22-ديسمبر-2022
gettyimages

تشهد مناطق سيطرة النظام السوري أزمة اقتصادية كبيرة من أبرز مظاهرها غياب المحروقات (Getty)

تجددت الاحتجاجات التي تشهدها مدينة السويداء وريفها منذ مطلع الشهر الحالي، يوم أمس، احتجاجًا على سياسات النظام السوري الاقتصادية. وشهدت السويداء إغلاق الطريق الرئيسي فيها، وارتفعت وتيرة المطالبات لتشمل المطالبة بطرد إيران وحزب الله من سوريا، بالإضافة للإعلان عن العصيان الشامل.

تجددت الاحتجاجات التي تشهدها مدينة السويداء وريفها منذ مطلع الشهر الحالي يوم أمس

كما شهدت مدينة جاسم في ريف درعا تظاهرةً تطالب بإسقاط نظام بشار الأسد، والإفراج عن المعتقلين.

وتشهد مدينة السويداء وريفها مظاهرات شبه يومية منذ مطلع الشهر الحالي، ووقفات احتجاجية تنديدًا بتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية في المحافظة، ورفضًا لسياسات النظام السوري الاقتصادية، وسط دعوات موجهة لكل السوريين، للقيام باعتصامات سلمية، للمطالبة بـ"الحقوق المشروعة، والاعتكاف في المنازل ليوم واحد نهاية الشهر الحالي في كامل أرجاء سوريا".

ويعتزم ناشطون في السويداء، مواصلة الحراك الاحتجاجي الذي بدأ مطلع الشهر الجاري في المحافظة، بمطالب سياسية واقتصادية، حيث ركزت الشعارات على المطالبة بالعيش بكرامة، وتطبيق القرار الأممي 2254 الذي ينص على الانتقال السياسي في سوريا، وتحسين الوضع الأمني، وإطلاق سراح المعتقلين من سجون النظام.

وقد صدر بيان عن المحتجين في ساحة الكرامة بمدينة السويداء، طالب بمحاسبة من يقوم بسرقة المؤسسات الحكومة. وأضاف البيان "تتهمنا السلطات السورية بعمليات تخريب في المحافظة عبر مظاهراتنا السلمية، وهي تقوم من خلال أجهزتها الأمنية بحماية تجار المخدرات والعصابات الإرهابية لنشر المخدرات بين الأطفال والشباب وتهديد البنية الاجتماعية والقيم والأخلاق التي تربينا عليها". مؤكدًا على الاتجاه نحو تصعيد المظاهرات في المحافظة.

واتهم البيان النظام السوري بـ"فرض حصار اقتصادي ممنهج على السويداء، من خلال حواجز الأمن والجيش التابعة له على الطرقات المؤدية إلى المحافظة، أو حتى داخل المحافظة نفسها، وفرض الرشاوى، وهو ما أدى إلى غلاء أسعار كافة المواد والمستلزمات المعيشية للمواطن".

ولم يتجاوب النظام السوري مع المطالب، وسط حملة إعلامية موجهة ضد التظاهرات، وسط حديث عن حشودات أمنية وصلت إلى المحافظة من أجل قمع الاحتجاجات، حيث تحدث نشطاء عن قيام النظام السوري بحشد "عناصر حزب البعث في مبنى بلدية السويداء مقابل المحتجين المعتصمين لمواجهتهم بالقوة إذا لزم الأمر".

ووسط هذا التجاهل والتهديد من قبل النظام بقمع الاحتجاجات، ارتفع حجم مطالب المحتجين، مع دعوات لتوسيع رقعتها الجغرافية في باقي المحافظة، وإشراك جميع شرائح المجتمع فيها، مثل "الطلاب والفلاحين والموظفين ورجال الدين"، حيث احتشد عشرات المتظاهرين في ساحة دوار المشنقة وسط المدينة، حاملين لافتات تطالب بإخراج إيران وحزب الله اللبناني، وكذلك الأجهزة الأمنية من المحافظة. وتحدث المتظاهرون عن إمكانية تصعيد العصيان، حتى تحقيق مطالبهم، المتمثلة في "تحسين الوضع المعيشي وتأمين المازوت والوقود والكهرباء والمياه، وإلقاء القبض على الفاسدين أيًا كانت سلطتهم، أو مهمتهم وتحويلهم للمحاكمة، وطرد الأجهزة الأمنية الفاسدة الداعمة لتجارة المخدرات، وللميليشيات الإيرانية، والعناصر التابعة لحزب الله  من السويداء، وإطلاق سراح جميع المعتقلين من أبناء السويداء فورًا".

كما بثّت شبكات محلية مقاطع مصورة تظهر قيام متظاهرين بقطع الطريق المحوري المؤدي إلى الساحة بإطارات مشتعلة، ورفع لافتات تدعو إلى العصيان المدني الشامل في السويداء، ولافتات تطالب بإخراج المعتقلين من سجون النظام.

بثّت شبكات محلية مقاطع مصورة تظهر قيام متظاهرين بقطع الطريق المحوري المؤدي إلى الساحة بإطارات مشتعلة

يشار إلى أن المحتجين تمكنوا في بداية الشهر الحالي من اقتحام مبنى المحافظة، وقاموا بإزالة  صورة بشار الأسد المعلّقة على واجهة مبنى المحافظة وتمزيقها، وردت قوات النظام بإطلاق الرصاص تجاه المتظاهرين أمام مبنى المحافظة، مما أسفر عن مقتل أحد المتظاهرين.