26-مايو-2020

أظهرت الجائحة هشاشة المجتمعات المعاصرة أمام الانتشار الفيروسي (أ.ف.ب)

ألترا صوت – فريق التحرير 

حذر خبراء في لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس أوروبا من أن تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد19) قد يزيد من استخدام المجموعات الإرهابية للأسلحة البيولوجية مستقبلًا بعدما شاهدت التأثيرات السلبية التي أحدثها انتشار فيروس كورونا على المستوى العالمي، موجهين الدعوات لبدء إجراء التدريبات بغرض الاستعداد للتصدي لأي هجوم قد يشن بالأسلحة البيولوجية.

حذر خبراء في لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس أوروبا من أن تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد19) قد يزيد من استخدام المجموعات الإرهابية للأسلحة البيولوجية مستقبلًا 

وقالت اللجنة في بيانها إن الفيروس أظهر حجم الضعف في "المجتمعات الحديثة اتجاه العدوى الفيروسية واحتمال تعطيلها"، ونوهت اللجنة في بيانها إلى أن "الاستخدام المتعمد للعوامل المسببة للأمراض الفيروسية "قد يثبت أنه فعال للغاية ويسبب أضرارًا – بشرية واقتصادية –  على نطاق أكبر بكثير من الهجمات الإرهابية التقليدية".

اقرأ/ي أيضًا: فيروس كورونا.. من "مهزلة" الدولة المركزية إلى بروبغاندا اليمين الشعبوي

وتابعت اللجنة في بيانها التحذيري أن الهجمات البيولوجية في حال حدث ستقوم "بشل المجتمعات، ونشر الخوف" لفترة طويلة من الزمن، مشددةً بذلك على أن جميع الدول قد تكون "معرضة للإرهاب البيولوجي"، وأنها في حال حدثت سيكون ضررها سريعًا، وربما عالميًا، ونوهت اللجنة في بيانها إلى ضرورة تعزيز "تدابير الإرهاب البيولوجي الوقائي عن طريق التدخل الناجع بين المؤسسات والتعاون الدولي الفعال".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قد حذر في إحاطة عرضها أمام مجلس الأمن من تبعات الفيروس، وأشار غوتيريس في إحاطته التي نشرت الشهر الماضي لما يشكله من تهديد جدي "على حفظ الأمن والسلم الدوليين"، لافتًا إلى أنه من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى زيادة في العنف والاضطرابات الاجتماعية، مما قد يقوض إلى حد كبير القدرة على مكافحة الفيروس.

وأضاف الدبلوماسي الأممي موضحًا في إحاطته من احتمالية أن تؤدي تبعات للفيروس على المستوى العالمي للمزيد من الانقسامات والاضطرابات في مناطق الصراعات والنزاعات، محذرًا من أن بعض الجماعات الإرهابية قد تستغل انشغال الحكومات في مكافحة الوباء لتحقيق مكاسب لها، لافتًا لعدم جهوزية أعداد كبيرة من الدول للاستجابة له، مما قد يوفر ثغرة لتنفيذ هجوم إرهابي بيولوجي ويزيد من مخاطر إمكانية وصول جماعات غير حكومية إلى ما يمكن أن يشكل دمارًا مشابهًا على المجتمعات حول العالم.

وكانت صحيفة صنداي تايمز البريطانية قد نشرت تقريرًا منتصف آذار/مارس الماضي خلال مرحلة الذروة لتفشي الفيروس عالميًا يشير لطلب تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من عناصره بعدم السفر إلى أوروبا، وقالت الصحيفة في تقريرها إن التنظيم أصدر فتوى تطلب من أنصاره "نجنب أرض الوباء" حرصًا على عدم إصابتهم بالفيروس، وتابعت الصحيفة بأن التنظيم أمر عناصره عبر فتاوى شرعية متعددة تلزمهم بـ"تغطية أفواههم عند التثاؤب أو العطاس، وضرورة غسل اليدين بشكل مستمر".

غير أن التنظيم عاد مجددًا بعد موجة الانحسار العالمي الذي شهدها الفيروس لدعوة أنصاره "استثمار الظرف الراهن" وفقًا لما نقل الباحث في الجماعات الإسلامية محمد أبو رمان عن صحيفة النبأ الناطقة باسم التنظيم، مشيرًا إلى أن التنظيم دعا أنصاره "للقيام بعمليات (إرهابية) والمضي في إعادة البناء"، وأضاف أبو رمان أن تعزيز الأنظمة العربية لقوانين الدفاع والطوارئ، وتعزيز القبضة الأمنية وقمع الحريات، والأزمة الاقتصادية التي خلفتها تدابير الإغلاق الاحترازي قد تكون "كلمة السر في صعود البيئة الحاضنة للإرهاب والتطرف في مختلف الدول العربية وتناميها".

ولا تقتصر التحذيرات من زيادة الهجمات الإرهابية على الجماعات الإسلامية المتشددة، إنما تشمل العنصريين البيض في الولايات المتحدة وأوروبا، فقد أشارت وثيقة أمنية صادرة عن مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI إلى مناقشة مجموعة من "المتطرفين البيض ذوي الميول العنفية إمكانية استخدام فيروس كورونا ضد أعدائهم"، وأشارت الوثيقة إلى أن المتطرفين ناقشوا الأمر من "باب الالتزام"عبر نشر الفيروس عن طريق أعضاء مصابين تستهدف أشخاص غير بيض، تم نقاشها عبر مجموعات مغلقة على تطبيق تيلغرام.

 الفيروس أظهر حجم الضعف في "المجتمعات الحديثة اتجاه العدوى الفيروسية واحتمال تعطيلها"

وكان جهاز الاستخبارات الدنماركي قد أشار في تقريره السنوي تقديره مخاطر الإرهاب اليميني المتطرف بدرجة عالية وجدية، دون استثناء مصادر الإرهاب من جماعات أخرى، مشيرًا إلى أن تقييمهم للتهديد الإرهابي من المتطرفين اليمينيين، وبالأخص مجموعات فاشية ونازية جديدة تعمل بشكل منسق في اسكندينافيا وألمانيا، لافتًا إلى رفع درجة التهديد من "محصورة" إلى "عامة"، بعد قيامه بتحليل عدد من الهجمات الإرهابية البيضاء في دول غربية مختلفة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كورونا من منظور أوروبي.. أسئلة الوحدة والتفكك

 "فيروس كورونا".. لهذه الأسباب انتشر الوباء في إيطاليا