18-مارس-2016

معرض تونس الدولي للكتاب (الترا صوت)

في 25 من مارس/آذار الجاري تنطلق دورة جديدة من معرض تونس الدولي للكتاب، وتتواصل إلى حدود الثالث من أبريل/نيسان القادم. وينعقد المعرض هذه السنة، في دورته الثانية والثلاثين، في ظرف أمني خاص تمر به البلاد، فحملت هذه الدورة فلسفة "مواجهة الإرهاب بثقافة الكتاب والمراهنة على ثقافة التنوير"، كما يرى مدير هذه الدورة عادل خضر.

ينعقد معرض الكتاب في تونس في ظرف أمني خاص تمر به البلاد، فحملت هذه الدورة فلسفة "مواجهة الإرهاب بثقافة الكتاب والمراهنة على ثقافة التنوير"

ويستضيف معرض تونس الدولي للكتاب في دورة 2016، عديد الأسماء البارزة في مختلف المجالات كما سيكرم رموزًا ثقافية تونسية كمحمد العروسي المطوي وأبو القاسم محمد كرو والطاهر الحداد. ويشهد المعرض مشاركة 237 عارضًا و810 ناشرًا من 23 دولة عربية وأجنبية من بينها فرنسا التي ستكون ضيفة شرف الدورة الجديدة.

اقرأ/ي أيضًا: معرض الخرطوم لـ(حظر) الكتاب

عن النسخة الجديدة من المعرض، صرح رئيس هذه الدورة عادل خضر، خلال ندوة صحفية لتقديم فعاليات المعرض أن "السياسة المتبعة في تنظيم معرض تونس الدولي للكتاب في دورته الثانية والثلاثين هي سياسة تشاركية في المنهج، سلمية في أفقها، احتفالية شكلًا ومحتوى، وغاياتها خدمة ثقافة الكتاب والحفاظ على حرمة الإنسان التونسي وضمان حقه في الثقافة".

وكانت الدورات السابقة من المعرض، والتي تلت انطلاق الثورة التونسية، قد عرفت جدلًا واسعًا حول حضور كتب وصفت بـ"التكفيرية" والتي من شأنها أن تساهم في نشر فكر متشدد، إضافة إلى انتشار بيع بعض المواد التي لا علاقة لها بالكتاب أمام المعرض، في سلوك اعتبره جزء من التونسيين من مشاهد الفوضى والاستهتار، لكن مدير الدورة الجديدة من المعرض أكد أن النسخة الجديدة "لن تشهد إلا بيع الكتب فقط، ووسائلها البيداغوجية المساهمة في قراءتها وفهمها ونشرها"، وأنه "لن تباع في أجنحة المعرض إلا الكتب ذات المحتوى المحترم، البعيدة عن سموم التطرف، البريئة من عيوب التعصب الديني أو الطائفي أو المذهبي"، حسب تعبيره.

وقد خصصت هيئة تنظيم هذه التظاهرة برنامجًا ثقافيًا سيمتد كامل أيام المعرض ودعي إلى تأثيثه نحو مائة شخصية ثقافية وأدبية من مصر والجزائر والمغرب والسعودية والكويت ولبنان والسودان والعراق والسنغال وفرنسا وسويسرا وإسبانيا والغابون وإريتريا.

ومن أبرز المفكرين والمثقفين العرب الذين سيحلون ضيوفًا على المعرض: سامح محجوب ومحمد عبد الرحمان الفخراني من مصر، وعبد الله الصيخان من السعودية، وبثينة العيسى من الكويت، ورشيد الضعيف، وأدونيس العكرة وشوقي بزيغ ونديم منصوري من لبنان، وعبد الواحد مبرور ونور الدين العشيري وإدريس خروز وعلي كريمي من المغرب، وعفيفة برارحي من الجزائر، وعلي بدر من العراق وحمور زيادة من السودان.

اقرأ/ي أيضًا: في إسطنبول.. معرض للكتاب العربي

وينفتح المعرض هذه السنة على الأدب الإسباني وتحديدًا أدب "سرفنتس" بحضور كتاب وأدباء إسبان، ويوافق الاحتفاء بـ"سرفانتس" مرور أربعمائة سنة على وفاته. كما تخصص الدورة، في إطار الانفتاح على الثقافات واللغات الأخرى، ندوة حول اللغة الروسية، من المنتظر أن تتناول الفرص والتحديات التي تواجه هذه اللغة.

أكد مدير الدورة الجديدة لمعرض تونس الدولي للكتاب أن لن تباع في أجنحة المعرض إلا الكتب ذات المحتوى المحترم والبعيدة عن سموم التطرف

ونظرًا إلى السياق العام الذي تنعقد خلاله هذه الدورة، يتصّدر موضوع الإرهاب ودور المثقف في مواجهته قائمة المواضيع التي سيتم طرحها، ومن أهم الفعاليات ندوة حول "دور المثقف في محاربة الإرهاب"، بمشاركة باحثين عرب وأجانب، كما تمت برمجة ندوة "المحامون والثورة" بمناسبة صدور كتاب "المحامون في تونس، من مقاومة الاستبداد إلى ثورة الحرية والكرامة"، وذلك لتسليط الضوء على الدور المتميز للمحامين في الثورة التونسية. وتنتظم على هامش المعرض ندوة حول مستقبل الآداب المغاربية بمشاركة مختصين من الجزائر والمغرب وفرنسا وتونس، وستتعرض إلى إشكالية علاقة الإبداع باللغة الحاملة له.

ويواصل معرض تونس الدولي للكتاب، للسنة الثانية على التوالي، تقديم جوائز في أربعة أجناس أدبية هي الرواية والقصة والشعر والمقالة، إضافة إلى جوائز الناشرين التونسيين في ثلاث مجالات هي: كتاب الطفل والكتاب الفني وكتب التحقيق والترجمة، بالإضافة إلى جائزة أفضل ناشر لدورة 2016. وستحتفي هذه الدورة بالقصة خاصة، حيث تمت برمجة أمسية يومية تحت عنوان "نقص لنحيا" وستتواصل هذه الفعالية على مدى أيام المعرض، وسيفرد المعرض حلقة نقاش لبحث آفاق التجديد في القصة التونسية.

ويحتضن معرض تونس الدولي للكتاب، هذه السنة، عددًا من الندوات ذات العلاقة بالكتاب والإبداع الفكري، مثل الإيداع القانوني للمصنفات وحقوق التأليف، ونقد الفن مسرحًا وسينما وموسيقى وفنونًا تشكيلية والكتابة الإبداعية والرواية التونسية اليوم وروافد الرواية العربية الجديدة والخط العربي، إضافة إلى مجموعة من الورشات التربوية والبيداغوجية الموجهة للأطفال.

اقرأ/ي أيضًا:

موسم الكتاب في المغرب

جبران مسعود.. رحلة في تاريخ الأدب العربي