25-مارس-2023
getty

تتحضر كييف للهجوم المضاد على القوات الروسية (Getty)

قالت مصادر متعددة إن الهجوم الروسي على باخموت توقف إلى حدٍّ كبير، وذلك بعد أسابيع من القتال الصعب من أجل السيطرة على المدينة. وفي الوقت نفسه، شنت القوات الروسية هجمات على طول خطوط الجبهة الشمالية والجنوبية في إقليم دونباس شرق أوكرانيا، يوم الجمعة. 

وتحدثت تقارير عسكرية أوكرانية، عن قتال عنيف دار في القطاع الشمالي على امتداد الجبهة الممتدة من ليمان إلى كوبيانسك، وكذلك بالجنوب في بلدة أفدييفكا بضواحي مدينة دونيتسك التي يسيطر عليها الانفصاليون والقوات الروسية.

قالت مصادر متعددة إن الهجوم الروسي على باخموت توقف إلى حدٍّ كبير، وذلك بعد أسابيع من القتال الصعب من أجل السيطرة على المدينة

ضغط روسي على طول الجبهة 

نفذت القوات الجوية الروسية أكثر من 10 غارات جوية على أهداف في منطقة سومي، شمالي شرق أوكرانيا، ليل الجمعة، وتعرضت المنطقة لهجمات بصواريخ موجهة، بحسب بيان صحفي للمتحدث باسم قيادة القوات الجوية الأوكرانية العقيد يوري إهنات.

وفي اتجاه دونيتسك، شنت القوات الروسية هجومًا شمال منطقة أفدييفكا، حيث تحاول محاصرة القوات الأوكرانية المتحصنة داخلها، كما أدت العمليات القتالية إلى الاستيلاء على المواقع إلى الغرب من نوفاباخموتيفكا، مما أجبر القوات الأوكرانية إلى  التراجع إلى نوفوميكايليفكا.

من جهته، قال المتحدث باسم القيادة العسكرية الأوكرانية المسؤولة عن المناطق الجنوبية أوليكسي دميتراشكيفسكي، بأن "العدو حاول طوال يوم الخميس الهجوم في اتجاه أفدييفكا، التي قصفها بالمدفعية والصواريخ وقذائف الهاون".

getty

أما المتحدث باسم القيادة الشرقية المسؤولة عن خط المواجهة الشمالي سيرهي تشيرفاتي، فقال بأن التركيز الرئيسي لروسيا حاليًا هو على خط الجبهة الممتد من كوبيانسك إلى ليمان، وهى المنطقة التي استعادتها القوات الأوكرانية في الهجوم المعاكس الذي جرى العام الماضي.

وفي الوقت الحالي، لا تزال القوات الأوكرانية تركز على منع القوات الروسية من التقدم على طول خط الجبهة في إقليم دونباس الممتد لأكثر من 300 كلم، من كوبيانسك في الشمال إلى فولدهار في الجنوب.

توقف معارك باخموت؟

قالت وزارة الدفاع البريطانية إن الهجوم الروسي على مدينة باخموت بشرق أوكرانيا المتنازع عليها بشدة "توقف إلى حد كبير"، مضيفةً: "من المحتمل أن يكون هذا في المقام الأول نتيجة للاستنزاف الشديد للقوة الروسية. كما تكبدت أوكرانيا خسائر فادحة خلال دفاعها عن باخموت".

وأشارت الدفاع البريطانية إلى أن الوضع الروسي قد ساء على الأرجح بسبب "التوترات بين وزارة الدفاع الروسية ومجموعة فاغنر، وكلاهما يساهم بقوات في القطاع". موضحةً أن روسيا تحاول التركيز بشكلٍ أكبر نحو أفدييفكا جنوب باخموت، وإلى قطاع كريمينا-سفاتوف في الشمال.

من جانبه، أكد موقع ريبار العسكري الروسي أن المعارك لا تزال جارية في شمال المدينة، وأن مجموعات "فاغنر" سيطرت على جزء كبير من مصنع "أزوم" للمعادن. 

وأشار الموقع الروسي إلى أنه في الوقت نفسه، بدأت مجموعة فاغنر هجومًا أيضًا في المناطق الجنوبية من المدينة، حيث وردت أنباء عن معارك شوارع عنيفة في منطقة "كراسنويه" جنوب غرب المدينة.

على الصعيد الإنساني، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس الجمعة، إن نحو عشرة آلاف مدني أوكراني غالبيتهم من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، ما زالوا يتشبثون بالبقاء في مدينة باخموت والبلدات المحيطة بها في ظروف مروعة.

وتحدث رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر عمر خان، في إفادة صحفية عبر تقنية الفيديو من دنيبرو بأوكرانيا، "بالنسبة للمدنيين العالقين هناك، فإنهم يعيشون في ظروف قاسية للغاية، ويقضون الأيام بأكملها تقريبًا في الملاجئ تحت الأرض بسبب القصف المكثف".

getty

هجوم أوكراني مضاد

وفي سياق متصل، أرسل مالك مجموعة فاغنر رسالةً إلى وزير الدفاع الروسي، متحدثًا فيه عن أن الجيش الأوكراني يخطط لشن هجوم وشيك يستهدف فصل قوات فاغنر عن القوام الرئيسي للقوات الروسية في شرق أوكرانيا. 

وحذر يفغيني بريغوزين، من أن أوكرانيا تخطط لتطويق القوات العسكرية الخاصة في باخموت والمضي قدمًا نحو البحر الأسود في منطقة زاباروجيا، مشيرًا إلى كيف كييف حشدت أكثر من 80 ألف جندي حول المدينة الواقعة شرقي أوكرانيا.

بدوره، قال قائد القوات البرية الأوكرانية الجنرال ألكسندر سيرسكي في وقت سابق، إن قواته ستبدأ قريبًا هجومًا مضادًا، بعد أن صمدت في وجه الحملة العسكرية التي شنتها القوات الروسية طيلة الشتاء. وأضاف "إن مرتزقة مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفقدون قدرًا كبيرًا من قوتهم وطاقتهم تنفذ". متابعًا القول: "قريبًا جدًا سنستغل تلك الفرصة كما فعلنا من قبل قرب كييف وخاركيف وبالاكليا وكوبيانسك"، في إشارة للهجوم الأوكراني الواسع والمعاكس الذي جرى في أيلول/سبتمبر من العام الماضي، وتمكنت خلاله القوات الأوكرانية من استعادة السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي في جنوب وشرق البلاد.

وبالتوازي مع ذلك، كشف مصادر أمريكية لوكالة بلومبيرغ، عن أن القوات الأوكرانية قد تسعى في هجومها المرتقب إلى قطع الجسر الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم.

getty

روسيا تبحث عن الجنود 

في سياق متصل، نقلت وكالة بلومبيرغ الامريكية عن مصادر مطلعة رفضت الكشف عن هويتها، بأن الكرملين يعمل على تجنيد ما يصل إلى 400 ألف جندي متعاقد هذا العام، معظمهم من المحاربين القدماء وسكان القرى. 

وبحسب تلك المصادر، فإن حملة التعاقد الطموحة ستسمح للكرملين بتجنب التجنيد الإجباري مع قرب حملة الرئيس فلاديمير بوتين لإعادة انتخابه.

كما نقلت الوكالة عن مسؤولين غربيين وأوكرانيين قولهم إن القوات الروسية التي حُشدت في الخريف، وتعدادها 300 ألف جندي، جميعها موجودة الآن في ساحة المعركة بأوكرانيا، ورغم ذلك فإن تلك القوات لم تتمكن من الاستيلاء على أي مدينة رئيسية في الأشهر الأخيرة.

وأضافت الوكالة أن الكرملين تراجع عن خططه لشن هجوم آخر في أوكرانيا هذا الربيع بعد فشل الاستحواذ على مزيد من الأراضي، وأن تركيز القوات الروسية سينصب على عرقلة الهجوم الأوكراني المتوقع أن يبدأ قريبًا.

من جانبه، قال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، "إنهم [الجانب الأوكراني] يستعدون للهجوم، والجميع يعرف ذلك". وأضاف وقال ميدفيديف في مقابلة مع وسائل الإعلام الروسية يوم الجمعة إن هيئة الأركان العامة الروسية تحسب هذا وتقوم بإعداد حلولها الخاصة.

حذر ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن القومي، من أن موسكو مستعدة لاستخدام "أي سلاح" إذا حاولت أوكرانيا استعادة شبه جزيرة القرم

وحذر ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن القومي، من أن موسكو مستعدة لاستخدام "أي سلاح" إذا حاولت أوكرانيا استعادة شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014، ملوحًا باستخدام السلاح النووي.

وتشير التقديرات إلى أن القوات الروسية قد تتحول إلى وضعية دفاعية في أوكرانيا خلال الفترة المقبلة، في حال شن الجيش الأوكراني هجمات معاكسة على جبهات القتال.