذا تم انتخاب ترامب (Getty)

يحقق مسؤولو المخابرات الأمريكية فيما إذا كان كارتر بيدج، وهو رجل أعمال يصفه دونالد ترامب بأنه مستشارٌ للسياسة الخارجية، قد قام بقطع وعودٍ خلف الكواليس لموسكو برفع بعض العقوبات ضد كبار مسؤولي الكرملين إذا تم انتخاب ترامب.

تحقق المخابرات الأمريكية مع كارتر بيدج، أحد مستشاري ترامب، حول قيامه بقطع وعود لموسكو برفع بعض العقوبات ضد مسؤولي الكرملين إذا تم انتخاب ترامب

في جلسات إحاطة جرت مؤخرًا مع مسؤولين كبار بالكونجرس بشأن ما يبدو أنه محاولاتٌ روسية للتأثير على السباق الرئاسي بين ترامب ومرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، عبر مسؤولو المخابرات عن قلقهم بشأن رحلات بيدج إلى موسكو، حسب مجلة فورين بوليسي الأمريكية. يعتقد مسؤولو المخابرات أن بيدج قد عقد لقاءاتٍ مع مسؤولين روس مدرجين حاليًا على قائمة عقوبات وزارة الخزانة لتورطهم في "أعمال روسيا غير الشرعية والقانونية في أوكرانيا". يخضع العديد من كبار مسؤولي الكرملين ورجال الأعمال المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للعقوبات الأمريكية.

اقرأ/ي أيضًا: لماذا ترامب هو مرشح الأحلام لداعش؟

وأضافت المجلة أن التقرير ليس الأول من نوعه وإنما الأحدث في سلسلةٍ تشير إلى أن حملة ترامب، وخاصةً مساعديه، لديهم بعض المصالح الخاصة في تعزيز العلاقات الودية مع موسكو. لكن الآن، بوجود تحقيق فيدرالي في الأمر، فإن ما تم الكشف عنه بشأن بيدج يعد الدليل الأقوى حتى الآن على وجود مفاوضاتٍ مع مسؤولين روس، ويفجر مفاجأة في حملة 2016 الرئاسية قبل أيامٍ من أول مناظرة رئاسية يوم الاثنين.

لم تستجب حملة ترامب لطلب التعليق يوم الجمعة ويظل الدور الذي يلعبه بيدج غامضًا.

وانتقد العضوان البارزان في لجنتي المخابرات بمجلسي النواب والشيوخ، السيناتور الديمقراطي ديان فاينستاين والنائب الديمقراطي آدم شِف، بحدة موسكو لمحاولتها تعزيز فرص ترامب في الفوز بالرئاسة.

"لقد خلصنا إلى أن وكالات المخابرات الروسية تقوم بجهدٍ جاد ومنسق للتأثير على الانتخابات الأمريكية"، كتب فاينستاين وشف، وتابعا: "نعتقد أن الأوامر لوكالات المخابرات الروسية للقيام بمثل تلك الأفعال لا يمكن أن تأتي إلا من أعلى مستويات الحكومة الروسية".

لكن نظرائهم الجمهوريين في الكونجرس كانوا أكثر صمتًا بكثير بشأن موقف ترامب الودي تجاه موسكو، حتى مع تراكم الأدلة التي تشير إلى أن قراصنة يعملون لحساب موسكو قد اخترقوا المجموعات السياسية الأمريكية ونشروا موادًا مسروقة عبر الإنترنت.

صرح متحدثٌ باسم السيناتور الجمهوري ريتشارد بَر، وهو رئيس لجنة المخابرات بالكونجرس، في يوليو أنه ينبغي أن يتم السماح لمجتمع الاستخبارات بإكمال تحقيقاته في تلك الوقائع قبل استخلاص أي نتائج.

يخوض بر، والذي أعلن تأييده لترامب، معركةً لإعادة الانتخاب في أحد أكثر السباقات الانتخابية تنافسية عبر البلاد بينما يكافح الجمهوريون للحفاظ على أغلبيتهم في مجلس الشيوخ. لم يستجب مكتب بر للعديد من طلبات التعليق يوم الجمعة.

لم ينكر رئيس لجنة المخابرات الجمهوري بمجلس النواب ديفيد نانز التدخل الروسي، لكنه قلل من أهميته.

"حسنا، أعتقد أن روسيا جيدة للغاية في التأثير على الانتخابات وهم يقومون بذلك في جميع أنحاء العالم"، صرح نانز لبرنامج "فيس ذا نيشن" على قناة سي بي إس. وتابع: "لن يفاجئني أنهم يحاولون القيام بذلك هناك، لن يفاجئني أنهم حاولوا اختراق اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي واللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، وأعتقد أنه ينبغي علينا ألا نفزع من أن الروس سوف يحاولون القيام بذلك لأنهم دائمًا ما يحاولون".

تدخل مساعدو ترامب في صياغة برنامج الحزب الجمهوري هذا الصيف لتقليل المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا إلى حدها الأدنى، ما أسعد روسيا

اقرأ/ي أيضًا: السيسي في الأمم المتحدة..لقاءات ورسائل وكوميكسات

قامت روسيا في السابق بعملياتٍ معلوماتية تهدف إلى التأثير على الانتخابات في محيط تأثيرها المجاور لها مباشرةً، لكن الاختراقات الأخيرة في الولايات المتحدة قد وصلت بتلك العمليات إلى الشواطئ الأمريكية.

بينما تظل دوافع الاختراقات التي وقعت في الولايات المتحدة غير واضحة، إلا أن هناك تقارير تورد أن مسؤولي المخابرات الأمريكية يحققون في حجم العمليات المعلوماتية الروسية ضد الولايات المتحدة، وما إذا كانت موسكو تحاول التأثير على نتيجة انتخابات نوفمبر. اخترق قراصنة على صلةٍ بالمخابرات الروسية خوادم اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، لتظهر رسائل البريد الإلكتروني من تلك الخوادم لاحقًا على موقع ويكيليكس.

كشفت تلك الرسائل عن أن مسؤولي الحزب قد حاولوا تقويض ترشح السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز وقادت إلى استقالة رئيسة اللجنة ديبي واسرمان شولتز، العضو الديمقراطي بمجلس النواب.

كما ظهرت أيضًا مواد مسروقة من جماعات سياسية ومنظمات غير ربحية أمريكية ومسؤولين أمريكيين آخرين على الإنترنت. تضمنت قائمة الأهداف لجنة حملة الكونجرس الديمقراطية، والقائد السابق لحلف الناتو الجنرال فيليب بريدلف، ومنظمة جورج سورس الخيرية.

على مدار الحملة، أثار ترامب القلق بين كلٍ من المسؤولين الأمريكيين وحلفاء الولايات المتحدة في أوروبا الشرقية. اقترح ترامب أنه قد يقوم بسحب جميع القوات الأمريكية من حلف الناتو، أو يرفض الدفاع عن الحلفاء في حلف الناتو ضد غزوٍ روسي.

تدخل مساعدو ترامب في صياغة برنامج الحزب الجمهوري هذا الصيف لتقليل المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا إلى حدها الأدنى، ما أسعد روسيا. وفي أعقاب تسريب اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، طلب ترامب من موسكو قرصنة رسائل البريد الإلكتروني لكلينتون، ليقول في وقتٍ لاحق إنها كانت مزحة.

في الشهر الماضي، استقال مدير حملة ترامب بول مانافورت بعد ظهور دفاتر حسابات تظهر أنه تلقى ملايين الدولارات نقدًا من قِبل ساسة أوكرانيين مؤيدين لموسكو.

لكن ترامب لم يتراجع، حيث كرر مرة بعد أخرى إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأسلوبه في القيادة، مقترحًا أن تعمل الولايات المتحدة عن قربٍ أكثر مع موسكو.

لكن التودد إلى الكرملين أحدث انقسامًا في الحزب، والذي يعاني بالفعل من صراعٍ بسبب ترشحه وسط مخاوف من أنه قد يدمر حظوظه في الاحتفاظ بالسيطرة على مجلس الشيوخ.

عبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية السيناتور الجمهوري بوب كوركر ورئيس لجنة القوات المسلحة السيناتور الجمهوري جون ماكين، إلى جانب السيناتور لنزي جراهام الجمهوري أيضًا والذي انسحب من السباق الرئاسي للحزب الجمهوري هذا العام عن قلقهم مؤخرًا إلى فورين بوليسي.

"أعتقد أن المرء يجب أن يكون حذرًا عند الاستجابة للإطراء"، قال كوركر متحدثًا عن مديح ترامب لبوتين، متابعًا: "أعني، دعونا نكون صرحاء".

اقرأ/ي أيضًا:

أشرف مروان..كيف تجاهلت إسرائيل جاسوسها الأثمن؟

ترامب يلحق بكلينتون في استطلاعات الرأي