07-مارس-2025
تسعى إسرائيل وإدارة ترامب إلى المضيّ في خططهما لتهجير سكان غزة (AP)

تسعى إسرائيل وإدارة ترامب إلى المضيّ في خططهما لتهجير سكان غزة (AP)

بعد مرور شهر على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطته لتهجير سكان غزة، بدأت إسرائيل باتخاذ خطوات عملية لتنفيذ الجزء الخاص بها من هذه الخطة الأميركية.

وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، يجري حاليًا إنشاء "مديرية الهجرة من غزة" داخل وزارة الأمن الإسرائيلية، لتكون الجهة المنوط بها تنسيق العملية وتوفير الإطار التنفيذي لها على الأرض، فيما تتولى الولايات المتحدة الجانب الدبلوماسي والترويجي للخطة على المستوى الدولي.

اتصالات تُجرى مع دول عربية بهدف التوصل إلى اتفاق لاستقبال اللاجئين المحتملين

مباحثات مع دول عربية

وفي هذا السياق، كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن مباحثات تجريها الولايات المتحدة وإسرائيل لإنشاء صندوق لتمويل مخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

وأفادت بأن الجانبين يسعيان إلى التوصل لاتفاق حول استقبال الفلسطينيين الراغبين في الهجرة، إضافة إلى بحث سبل توفير الموارد المالية لهذا المشروع، الذي تقدر ميزانيته بمليارات الدولارات.

وقالت "معاريف" إن اتصالات تُجرى مع دول عربية بهدف التوصل إلى اتفاق لاستقبال اللاجئين المحتملين. ووفقًا للمصادر الإسرائيلية، فإن واشنطن تسعى لإقناع دولة واحدة على الأقل، أو مجموعة من الدول، بقبول المهجرين، مع توفير التمويل اللازم لضمان استقرارهم في أماكن جديدة.

ورغم ذلك لم يتم الكشف عن أي دولة وافقت حتى الآن، كما لم ترد أيضًا أي معلومات حول الدول التي قد توافق على تمويل الصندوق، خاصة في ظل الرفض الدولي القاطع لمشاريع التهجير القسري.

وينصب التأكيد على أن الهدف ليس فرض مغادرة سكان غزة، بل تقديم الدعم لمن يختارون "الهجرة الطوعية"، سواء لفترة مؤقتة أو بشكل دائم، إلى بلد ثالث. ووفقًا لمصادر مطلعة على تفاصيل المبادرة، هناك حرص على إبراز الدور القيادي للولايات المتحدة في تنفيذ الخطة، لتقديمها كـ"مشروع إنساني".

تمويل ضخم لتحفيز الهجرة

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، تتجاوز الميزانية المخصصة للمشروع مليارات الدولارات، حيث لن تقتصر على إعادة إعمار غزة، بل ستشمل أيضًا بناء مجتمعات سكنية جديدة، وتوفير فرص عمل، وإنشاء مؤسسات خدمية في الدول التي ستوافق على استقبال الفلسطينيين. وتقدّر الإدارة الأميركية أن توفير هذه البيئة الجديدة قد يشجع عددًا كبيرًا من سكان القطاع على مغادرته.

وفي هذا الإطار، تجري واشنطن وتل أبيب محادثات مع "الصندوق الدولي للتنمية"، الذي يترأسه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، للمساهمة في تمويل المشروع. كما تدرس الإدارة الأميركية تعيين ممثل خاص لها داخل هذا الصندوق، لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الطرفين وضمان تحقيق الأهداف المنشودة.

الموقف الفلسطيني والعربي

ورغم هذه التحركات، فإن الخطة تواجه رفضًا قاطعًا من قبل الفلسطينيين، التي يعتبرونها محاولة لترسيخ التهجير القسري وتقويض الحق الفلسطيني في العودة. كما أن الدول العربية، خلال القمة الأخيرة التي عقدت في القاهرة، أكدت رفضها القاطع لأي محاولات تهدف إلى إعادة إعمار غزة عبر تهجير سكانها.

مستقبل الخطة

يبدو أن إسرائيل والولايات المتحدة عازمتان على المضي قدمًا في هذا المشروع، إلا أن العقبات السياسية والرفض الفلسطيني والعربي الدولي قد يشكلان تحديًا كبيرًا أمام تنفيذه. في الوقت الحالي، تتركز الجهود على إقناع الدول العربية بالمشاركة في الخطة، وتأمين الدعم المالي اللازم، لكن يبقى السؤال الأهم: هل ستجد إسرائيل وواشنطن شركاء مستعدين للمساهمة في تنفيذ هذا المخطط؟