22-مارس-2019

الفنانة شيرين عبدالوهاب (Getty)

"اللي يتكلم في مصر يتحبس"، جملة تم تداولها نقلًا عن المطربة المصرية شيرين عبدالوهاب، وبالرغم من غياب دليل على تلك الجملة سواء مقطع فيديو أو نص منقول، إلا أن التحرك القانوني حدث على الفور وتقدم محام مصري، ببلاغ للنائب العام -أعلى سلطة تحقيق في مصر- ضد المطربة يتهمها فيه بنشر أخبار كاذبة والاستقواء بالخارج وتسريب معلومات كاذبة لمنظمات مشبوهة تعمل ضد الدولة، بالبلاغ الذي لم يتحرك إلى اللحظة، في حال تحويله للمحكمة وإثبات الاتهامات على المطربة، فمن المتوقع أن تواجه عقوبة تصل إلى عشرة سنوات سجن، وفقًا لتصريحات المحامي سمير صبري مقدم البلاغ.

"اللي يتكلم في مصر يتحبس"، جملة تم تداولها نقلًا عن المطربة المصرية شيرين عبدالوهاب، واستدعت تحركات من النظام ضدها

بدأت الأزمة الجديدة لشيرين عبدالوهاب، عقب حفلة فنية في البحرين شاركت فيها منذ عدة أيام، وقيل أنها قالت: "أيوه كده أقدر أتكلم براحتي عشان في مصر اللي بيتكلم بيتسجن"، ونقل تلك الرواية الإعلامي المعارض معتز مطر، لتبدأ الأزمة في التصاعد وتصل إلي حد إعلان نقابة المهن الموسيقية وقف شيرين عن العمل، وتحويلها للتحقيق في التصريحات التي نسبت إليها والتي تضر بالأمن القومي المصري.

اقرأ/ي أيضًا: اقتل البغدادي وانكح إلهام شاهين

ليس جديدًا على شيرين تقديم بلاغات ضدها في تهم متعلقة بشأن سياسي، رغم تأييدها للنظام الحالي، فقد سبق من قبل تقديم عدة بلاغات ضدها من بعض المحامين راغبي الشهرة، والمتخصصين في تلك النوعية من البلاغات، كان أبرز تصريح لها تصريح "مياه النيل بتجيب بلهارسيا"، وهي الجملة التي تسببت في إصدار حكم ابتدائي ضدها بالسجن 6 أشهر وكفالة 5000 جنيه، لكنها حصلت على البراءة في الاستئناف.

أزمة البحرين الأخيرة

عقب تداول تصريحات شيرين على نطاق واسع، قرر المحامي سمير صبري، التقدم ببلاغ ضد المطربة، متهمًا إياها بالتطاول على مصر ونشر أخبار كاذبة واستدعاء المنظمات الحقوقية التي تعمل للتدخل في الشأن المصري، بسبب قولها في حفل أقيم في بالبحرين: "في مصر اللي يتكلم يتسجن"، وتابع المحامي الذي يتفاخر دائمًا، بتقديم بلاغات "في الوقت الذي تعمل فيه أجهزة الدولة جميعها على إعادة مصر لدورها الحضاري العالمي وتنظيمها للمهرجانات والمؤتمرات العالمية لتشجيع الاستثمارات وتنمية الاقتصاد عن طريق الدعاية لمصر في كل المحافل الدولية.... لكن وللأسف ضربت شيرين عبد الوهاب بكل هذه القيم والاعتبارات عرض الحائط "، وطالب صبري بالتحقيق في الواقعة وسماع شهادة السيدة ابنة رئيس وزراء مصر الأسبق عزيز صدقي، وإحالة البلاغ ضد شيرين للمحاكمة الجنائية العاجلة.

وفي المقابل قرر مجلس إدارة نقابة المهن الموسيقية برئاسة هاني شاكر نقيب الموسيقيين، إيقاف شيرين عبد الوهاب عن الغناء والتحقيق معها، وصدر القرار مساء أمس الخميس، وحددت النقابة الأربعاء المقبل موعدًا للتحقيق مع شيرين عبد الوهاب، فيما نسب إليها من تصريحات.

وأصدرت شيرين بيانًا أعربت فيه عن انزعاجها من الترويج إلى أنها أساءت لبلدها مصر بعبارة قالتها ردًّا على طلب الجمهور منها غناء أغنية "ماشربتش من نيلها"، فكان رفضها أن تغنيها لسبق اتهامها في جنحة مباشرة أقامها دعاة الشهرة، ناسبين إليها الإساءة إلى مصر عندما قالت على سبيل الدعابة "اشرب مياه طبيعية أفضل حتى لا تصاب بالبلهارسيا"، وعندما تكرّر الأمر في حفل البحرين الأخير امتنعت عن غناء الأغنية، وتابع البيان أن الأقوال المكذوبة والمقطوعة من سياقها أصبحت عادة يحرص عليها من يتربص بمصر وبها، وهو أمر مرفوض من مثلها وهي التي لا تأمن على نفسها وأهلها إلا في بلدها، وهاجمت شيرين معتز مطر دون ذكر اسمه وقالت "تأسف أن يكون دليل إدانتها ممن سارع إلى شكواها، مجرد أقوال مرسلة من مقدم برنامج معروف بمواقفه العدائية من مصر كلها".

المطربة المصرية ليس لها أي نشاط معارض، على العكس تعدّ من أبرز المؤيدين للنظام الحالي، ولم تعلن في موقف رفضها أو معارضتها الصريحة للنظام، حتى أنها في أحد الفيديوهات الشهيرة قالت إنها رأت في المنام السيسي يحمل عنقود عنب بالعسل، واعتبرت ذلك أمرًا حسنًا، وبالرغم من ذلك واجهت العديد من الأزمات السياسية بسبب تصريحاتها غير المتوقعة. 

ليست الأزمة الأولى

أزمات شيرين  ذات الطابع السياسي تتجاوز عادة الإطار الفني خاصة خلال الفترة السابقة، لكن الملاحظ أن أغلب تلك الأزمات مفتعلة، عبر اقتطاع حديث أو جملة لتقديم المطربة في صورة المنتقدة لمصر، وكان من أبرز تلك الأزمات ما حدث خلال إحدى حفلات رأس السنة التي جرت بداية العام الجاري 2019، وانتشر لشيرين مقطع تقول فيه "أنا خسارة في البلد دي"، كما قالت في نفس الحفل بعد انكسار زجاج إحدى الطاولات في القاعة : "عادي يا جماعة، أهلا بيكم إنتوا في مصر"، وهو ما اعتبره البعض إساءة لمصر، وتقدم المحامي سمير صبري ببلاغ ضد شيرين يتهمها بالتطاول على مصر، ولكن بعد نشر الفيديو كاملًا وضّح أن الجملة كانت في سياق توجيهها لمهندس الصوت لتعديل ضبط الصوت وتقليل صدى الصوت في القاعة، وعندما نجح اقتراحها قالت: "والله أنا خسارة في البلد دي"، وبالرغم من ذلك خرجت شيرين لتعتذر عن حديثها.

وفي كانون الثاني/يناير 2018، تعرضت شيرين عبدالوهاب لهجوم كبير من جانب مؤيدي الرئيس المصري بعد نشر فيديو لها تلقي التحية على عدد من الدول العربية ومن بينها قطر والتي خصتها وأهلها بقولها "حبيبة قلبي قطر والقطريين حبايب قلبي على دماغي من فوق وهيفضلوا على دماغي من فوق".

 

 

وفي 2017، كانت لشيرين أزمة أخرى ذات منحى سياسي، لكن مع الشعب التونسي هذه المرة عندما تحدثت خلال حفلة لها في تونس وقالت: "بنتي بتقولي إنتي هتعملي حفلة فين فبقولها تونس، قالتلي إيه بقدونس، فرديت عليها مفيش فرق لأن تونس خضراء"، ولكن الأمر أثار أيضًا عاصفة من الانتقادات وعادت المطربة للاعتذار من جديد، وخلال حفلة للمطربة في الأردن أخطأت ووصفت الملكة رانيا بالأميرة ولكنها عادت لتقول: "ما حدش يلوم عليا، أنا داخلة على الأربعين".

تُعدّ حمى البلاغات والمحامين راغبي الشهرة جزءًا من سلوك النظام المصري الحالي

لشيرين عبدالوهاب نصيب كبير من الأزمات الفنية مع عدد من نجوم الوسط الفني بداية من مكتشفها المنتج نصر محروس وزميل صعودها تامر حسني، كما نال عمرو دياب جزءًا من تصريحاتها التي عادت وتراجعت عنها كما دخلت في أزمات متكررة مع كل من وأنغام وعمرو مصطفى وأليسا وأصالة.

تُعدّ حمى البلاغات والمحامين راغبي الشهرة جزءًا من سلوك النظام المصري الحالي، استطاع من خلالها محاكمة عدد كبير من المعارضين، كان أبرزهم خالد علي المرشح الأسبق لرئاسة الجمهورية، والذي اتهمه سمير صبري- المحامي نفسه صاحب بلاغ شيرين- بالإيماء بفعل فاضح، وتم تأييد الحكم على خالد بالحبس ثلاثة أشهر، مع إيقاف التنفيذ، وليس خالد علي وحده ولكن هناك العديد من الشخصيات العامة التي تطولها حمى البلاغات.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هيفاء وهبي تكشف الوجه الآخر لسيطرة "أبو هشيمة" على الإعلام المصري

"شهوة" الفنانات للإفتاء.. إلغاء آيات وتفسير مزاجي