24-يونيو-2021

محطة محروقات في بيروت (Getty)

دخلت الأزمة الاقتصادية – الاجتماعية التي يعيشها لبنان منزلقًا جديدًا، مع شروع الحكومة في رفع الدعم عن السلع الأساسية بشكل تدريجي، فطالت السكر، القهوة والخميرة في الأيام الأخيرة، فيما يترقب اللبنانيون بقلق قرار رفع الدعم عن المحروقات وفي مقدمتها البنزين، ما سيضاعف سعرها أربع أو خمس مرات، الأمر الذي سيؤثر على جميع القطاعات المرتبطة بالبنزين، وسيرفع أسعار معظم السلع بشكل جنوني، مع الإشارة إلى أن أسعارها مرتفعة أصلًا، بفعل انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية في مقابل الدولار الأمريكي. 

يعود النقاش في لبنان إلى الأسس الأولى للأزمة عند كل قرار مرتبط بها أو برفع الدعم عن السلع، فتطال الانتقادات أداء الطبقة السياسية وشكل وجودها بالكامل

وقد احتلت الأزمة القسم الأكبر من اهتمام اللبنانيين على وسائل التواصل الاجتماعي، فاشتكى الناشطون من الانتظار الطويل في الطوابير أمام محطات البنزين، ومن انقطاع الأدوية الأساسية من الصيدليات، ومن التلويح برفع سعر ربطة الخبز في الأسبوع القادم، بالإضافة إلى الحلويات والمعجنات التي يدخل السكر والخميرة في صناعتها، في الوقت الذي تضاعف فيه سعر البن بعد رفع الدعم عنه.

من جانبها  قالت الناشطة جنى حمود من باب التهكّم إن الشعب اللبناني لم يستفق ويطالب بحقوقه بالرغم من استهلاكه كميات كبيرة من القهوة، فلا تنتظروا منه اليوم أن يصحو بل سينام بدون الكافيين المتواجد في القهوة التي تضاعف سعرها.  فيما قالت الناشطة زينب علي أن المواطن اللبناني لن تكون بقدرته الذهاب إلى "الحتة البعيدة" لشرب القهوة، بسبب انقطاع البنزين، وبسبب ارتفاع سعر كوب القهوة.

وأشار أحد الناشطين إلى أن الحكومة اللبنانية تقوم برفع الدفع، بدون أن يكون لديها أية خطة إنقاذية، وسعر صرف الدولار في السوق السوداء، يساوي عشرة أضعاف سعر الصرف الرسمي، والسلع جميعها يتمّ تسعيرها بحسب دولار السوق السوداء، وسأل: كيف يمكن للناس الاستمرار في ظلّ هذه الظروف. من جهته، طالب الناشط إيلي كتّار بزيادة بدل النقل للموظفين إلى 8 آلاف ليرة في حال رفع الدعم عن البنزين وارتفاع سعره، ليبقى الموظف قادرًا على الوصول إلى مكان عمله.

ونشر الناشط مازن صورة تُظهر الأسعار المتوقعة في لبنان بعد رفع الدعم، وقال إنها لا تتناسب أبدًا مع رواتب اللبنانيين، فيما الدولة لا تقدّم أية خدمات للمواطن، في الوقت الذي سرق المسؤولون أموال الناس لدفع الديون التي تسبّبوا بها، وتقاتلوا في الشوارع وسرقوا الغلّة في المكاتب، ووصفهم بالمافيا التي لا يمكن لها أن تدير شؤون الدولة. وانتقد الناشط محمد فرحات التجّار الذين رفعوا أسعار السلع أربعة أو خمسة أضعاف حتى قبل رفع الدعم، واليوم سيضاعفونها من جديد بعد رفع الدعم، بينما انتقد الناشط رضا زين الدين الصيادلة الذين يخبّؤون الأدوية ويخزّنونها بهدف بيعها بأسعار أعلى بعد رفع الدعم، بينما يعجز أصحاب الأمراض المزمنة عن الحصول على أدويتهم. 

وضمن السياق نفسه، وصفت الناشطة فاطمة وزراء لبنان بأنهم الأفشل، ففي الوقت الذي يعيشون حياة البذخ والترف في قصورهم، يعيش المواطن الذل بشكل يومي، وقالت إن لبنان ليس بخير. وأشار الناشط شادي سعيد إلى أن الحكومة في لبنان رفعت الدعم عن الإنسانية. واعتبرت الناشطة نور قاروط أن الأمور لن تحل في لبنان في حال لم يتحرك الشعب، فالمواطن اليوم يقضي يومه على محطات البنزين، ويعيش في العتمة بسبب غياب الكهرباء، واليوم سيموت الناس من الجوع بعد رفع الدعم، وبالتالي فلا بد من استفاقة الشعب والوقوف في وجه هذه السلطة. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

برنامج الأغذية العالمي: المجاعة تهدد 41 مليون شخص في العالم

حوادث القطارات تتوالى في مصر والناشطون يصبّون غضبهم على النظام