21-نوفمبر-2021

(Getty Images)

ألترا صوت- فريق التحرير

أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن قلق الولايات المتحدة الحقيقي حيال تحركات روسيا وخطابها تجاه أوكرانيا. وقال بلينكن خلال مؤتمر صحفي عقده مع وزيرة خارجية السينغال إيساتا تال صال في داكار، أن لدى بلاده "قلق حقيقي حيال تحرك روسيا العسكري غير المألوف على الحدود مع أوكرانيا". وأضاف قائلًا إن الولايات المتحدة قلقة إزاء جزء من الخطاب الذي تصدّره موسكو رسميًا وعلى وسائل التواصل الاجتماعي حيال الأزمة مع أوكرانيا. 

حذر مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية في تصريحات نقلتها شبكة "سي بي إس" من توغل روسي قريب محتمل في أوكرانيا

وأشار الوزير الأمريكي إلى أن "حلفاء واشنطن يشاطرونها بشكل واسع مخاوفها في هذا الصدد"، لكنه رفض توضيح إن كانت أجهزة الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يهدف لانتزاع أراض من أوكرانيا، وقال "لا نعرف نوايا الرئيس بوتين، لكننا نعرف ما حصل في الماضي، نعرف أسلوب الإشارة إلى استفزاز وهمي من أوكرانيا أو أي دولة أخرى، واستخدام ذلك كمبرر لما كانت روسيا تخطط للقيام به منذ البداية".

إلى ذلك حذر مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية في تصريحات نقلتها شبكة "سي بي إس" من توغل روسي قريب محتمل في أوكرانيا. ويعتقد مسؤولو الاستخبارات  أن "حشد موسكو عشرات الآلاف من القوات على الحدود الأوكرانية قد يكون استعدادًا لتوغل فعلي في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا".

وفي هذه الأثناء عبرت مضيق الدردنيل سفينة أمريكية تحمل زورقي دورية استخدمهما خفر السواحل الأمريكي وأعيد تجهيزهما لتزويد البحرية الأوكرانية بهما، قاصدة ميناء أوديسا الأوكراني في البحر الأسود. وتلقى بحارة أوكرانيون تدريبًا مكثفًا على الزورقين في الولايات المتحدة، وحصلت أوكرانيا على زورقين مماثلين في عام 2019، وقالت السفارة الأمريكية في كييف إن "الزورقين جزء من مساعدات أمنية لأوكرانيا قيمتها 2.5 مليار دولار بدأ تقديمها في عام 2014".

بدوره اتهم بوتين يوم الخميس الماضي الدول الغربية بـ "تصعيد في نزاع أوكرانيا عبر إجراء مناورات عسكرية في البحر الأسود، وإرسال قاذفات للتحليق على مقربة من الحدود الروسية".

وكان الرئيس الروسي قد وقع الأسبوع الماضي  مرسوم  "الانسجام الاقتصادي" حول دونباس يقضي باتخاذ "إجراءات استثنائية في غضون شهر تضمن تحقيق التسوية السياسية في منطقتي دونيتسك ولوغانسك"، واعتراف "روسيا بالشهادات حول منشأ البضائع الصادرة عن الأجهزة العاملة بالفعل في أراضي المنطقتين الواقعتين شرقي أوكرانيا" والخاضعتين لسيطرة الانفصاليين الموالين لموسكو.

وبموجب المرسوم المذكور "لن تفرض روسيا قيودًا متعلقة بالاستيراد والتصدير في المنطقتين الأوكرانيتين"، بالإضافة لذلك سيتم السماح بدخول البضائع من منطقتي دونيتسك ولوغانسك إلى أسواق روسيا بشروط متساوية مع السلع الروسية، بل وتعزيز كمياتها في سلسلة المتاجر الروسية، كما سيمكن المرسوم روسيا من استيراد الفحم والمنتجات المعدنية بسهولة من المنطقتين.

ونشر موقع المعلومات القانونية الحكومي الروسي مرسوم بتوقيع بوتين "حول تقديم الدعم الإنساني لسكان أراض معينة في منطقتي دونيتسك ولوغانسك في أوكرانيا". ويشير المرسوم إلى أن "القرار تم اتخاذه بهدف حماية حقوق وحريات الإنسان والمواطن، وتقديم الدعم الإنساني لسكان أراض معينة في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الأوكرانيتين، ومنع استمرار انخفاض مستوى العيش في ظروف الحصار الاقتصادي المتواصل وتدهور الأوضاع نتيجة انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد كوفيد-19".

وتضم منطقة دونباس احتياطي من الفحم يقدر بحوالي 60 مليار طن وكانت تنتج قبل إعلان الانفصاليين الموالين لروسيا عن استقلالهم ما يقارب من 75% من إجمالي الإنتاج في أوكرانيا، كما أن المنتجات التي كانت تصدر من منطقة  دونباس قبل إعلان الانفصال تستحوذ على 30% من إجمالي صادرات أوكرانيا.

جندي أوكراني على الحدود شرقي البلاد (Getty)

إلى ذلك احتجّت وزارة الخارجية الأوكرانية على المرسوم الذي وقعه بوتين حول "الانسجام الاقتصادي"، واعتبرت أن توقيع الرئيس الروسي على المرسوم  للاعتراف بما يسمى شهادة منشأ المنتج الصادرة في الأراضي المحتلة مؤقتًا في منطقتي دونيتسك ولوغانسك هو تدخل صارخ في الشؤون الداخلية لأوكرانيا وانتهاك تشريعاتها وقواعد القانون الدولي"، وقالت الخارجية الأوكرانية في مذكرة احتجاج قدمتها لموسكو، إن "خطواتها الأخيرة في دونباس تهدف لجذب الأخيرة إلى مجالها السياسي والاقتصادي"، وأكدت أن "هذه الخطوات تتناقض مع التزامات روسيا المذكورة في بروتوكول مينسك".

ومن بين الخطوات السابقة التي اتخذتها موسكو وأثارت استياء كييف، اعتراف روسيا بالعديد من الوثائق الصادرة من "جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين" المعلنتين من طرف واحد استقلالهما عن أوكرانيا في العام 2017، وتسهيل إجراءات الحصول على الجنسية الروسية لسكان دونباس في العام 2019 وتصويتهم في الانتخابات الروسية. ففي أيلول/سبتمبر الماضي شارك سكان المنطقة الحاصلون على جوازات سفر روسية عبر الواقع الافتراضي  في الانتخابات البرلمانية الروسية، ووصولًا إلى المرسوم الذي وقعه بوتين في اعتبار معاملة المنشآت المحلية نفس معاملة مثيلاتها الروسية في العديد من الحقوق.

الكرملين يندد بـ"الهستيريا الأمريكية" 

من جهتها نددت موسكو عبر الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بما أسمته "هستيريا" الولايات المتحدة فيما يتعلق بهاجس اجتياح روسي محتمل لأوكرانيا. وقال بيسكوف للتلفزيون الرسمي  الروسي"تجري إثارة هذه الهستيريا بشكل مفتعل. يتهمنا الذين استقدموا قواتهم المسلحة من الخارج بنشاط عسكري غير عادي على أراضينا"، في إشارة منه إلى الولايات المتحدة.

 

اقرأ/ي أيضًا: