12-مارس-2025
مليارديرات

سياسات ترامب اقتصادية تهدد بركود اقتصادي كبير (رويترز)

تكبّد المليارديرات الداعمون للرئيس الأميركي دونالد ترامب خسائر مالية ضخمة في بورصة "وول ستريت" خلال اليومين الماضيين. فقد خسر خمسة من أبرز رجال الأعمال الذين حضروا حفل تنصيب ترامب في كانون الثاني/يناير الماضي ما مجموعه 209 مليارات دولار من ثرواتهم الشخصية، فيما تراجعت القيمة السوقية لشركاتهم بأكثر من تريليون دولار، وفقًا لوكالة "بلومبيرغ". وتشمل هذه القائمة إيلون ماسك، جيف بيزوس، سيرجي برين، برنار أرنو، ومارك زوكربيرغ.

لم تمر سوى سبعة أسابيع منذ تنصيب ترامب، حتى تكبّد هؤلاء المليارديرات خسائر فادحة، الأمر الذي وصفه بعض المحللين بـ"ضربة قاسية" لأوهامهم بشأن الازدهار الاقتصادي الذي وعد به ترامب الأميركيين تحت شعار "جعل أميركا عظيمة مرة أخرى". فبعد المكاسب التي حققوها عقب إعلان فوزه في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بدأت الأسهم في التراجع منذ20  كانون الثاني/يناير، يوم تنصيبه رسميًا.

ويرجع قطاع واسع من المحللين الماليين هذه الخسائر إلى السياسات الاقتصادية العدائية التي تبنّاها ترامب، والتي بلغت ذروتها بفرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات الصينية، إلى جانب استهدافه لكندا، التي تُعد أحد أهم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.

في أوروبا التي لم تصلها بعد عاصفة الرسوم الجمركية الترامبية تعرضت شركة تسلا المملوكة لإيلون ماسك، وهو أحد أكبر رجال الأعمال الداعمين لترامب، إلى خسائر كبيرة، بسبب تراجع مبيعاتها في الدول الأوروبية.

أمام سياسة الرسوم الجمركية العدائية التي انتهجها ترامب، وجدت الدول المستهدفة نفسها مضطرة إلى الرد بفرض رسوم مماثلة، مما أدى إلى اضطراب الأسواق العالمية، وتأثر سلاسل الإمداد تحت وطأة مخاوف الركود والتضخم.

وفي أوروبا، التي لم تصلها بعد تداعيات العاصفة الجمركية الترامبية بالكامل، تعرضت شركة "تسلا"، المملوكة لإيلون ماسك، أحد أبرز رجال الأعمال الداعمين لترامب، لخسائر فادحة نتيجة تراجع مبيعاتها في الدول الأوروبية. ويُذكر أن ماسك قاد حملة مكثفة للتأثير على الانتخابات الألمانية، حيث دعم حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، كما شن هجومًا حادًا على حكومة حزب العمال في بريطانيا.

مكاسب سريعة:

عندما أدى دونالد ترامب اليمين الدستورية في 20 كانون الثاني/يناير الماضي، كان محاطًا ببعضٍ من أثرى أثرياء العالم. ووفقًا لوكالة "بلومبيرغ"، لم يكن المليارديرات الحاضرون في ذلك اليوم أكثر ثراءً من أي وقت مضى، إذ استفادوا بشكل كامل من مكاسب سوق الأسهم خلال عهد بايدن. ومع الإعلان عن فوز ترامب، تضاعفت تلك المكاسب، خاصة بالنسبة لإيلون ماسك وبرنار أرنو.

التبخّر السريع:

بعد سبعة أسابيع فقط من تنصيب ترامب، انقلبت الأوضاع رأسًا على عقب، وفقًا لصحيفة "ليبراسيون الفرنسية"، إذ أدّت التغييرات الجذرية التي أحدثها في الاقتصاد العالمي إلى خسائر متسارعة تكبّدها أبرز داعميه من رجال الأعمال.

يُعدّ إيلون ماسك، مالك شركتي "تسلا" و"سبيس إكس"، أكبر المتضررين، بعدما فقد 148 مليار دولار من ثروته، علمًا بأنه كان يتصدر قائمة أثرياء العالم بثروة قاربت 486  مليار دولار. ويعزى الجزء الأكبر من خسائره إلى التراجع الحاد في أسهم "تسلا"، حيث سجلت مبيعاتها انخفاضًا قياسيًا في الأسواق الأوروبية والصينية، مما عرّض ماسك لانتقادات لاذعة بشأن إدارته للشركة.

أما ثاني أكبر الخاسرين، فهو جيف بيزوس، مؤسس "أمازون"، حيث فقد 29 مليار دولار بعد انخفاض أسهم شركته بنسبة 14% منذ تنصيب ترامب.

وفي المرتبة الثالثة، جاء سيرجي برين، الشريك المؤسس لـ"جوجل"، بخسارة بلغت 22 مليار دولار نتيجة تراجع أسهم الشركة الأم "ألفابيت إنك" بنسبة 7% في بورصة "وول ستريت".

وحلّ برنار أرنو، الصديق المقرب من ترامب، في المرتبة الرابعة، بعدما مُنيت شركاته بخسائر محوَت المكاسب التي حققها بعد انتخاب ترامب، نتيجةً لسياسات الأخير الاقتصادية العدائية.

أما خامس الخاسرين، فهو مالك شركة "ميتا"، مارك زوكربيرغ، الذي تبنى مواقف سياسية محافظة فور فوز ترامب، إلا أن ذلك لم يُنقذه من الخسائر القاسية التي تكبدها.

يبقى التساؤل مطروحًا: هل سيتراجع هؤلاء عن دعم سياسات ترامب الاقتصادية، أم أنهم سيواصلون تأييدها رغم الخسائر الفادحة؟

في محاولة لاحتواء الأزمة، أصدرت إدارة ترامب، أمس الثلاثاء، بيانًا أكدت فيه أن الرئيس "سيشعل شرارة نمو تاريخي في ولايته الثانية". ومع ذلك، ألمح ترامب خلال مقابلة له إلى توقعاته بحدوث ركود اقتصادي مرحلي، وهو تصريح بثّ الذعر في الأسواق الأميركية، ما أدى إلى تراجع حاد في الأسهم الرئيسية في بورصة "وول ستريت".