10-يناير-2025
تقوم جمعيات خيرية بجمع تبرعات لجنود يقاتلون في غزة (AFP)

تقوم جمعيات خيرية بجمع تبرعات لجنود يقاتلون في غزة (AFP)

 

اعتبرت الهيئة المنظمة للجمعيات الخيرية في بريطانيا أن جمع التبرعات وإرسال الأموال إلى الجنود الإسرائيليين من قبل الجمعيات الخيرية البريطانية أمر مخالف للقانون.

وأصدرت الهيئة بيانًا تحذيريًا، الخميس 9 يناير/كانون الثاني 2025، موجهًا إلى الجمعيات الخيرية، يحذر جمعية "شباد لوبيفيتش"، التي يقع مقرها شمال شرقي لندن، بعد تلقيها 180 شكوى حول قيام الجمعية بجمع أموال لجندي في جيش الاحتلال الإسرائيلي.

أنشأت جمعية "شباد لوبيفيتش" صفحة لجمع التبرعات لجندي يقاتل في شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة وتمت إزالة الصفحة في يناير 2024 لكنها جمعت حوالي ثلاثة آلاف دولار، أُرسِل جزء منها إلى الجندي

ففي تشرين الأول/أكتوبر 2023، أنشأت جمعية "شباد لوبيفيتش" صفحة لجمع التبرعات لجندي يقاتل في شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتمت إزالة الصفحة في كانون الأول/يناير 2024، لكنها جمعت حوالي ثلاثة آلاف دولار، أُرسِل جزء منها إلى الجندي.

ولم يقدم أمناء الجمعية توضيحًا حول كيفية إنفاق هذه الأموال. ومع ذلك، أبلغت الجمعية الهيئة المنظمة للجمعيات الخيرية بأنها أنفقت المبلغ المتبقي على معدات عسكرية غير قاتلة قام الأمناء بشرائها وإرسالها إلى نفس الجندي في إسرائيل.

وبموجب القانون، على الجمعيات الخيرية في بريطانيا تقديم خدمات تهدف إلى تحقيق منفعة عامة، وأن تخضع لتنظيم الهيئة المنظمة للجمعيات الخيرية.

اعتبرت الهيئة المنظمة للجمعيات الخيرية في بريطانيا أن جمع التبرعات وإرسال الأموال إلى الجنود الإسرائيليين من قبل الجمعيات الخيرية البريطانية أمر مخالف للقانون

وبررت الجمعية ما قامت به بأن هدفها كان خيريًا ويتعلق بـ"تعزيز الدين اليهودي الأرثوذكسي، وتعزيز التعليم اليهودي الأرثوذكسي، وتخفيف الفقر والمرض". وتدير الجمعية عددًا من المراكز والمعابد اليهودية للأرثوذكس في مدينتي لندن وإسكس، بالإضافة إلى تقديم خدمات استشارية. وهي جزء من حركة "شباد لوبيفيتش" العالمية.

لكن الهيئة المنظمة للجمعيات الخيرية رفضت التبريرات التي قدمتها جمعية "شباد لوبيفيتش"، وقالت في بيان لها إن "أنشطة جمع التبرعات التي تقوم بها شباد للجندي الإسرائيلي كانت خارجة عن أغراض المؤسسة الخيرية، وهي ليست خيرية، وإن الأمناء فشلوا في التصرف بما يحقق مصلحة المؤسسة الخيرية وسمعتها".

وقالت مديرة الخدمات التنظيمية في الهيئة المنظمة للجمعيات الخيرية، هيلين إيرنر: "ليس من القانوني أو المقبول أن تقوم مؤسسة خيرية بجمع أموال لدعم جندي في جيش أجنبي". وأضافت: "الجمعيات الخيرية البريطانية ذات الأغراض المناسبة يمكنها، بموجب القانون، جمع الأموال لتعزيز كفاءة القوات المسلحة البريطانية. ومع ذلك، فإن تقديم المساعدات أو الإمدادات العسكرية لأي قوة مسلحة أجنبية ليس غرضًا خيريًا، ولا يمكن لأي مؤسسة خيرية أن تفعل ذلك بشكل قانوني".

ومنذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، فتحت الهيئة المنظمة للجمعيات الخيرية في بريطانيا أكثر من 200 قضية تنظيمية تتعلق بالحرب على غزة. وقالت الهيئة إن التحقيقات تشمل جمعيات خيرية ذات مواقف مختلفة بشأن الحرب.

وقد اتُهمت القوات الإسرائيلية في غزة بارتكاب جرائم حرب من قبل منظمات حقوقية، بما في ذلك منظمة "العفو الدولية"، ومنظمة "هيومن رايتس ووتش"، ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة.

وفي العام الماضي، درست الهيئة شكوى ضد منظمة "AAC"، وهي منظمة يهودية لجمع التبرعات متهمة بتسهيل التبرعات لجمعية إسرائيلية توفر معدات للجنود الذين يقاتلون في غزة.

كما ذكرت الهيئة أنها تحقق كذلك مع جمعية "بويس كلوب هاوس"، وهي جمعية خيرية مقرها هندون في شمال لندن، بعد أن نظمت حفلًا لعودة مواطن بريطاني كان يقاتل في صفوف الجيش الإسرائيلي في غزة إلى بريطانيا.

وخلال وجوده في قطاع غزة، نشر هذا الجندي صورًا ومقاطع فيديو من داخل القطاع، من بينها مقطع يظهر فيه وهو يرفع العلم الإسرائيلي داخل مدرسة في غزة، ويقول إن "إسرائيل هنا باقية، وإن المدرسة ستبدأ بتدريس اللغة العبرية قريبًا".