17-أبريل-2025
ماركو روبيو وستيف ويتكوف

(Getty) الولايات المتحدة تبحث عن أرضية مشتركة مع الأوروبيين

يتوجه وزير الخارجية الأميركي ومبعوث الرئيس دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، اليوم الخميس إلى العاصمة الفرنسية باريس، لإجراء محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وتأتي هذه الزيارة، بحسب ما أوردته وكالة "رويترز"، في إطار مساعٍ أميركية لتقريب وجهات النظر مع أوروبا بشأن سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا، وتفادي الدخول في مواجهة عسكرية مفتوحة مع إيران.

ويأتي هذا التحرك في ظل تصاعد الانتقادات في وسائل الإعلام الأوروبية، التي عبّرت عن استيائها من تهميش واشنطن للدور الأوروبي في ملفين بالغَي الحساسية، هما ملف الحرب في أوكرانيا، والمفاوضات النووية مع إيران.

فبينما ترى العواصم الأوروبية نفسها طرفًا مباشرًا معنيًا بأمن القارة، تعتبر أيضًا أنها أُقصيت عن طاولة التفاهمات المتعلقة بالاتفاق النووي الإيراني، رغم كونها طرفًا موقّعًا على اتفاق 2015، وقد حافظت طوال فترة انسحاب واشنطن منه على قنوات تواصل فعّالة مع طهران، بهدف منع انهيار الاتفاق ودرء خطر تطوير إيران لسلاح نووي.

من المتوقع أن يستمع روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، في باريس إلى المخاوف الأوروبية

يتوجه كل من ماركو روبيو والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف اليوم الخميس إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث من المقرر أن يستمعا إلى مخاوف القادة الأوروبيين بشأن الحرب في أوكرانيا، في ظل محاولات أميركية لفرض اتفاق لوقف إطلاق النار، لا يتضمّن ضمانات أمنية كافية لكييف، ويُتيح لروسيا في المقابل الاحتفاظ بأراضٍ أوكرانية.

ووفقًا لوكالة رويترز للأنباء، تصاعدت المخاوف الأوروبية مؤخرًا بعد سلسلة مبادرات دبلوماسية قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالإضافة إلى ضغوط مارسها على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وبلغ القلق ذروته إثر عدم اتخاذ ترامب أي موقف حازم عقب الهجوم الصاروخي الروسي على مدينة سومي، والذي أسفر عن عشرات القتلى المدنيين، حيث اكتفى بوصف الهجوم بـ"المريع"، معتبرًا أن "الحرب دائمًا مريعة"، وألقى باللوم على سلفه جو بايدن، متهمًا إياه بالتسبب في اندلاع الحروب، ومؤكدًا أن ما يسعى إليه هو "وقف سيل الدماء الذي بدأ في عهد بايدن"، على حد تعبيره.

وفي هذا السياق، عبّر وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي عن خيبة أمل أوروبا من توجهات ترامب، قائلًا:"نأمل أن تدرك الإدارة الأميركية أن بوتين يسخر من حسن نواياهم"، وذلك في أعقاب الضربة الروسية على سومي.

وفي الملف النووي الإيراني، أفادت "رويترز " أن الولايات المتحدة لم تُطلع حلفاءها الأوروبيين على المحادثات التي جرت مع إيران في العاصمة العُمانية مسقط، قبل إعلان ترامب عنها، على الرغم من أن أوروبا تُمسك بـ"ورقة الضغط" المتمثلة في إمكانية إعادة تفعيل عقوبات الأمم المتحدة على طهران.

وتعتبر رويترز أن اللقاء المرتقب بين روبيو وويتكوف والمسؤولين الفرنسيين في باريس اليوم، قد يشكّل فرصة لإعادة تنسيق المواقف بين واشنطن وأوروبا، في ظل غياب الثقة المتزايد بين الجانبين.

ومن المقرر أن يتوجه ويتكوف إلى روما السبت المقبل لعقد جولة ثانية من المحادثات مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بعد لقائهما الأول الذي جرى السبت الماضي في مسقط، واستمر 45 دقيقة، وطرح خلاله ويتكوف مبادرة تقضي بنقل اليورانيوم عالي التخصيب إلى دولة ثالثة (روسيا)، مقابل العودة إلى سقف التخصيب المحدد في اتفاق 2015 (3.67%).

ووصف الجانبان المحادثات بـ"الإيجابية"، مع إقرارهما بأن التوصل إلى اتفاق لا يزال بعيدًا. من جانبه، قال ترامب الإثنين الماضي إنه مستعد لقصف المنشآت النووية الإيرانية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، متهمًا طهران بتأخير المفاوضات عمدًا لكسب المزيد من الوقت.

الوكالة الدولية تدخل على خط المحادثات النووية

وعلى صعيد موازٍ، عقد ترامب اجتماعًا في البيت الأبيض مع كبار مستشاريه للأمن القومي، ركّز على البرنامج النووي الإيراني، بحسب مصادر مطلعة.

وكان ترامب قد استأنف حملة "الضغط الأقصى" ضد طهران منذ فبراير الماضي، بعد أن انسحب سابقًا من الاتفاق النووي في ولايته الأولى، معيدًا فرض عقوبات مشددة على إيران.

وفي طهران، التقى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، حيث أكد عراقجي ضرورة أن تلتزم الوكالة بمهمتها الفنية والمهنية دون الخضوع لأي ضغوط سياسية غير مبررة. كما طالب غروسي باتخاذ موقف واضح تجاه التهديدات الموجهة للمنشآت النووية الإيرانية.

من جهته، أشاد غروسي باستئناف المحادثات بين واشنطن وطهران، معربًا عن أمله في أن تثمر هذه الجهود عن اتفاق قريب.