18-مارس-2025
الهجمات على اليمن

القوات الأميركية تواصل غاراتها على اليمن (البنتاغون)

واصلت القوات الأميركية، لليوم الرابع على التوالي، عملياتها العسكرية في اليمن، مستهدفة ما تقول إنها مواقع عسكرية واستراتيجية تابعة للحوثيين. وتركزت أحدث الضربات، وفقًا لمصادر محلية قريبة من الجماعة، على العاصمة اليمنية صنعاء، حيث أفادت "قناة المسيرة" و"موقع سبتمبر 26" بوقوع انفجارات عنيفة شمال العاصمة، دون تقديم تفاصيل حول طبيعة المواقع المستهدفة، سواء كانت مدنية أو عسكرية، أو عن حصيلة الضحايا.

وفي رد سريع على الهجمات الأميركية الأخيرة، أعلن الحوثيون تنفيذ "هجوم نوعي" استهدف المدمرة الأميركية "هاري ترومان" في البحر الأحمر، وذلك للمرة الثالثة خلال أقل من 48 ساعة، وفق ما صرّح به المتحدث العسكري للجماعة، يحيى سريع.

وبحسب آخر المعطيات، فقد ارتفع عدد القتلى إلى 53 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى نحو 100 مصاب، وفقًا لما أُعلن يوم أمس. من جانبها، علّقت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الثلاثاء، على التطورات، حيث قالت المتحدثة باسم الوزارة تامي بروس إن "الولايات المتحدة تحاول تجنّب وقوع ضحايا مدنيين، لكن الوضع الحالي غير قابل للاستمرار."

أما البنتاغون، فقد أكد أن الهجمات ضد الحوثيين "ستستمر حتى تحقيق هدف حماية الملاحة في البحر الأحمر"، بينما شدد الحوثيون على أنهم "سيردّون على التصعيد بالتصعيد".

أكّد المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل أنّ الهجوم الأميركي في اليمن متواصل لحين تحقيق الأهداف التي حددها الرئيس الأميركي ترامب

تجدد الغارات الأميركية على صنعاء

تحدثت قناة المسيرة التابعة للحوثيين عن "عدوان أميركي يستهدف العاصمة صنعاء"، وأفاد موقع "26 سبتمبر" اليمني أن القصف الأميركي الجديد استهدف شمالي العاصمة صنعاء، حيث سُمعت أصوات انفجارات عنيفة، لكن المصدرين لم يقدّما معلومات عن طبيعة الأهداف، كما لم تُصدر الجهات الأميركية بيانًا فوريًا عن طبيعة المواقع التي ضربتها الغارات الأميركية. وكانت جماعة "أنصار الله" أعلنت مساء الإثنين، عن تعرّض "مصنع الحبشي للحديد في مديرية باجل بمحافظة الحديدة غربي اليمن  لغارات أميركية، ما أدى لتدميره". وقامت القوات الأميركية منذ يوم السبت وحتى فجر الثلاثاء  بتنفيذ حوالي 60 غارة جوية، توزّعت بين محافظات صنعاء وحجة والبيضاء والحديدة ومأرب، في هجوم هو الأكبر للقوات الأميركية في الشرق الأوسط، منذ تولي ترامب الرئاسة لولاية ثانية.

البنتاغون الهجمات ضد الحوثيين متواصلة

في تعقيبه على الغارات الأميركية ضدّ الحوثيين في اليمن، أكّد المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل أنّ الهجوم الأميركي في اليمن متواصل لحين تحقيق الأهداف التي حددها الرئيس الأميركي ترامب، والمتمثلة أساسًا في ضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر، عبر توقف الحوثيين عن استهداف السفن التجارية، قائلًا "إن الرئيس ترامب ووزير الدفاع بيت هيغسيث والقيادة الأمريكية، أكدوا أن عهد السلام من خلال القوة قد عاد"، لافتًا إلى أنّ الولايات المتحدة "ستستخدم قوة قاتلة ساحقة حتى نحقق هدفنا".

وأفاد بارنيل أنّ الغارات الأميركية التي نُفذت طيلة الأيام الماضية في اليمن، "استهدفت أكثر من 30 موقعًا في عدة مناطق باليمن"، مشدّدًا على أنّ هذه الهجمات "لا تتعلق بتغيير الأنظمة في الشرق الأوسط، بل بحماية المصالح الأمريكية" على حدّ تعبيره، مؤكّدًا في السياق ذاته أنّ "الغارات مستمرة"، محذّرًا الحوثيين من أنّ ترامب "سيُمطرهم بوابل من النيران، إذا لم يكفّوا عن استهداف السفن في البحر الأحمر" في إشارة إلى أنّ وتيرة الغارات وشدّتها قد تزداد، وليس مؤكدًا ما إذا كانت الحملة العسكرية قد تتطور إلى عملية برية، لكنّ بارنيل أكد أن الحملة الحالية على الحوثيين "هي الأوسع نطاقًا حتى الآن".

النهج الأميركي تغيّر كليًّا

أكّدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس، في تعليقها على الهجوم الأميركي ضدّ الحوثيين، أنّ النهج الأمريكي في التعامل مع سلوك الحوثيين في المنطقة "تغيّر كليًا"، معتبرة أن نهج الإدارة السابقة اقتصر على "الرد على الهجمات فقط"، أما النهج الجديد فيعتمد على المبادرة بالهجوم والضربات الاستباقية ومنع تكرار استهداف الملاحة في البحر الأحمر، معتبرة أن الحوثيين "يحاولون الاستيلاء على كامل اليمن والمنطقة البحرية".

وتعليقًا على موضوع سقوط ضحايا مدنيين جرّاء الهجوم الأميركي، زعمت بروس أنّ "الولايات المتحدة تحاول منع سقوط قتلى بين المدنيين، لكن الوضع الحالي غير قابل للاستمرار"، على حدّ تعبيرها.

الغارات الأميركية التي نُفذت طيلة الأيام الماضية في اليمن، استهدفت أكثر من 30 موقعًا، وأدت إلى سقوط 53 قتيلًا ونحو 100 من المصابين والجرحى

الرد على التصعيد بالتصعيد:

أكّد زعيم جماعة أنصار الله في اليمن، عبد الملك الحوثي، أنّ الحملة العسكرية الأميركية لن تنجح في ثنيهم عن مواقفهم، قائلًا إنّ الهجوم الأميركي على اليمن،  سيتم الرد عليه بتصعيد مماثل، مؤكدًا أن "الطائرات والسفن الحربية الأميركية ستكون هدفًا لضرباتنا"، كما أكّد الحوثي أنّ أنشطتهم في البحر الأحمر ستثمل السفن التجارية الأميركية، طالما استمر الهجوم الأميركي على اليمن.

وفجر اليوم الثلاثاء أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى السريع عن تنفيذ عملية عسكرية استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس هاري ترومان"، وتعدّ هذه هي المرة الثالثة التي يعلن فيها الحوثيون عن استهداف حاملة الطائرات الأميركية، في غضون أقل من 48 ساعة.

وفي تفاصيل الاستهداف الأخير قال يحيى سريع إن "القوات المسلحة اليمنية نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس هاري ترومان"، مضيفًا "كما تم استهداف مدمرة أمريكية، ردا على العدوان الأمريكي الغاشم على بلدنا"، معتبرًا أنّ "المعتدي الأمريكي يتحمل كافة التداعيات جراء عسكرة البحر الأحمر وتوسيع دائرة المواجهة"، مؤكدا أنّ "استمرار الاعتداءات الأمريكية على اليمن يؤثر سلبا على حركة الملاحة الدولية".

وكان الحوثيون قد استأنفوا هجماتهم في البحر الأحمر بعد انتهاء مدة الـ4 أيام التي منحوها لإسرائيل للتراجع عن قرار وقف إدخال المساعدات على غزة، وردًّا على ذلك أعلن ترامب السبت الماضي بدء الهجوم الأميركي على اليمن.