10-يونيو-2020

استمرت الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام السوري (فيسبوك)

ألترا صوت – فريق التحرير

تجددت الاحتجاجات الشعبية في محافظة السويداء للتنديد بالأوضاع الاقتصادية المتردية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية في الأسواق العامة، محملة النظام السوري مسؤولية الواقع المعاشي المتردي بسبب الكلفة الاقتصادية للحرب التي يشنها منذ ما يقارب عقد على مناطق المعارضة السورية، في الوقت الذي نظمت جهات رسمية تتبع لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم مسيرة مؤيدة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، متوعدين المتخلفين عن حضور المسيرة بـ"المحاسبة الشديدة".

تجددت الاحتجاجات الشعبية في محافظة السويداء للتنديد بالأوضاع الاقتصادية المتردية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية في الأسواق العامة، محملة النظام السوري مسؤولية الواقع المعاشي المتردي

وقالت شبكة السويداء 24 المحلية إن الاحتجاجات الشعبية في المحافظة تجددت لليوم الرابع على التوالي، حيث تجمع العشرات من المحتجين في ساحة الفخار وسط المدينة، مطالبين بإسقاط النظام السوري، ورحيل الأسد عن السلطة، في استعادة لمشاهد المظاهرات السلمية التي انطلقت في آذار/مارس من عام 2011، وأضافت الشبكة بأن المعتصمين رفعوا شعارات سياسية تطالب بالإفراج عن معتقلي الرأي في السجون السورية، إلى جانب الإفراج عن رائد الخطيب الذي اعتقلته قوات الأمن مؤخرًا.

كما كانت قوات الأمن قد اقتحمت إحدى المكتبات العامة في منطقة برج إنجي في السويداء بعد انتهاء المظاهرة التي نظمت الثلاثاء، وقامت باعتقال الخطيب تحت تهديد السلاح بحسب ما أشارت وسائل إعلام محلية، وجاء اعتقال الخطيب بعد أقل من ساعة على انتهاء المظاهرة التي كان يشارك بها إلى جانب مجموعة من النشطاء.

وفي وقت سابق من مساء الثلاثاء، انتشر تسجيل صوتي منسوب لرئيسة فرع السويدء لاتحاد الطلبة وفاء عفلق دعت خلاله طلاب وأساتذة الجامعات، وجميع الموظفين في المؤسسات التعليمية في السويداء للخروج صباح الأربعاء بمسيرة حاشدة دعمًا للأسد، وتوعدت المسؤولة الحزبية في تسجيلها الصوتي بأن هناك "محاسبة شديدة وجادة" لكل من لا يخرج في المسيرة ردًا على المظاهرات التي تطالب الأسد بالرحيل.

تأتي التطورات الأخيرة التي تشهدها محافظة السويداء، فيما تشهد مناطق سيطرة النظام السوري واقعًا اقتصاديًا مترديًا مع تخطي سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية أعلى مستوياته مما أثر على القدرة الشرائية للطبقات المتوسطة والفقيرة، في وقت قالت أحدث إحصائية عالمية إن 80 بالمائة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، لتتصدر سوريا بذلك قائمة الدول الأكثر فقرًا على المستوى العالمي.

بينما نقل موقع مصادر صحفية  أن الأفرع الأمنية في السويداء عززت من قواتها، وجلبت مزيدًا من العناصر إلى مراكز حفظ النظام وقيادة الشرطة، وقامت بوضع العديد من الحواجز في محيط المراكز الأمنية، وأضافت المصادر موضحة أن النظام السوري يهدف من وراء الدعوة لمسيرة مؤيدة للأسد لإحداث صدام بين الأهالي عن طريق حشد المؤيدين له بالقوة، في ذات الساعة التي تتم الدعوة فيها للتظاهر من قبل المطالبين بإسقاط النظام.

وفيما أعربت أطراف عن خوفها من قيام النظام بافتعال خلل أمني في المدينة، بغية لصق التهمة بالمتظاهرين ضده، قالت شبكة السويداء 24 إن مسلحًا مجهولًا أطلق النيران على المارة أمام ساحة سلطان باشا مقابل مبنى المحافظة ولاذ بالفرار على دراجة نارية، وجاء إطلاق النار بعد وقت قصير من انتهاء المسيرة المؤيدة للأسد، وأشارت الشبكة إلى أن حادثة إطلاق النار لم تسجل وقوع إصابات.

روسيا تعرض على واشنطن الحوار بشأن الأزمة السورية

يأتي الغليان الشعبي في مناطق سيطرة النظام السوري قبل أقل من أسبوع على دخول قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين حيز التنفيذ، والذي يفرض عقوبات اقتصادية مشددة على النظام السوري وحلفائه، ومن المتوقع أن يؤدي قانون قيصر لحظة دخوله حيز التنفيذ إلى شل مفاصل اقتصاد النظام السوري باستهدافه البنية المالية، بدءًا من مصرف سوريا المركزي الشريان الاقتصادي للكيانات المرتبطة بالنظام السوري، إضافة إلى وضع قيود على حركة التبادل الاقتصادي بين النظام وحلفائه، لجهة إمداده بالمواد والأموال وكل ما يساعده على استمرار حربه ضد السوريين.

اقرأ/ي أيضًا: تظاهرات في السويداء تطالب الأسد بالرحيل.. ما علاقة قانون قيصر بذلك؟

كما كان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قد أكد في وقت سابق استعداد بلاده للحوار مع الولايات المتحدة بشأن سوريا، والاستفادة من خبرة منع الحوادث بين العسكريين الروس والأمريكيين في هذا البلد، وقال المسؤول الروسي في هذا الصدد: "نحن على تواصل مع الزملاء الأمريكيين حول القسم السياسي من هذه المسألة (الأزمة السورية) نعتزم مواصلة هذه الاتصالات"، مضيفًا أنه إذا أرادت واشنطن توسيع الحوار فإن موسكو مستعدة لذلك.

في حين يظهر أن انفتاح موسكو على واشنطن فيما يخص الأزمة السورية، يأتي كرد غير مباشر على تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا جيمس جيفري عندما أشار إلى أن بلاده قدمت عرضًا للأسد للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها مناطق سيطرته، وأضاف موضحًا أنه "إذا كان (الأسد) مهتمًا بشعبه فسيقبل العرض".

يأتي الغليان الشعبي في مناطق سيطرة النظام السوري قبل أقل من أسبوع على دخول قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين حيز التنفيذ، والذي يفرض عقوبات اقتصادية مشددة على النظام السوري

وأضاف الدبلوماسي الأمريكي أن واشنطن تريد رؤية عملية سياسية، لكن من الممكن ألا تقود إلى تغيير للنظام، فهي تطالب بتغيير النظام السوري لسلوكه، وعدم تأمينه مأوى "للمنظمات الإرهابية"، وعدم تأمينه قاعدة لإيران لبسط هيمنتها على المنطقة، مشددًا على أن العقوبات المشمولة بقانون قيصر ستطال أي نشاط اقتصادي بشكل تلقائي، وكذلك أي تعامل مع النظام الإيراني.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 النظام السوري يحاول كسر "الكرامة" في السويداء