15-يوليو-2021

صورة تعبيرية (Getty)

تتعرض المهاجرات العاملات في قطاع الزراعة للاعتداء الجنسي في إسبانيا، وذلك أثناء محاولتهن إعالة أنفسهن وعائلاتهن في الوطن الأم. وتشير المعلومات والتقارير الصحفية والحقوقية بأن رؤساء المزارع يضايقون ويستغلون بشكل روتيني العاملات الموسميات اللواتي يقطفن الفاكهة في حقول الفراولة والتوت والعنب، وهن غالبًا يأتين من المغرب أو أوروبا الشرقية وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ويقضين كل عام قرابة 3 إلى 6 أشهر في حصاد الفاكهة في مقاطعة هويلفا جنوب غرب إسبانيا والتي تتمتع بالحكم الذاتي وتعتبر أكبر منطقة منتجة للفاكهة الحمراء في أوروبا بمعدل 260 ألف طن سنويًا حيث تباع في الأسواق الأوروبية بمردود مالي يقدر بنحو نصف مليار يورو سنويًا.

تتعرض النساء العاملات في حقول الفاكهة جنوب إسبانيا لانتهاكات مهنية وحقوقية وتحرش جنسي، في ظل صعوبة أو انعدام إمكانية حصولهن على الدعم القانوني 

حول الموضوع، أجرت قناة الجزيرة إنجليزية، بالتعاون مع وسيلة الإعلام الاستقصائية الدنماركية Danwatch، مقابلات مع 16 عاملة في تلك المزارع، وجميعهن لديهن عقود مع أكبر سبعة منتجين للفواكه الحمراء الذين يبيعون لمحلات السوبر ماركت المعروفة في المملكة المتحدة وفرنسا وبلجيكا وهولندا والدنمارك وألمانيا والسويد.

وقد روت غالبية النساء العاملات ما يتعرضن له من إذلال يومي، مثل التضييق على أخذ فترات راحة للمرحاض، ومنع تجمع النساء، وعدم توافر إجراءات الحماية والوقاية من فيروس كورونا، وقد أبلغت العديد منهن عن تعرضهن للتحرش والابتزاز الجنسي بطرق عدة.

تقول إحدى العاملات المهاجرات، وتدعى جاديدا "حاول المسؤول عني دعوتي لغرفته لكني رفضت"، وأضافت "بدأ يتصل بي باستمرار، وفي إحدى المرات اقترب مني في الحقول وحاول الضغط علي للموافقة على ممارسة الجنس معه". وأشارت إلى أن رفضها تسبب بعواقب، حيث بات يهددها بالطرد من العمل وإعادتها إلى المغرب. عاملة أخرى وتدعى هاديا، قالت للجزيرة "إذا أعجب الرجل المسؤول عنا بامرأة عاملة فإنه يتحرش بها".

ويذكر بأن العاملات يدخلن إلى هويلفا بموجب تأشيرات عمل مؤقتة، الأمر الذي يجعل من الإبلاغ عن ما يتعرضن له من تحرش جنسي وسوء معاملة أمرًا غير يسير. وهناك أيضًا عاملات غير مسجلات بطريقة نظامية، وبذلك يفقدن إمكانية تقديم اتهامات عبر الشرطة في حال تعرضهن لأي انتهاك. ويذكر أيضًا أن معظم العاملات المغربيات يأتين كجزء من اتفاقية ثنائية "تعاقدية المنشأ" بين المغرب وإسبانيا. 

وتقيم مجموعات النساء المهاجرات للعمل في حقول هويلفا في شقق صغيرة وثكنات وحاويات حديدية بالقرب من البيوت البلاستيكية المخصصة للفاكهة، وبعيدًا عن مركز مدينة، إذ يقمن بإمضاء فترة إقامتهن في أسبانيا معزولات كليًا عن العالم الخارجي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

خاصية تركيب الصوت في تيك توك تسهم في ترويج معلومات مغلوطة عن لقاحات كورونا

تفعيل حملات رافضة للتطبيع في مختلف البلدان العربية عبر السوشيال ميديا