07-نوفمبر-2021

أحد عناصر حزب الله يطلق الرصاص في مواجهات في بيروت الشهر الماضي (Getty)

لا تزال تداعيات المقالة التي نشرتها صحيفة الأخبار، يوم الجمعة، 5 تشرين الثاني\نوفمبر، لزينب حاوي، والتي حملت عنوان : "البرامج الساخرة على الشاشات: أبلسة بيئة المقاومة "، تتوالى حتى اليوم. فقد أطلق مجموعة من الناشطين والصحفيين حملة للتضامن مع الممثل الكوميدي حسين قاووق، الذي تناولته المقالة بشكل مباشر، بالإضافة إلى عدد من الممثلين والبرامج الكوميدية الأخرى، متهمةً إياهم بـ " الإساءة " إلى بيئة حزب الله، من خلال استخدام النكات ضدهم، والتي تتضمن تنميطًا وعنصريةً في حقّ هذه البيئة بحسب وصف كاتبة المقال، وهو اتهام نفاه الكوميدي وردّه العديد من الصحفيين والناشطين الحقوقيين في لبنان. 

اللبنانيون اعتادوا على هذا النوع من الكوميديا الساخرة والتي تطال جميع البيئات والفئات بدون استثناء

وقد استغرب المتابعون اعتبار المقالة أن المقاطع الكوميدية التي تحاكي اللهجة المستخدمة في بيئة حزب الله، تحمل استهدافًا سياسيًا لهذه البيئة، على اعتبار أن اللبنانيين اعتادوا على هذا النوع من الكوميديا، والتي تطال جميع البيئات والفئات بدون استثناء، وبالتالي فإن وضع كاتبة المقالة لهذه المقاطع في خانة التحريض ضد البيئة هو أمر رفضته شريحة كبيرة من الناشطين في لبنان، وذهب بعضهم إلى اعتبار أن المقالة هي التي تحرّض ضد قاووق وتعرّض حياته وأمنه الجسدي للخطر. وقد حمل كثير من المعلقين والناشطين جريدة الأخبار مسؤولية أي ضرر قد يتعرّض له، خاصةً بعد سلسلة التغريدات التي انتشرت على موقع تويتر إثر نشر المقالة، والتي توعّدت قاووق " بتأديبه ".

الكاتبة أشارت في المقالة إلى أن الأعمال الكوميدية في لبنان "تدخلها السياسة بمعناها التحريضي والتنميطي، كاستثمار للمسار السياسي الداخلي والإقليمي الذي يطاول محور الممانعة". وعمدت حاوي عبر المقالة إلى تفسير وتفنيد بعض النكات التي أطلقها قاووق خلال برنامج تلفزيوني، لتخلص بالقول إلى إن هناك " مشهدية تلفزيونية تستخدم البرامج الساخرة هذه المرة، للانخراط في معركة شيطنة وقولبة بيئة المقاومة، وتستكمل ما تضخّه السياسة من تحريض وتشويه صورتها".

ودافعت زينب حاوي عن نفسها من خلال سلسلة تغريدات نشرتها عبر صفحتها على تويتر، فقالت في إحداها إن " مقالها تحليلي " مضيفةً "مكفيين بشغلنا وكفوا بحملاتكن التحريضية الفارغة لنوصل بشكل اوسع ".

وقد تداول الناشطون في لبنان سلسلة من التغريدات التي حملت تهديدًا لحسين قاووق، والتي استبقت المقالة التي نُشرت في الأخبار. وأشاروا إلى أن ما يحصل اليوم هو حملة منظمة لقمع الحريات، ووضع قيود على المواد والمحتويات حتى الكوميدية منها، مؤكدين رفضهم لأسلوب الصحافة الذي يتضمن تحريضًا ضد أشخاص أو مجموعات، ويهدّد سلامتهم. ومن ضمن التغريدات المحرّضة ضد حسين قاووق، نشر حساب باسم "زينب الزين" صورتين لقاووق خلال أحد برامجه، يسخر من خلاله من كون عناصر حزب الله يتقاضون رواتب بالدولار، وعلّقت بالقول : " نعرفكن ع #حسين_قاووق ... وين ما تشوفوه اسلخوه بدن يطلع من راسه".

ولا يعرف صاحب/صاحبة هذا الحساب المؤثر في لبنان والموالي لحزب الله، حيث دعا العديد من الناشطين إلى التبليغ عنه بسبب الدعوة المباشرة للعنف والتهديد به. 

وفي أبرز المواقف المتضامنة مع قاووق، والمؤيدة لحقّه بالتعبير بعيدًا عن التشهير به وتهديده، توقفت الإعلامية ديانا مقلد عند التناقض لدى أنصار الممانعة الذين كانوا بالأمس القريب يدافعون عن حق جورج قرداحي بالتعبير عن رأيه، واليوم يقمعون حسين قاووق ويعملون على شيطنته بحسب تعبيرها.

وأعاد الناشط ريان نشر أحد مقاطع الفيديو لحسين قاووق، وعلّق بالقول : "مجرّد هالڤيديو المسخرة ل حسين قاووق زاعج مناصرين الحزب، لازم ننشره ونزيدن انزعاج ".

وأشارت الصحافية غادة حداد، إلى أن حسين قاووق سخر من " البيئة الشيعية والبيئية المسيحية" وسخر من " حزب الله وأمل والمستقبل والعونية والشيوعيين". وانتقدت حداد انتقاء أجزاء من النقد، واعتباره هجومًا على بيئة معينة، ما يكرّس " المظلومية عند فئة عندها فائض قوة هش لدرجة ما بيتحمل نكتة ".

ونشرت المغرّدة فاطمة زيد صورًا تظهر مناصرين للثنائي الشيعي يعتدون على المتظاهرين خلال انتفاضة 17 تشرين، وعلّقت من باب التهكّم متسائلة عن السبب الحقيقي وراء تشويه صورة "بيئة حزب الله". 

وأشار آخر إلى أن القيمة المضافة الأهم في مقال حاوي هو أنها عرّفت أكثر بالكوميدي حسين قاووق، والذي قال إن ما يفعله "مفيد جداً لكسر حاجز الخوف". 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الخزانة الأمريكية تفرض عقوبات على 3 شخصيات لبنانية بتهم فساد

اللبنانيون الذين لم يبلغوا سن الرشد