03-ديسمبر-2022
.

الثلاثي جيفريز وكلارك وأغيلار (GETTY)

انتخب الديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي، يوم الأربعاء الماضي، جيلًا جديدًا من القادة، وذلك بعد خسارة الأغلبية في مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي الأمريكية لصالح الحزب الجمهوري. ورغم أن الخسارة لم تكن كبيرةً بخلاف التكهنات التي سبقت الانتخابات، ولم تتحقق "الموجة الحمراء" التي توقعها الحزب الجمهوري، إلّا أن رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي أعلنت عن نيتها عدم الترشح لقيادة الحزب الديمقراطي.

انتخب الديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي، يوم الأربعاء الماضي، جيلًا جديدًا من القادة

على إثر ذلك انتُخب النائب حكيم جيفريز (52 عامًا) من نيويورك ليكون زعيمًا للأقلية الديمقراطية بالتزكية، مما جعله أول أمريكي أسود يفوز بهذا المنصب،. كما تم انتخاب النائبة كاثرين كلارك (59 عامًا) من ولاية ماساتشوستس كمسؤولة للانضباط السياسي للحزب، والنائب بيت أغيلار (43 عامًا) من كاليفورنيا مسؤولًا عن التجمع الحزبي.

المجموعة الثلاثية ولأول مرة في تاريخ الكونغرس لم تحتو على أيّ رجل أبيض، كما أنها تمثل الجيل الجديد من الديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي. والأسماء الثلاثة إلى جانب صغر سنهم مقارنةً مع الأسماء التي سيخلفونها، فهي تمثل تنوعًا ظاهرًا داخل الصفوف القيادية للحزب الديمقراطي، فحكيم جيفريس، سيكون أول أمريكي من أصل أفريقي سيقود  الحزب في الكونغرس، كما وسيكون بيت أغيلار 43 عامًا، ثاني نائب من أصل لاتيني يترأس تكتل الحزب الديمقراطي داخل المجلس، كما ستكون كاثرين كلارك، المرأة الثانية، التي تشغل منصب مسؤولة الانضباط في الحزب الديمقراطي.

من هو حكيم جيفريز؟

زعيم الأقلية الجديد حكيم جيفريز، ولد في 4 آب/ أغسطس 1970، في نيويورك، وهو سياسي ومحام أمريكي، انتخب في الكونغرس منذ عام 2013. وكان جيفريز قد حصل على درجة البكالوريوس بالعلوم السياسية في جامعة بينغهامتون وتخرج منها عام 1992، ولاحقًا حصل على درجة الماجستير في السياسة العامة عام 1994 من جامعة جورجتاون، ومن ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة نيويورك، وتخرج منها بدرجة الدكتوراه في القانون عام 1997، مما أتاح له إمكانية العمل محاميًا للعديد من الشركات الأمريكية.

وانتُخب حكيم عضوًا في الكونغرس عن ولاية نيويورك عام 2012 بعد هزيمة خصمه الرئيسي عضو مجلس مدينة نيويورك تشارلز بارون، الذي كان عضوًا سابقًا في حزب الفهود السود، ويعتبر إسرائيل "أكبر منظمة إرهابية في العالم".

أمّا عن مواقف جيفريز السياسية، فهو يُعد ديمقراطيًا وسطيًا، وأعلن عن استعداده للعمل مع الجمهوريين، كلما كان ذلك ممكنًا، كما أنه يرغب في تكوين علاقة جيدة مع الديمقراطيين التقدميين. ويدعم جيفريز حظر التمييز على أساس التوجه الجنسي والهوية الجنسية . كما يعتقد جيفريز أن هناك تدخلًا روسيًا حصل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، كما وصف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مرارًا بأنه رئيس "غير شرعي"، ودعم العمل على عزله.

getty

وتربط جيفريز علاقةً مميزةً في إسرائيل، ووصفته الصحف الإسرائيلية بأنه ليس مهتمًا بالقضايا المتعلقة بإسرائيل وحسب بل إنه "مخلصً لها أيضًا". وبحسب ما ورد، فثمة اتفاق في الجناح الموالي "لإسرائيل" بشكل واضح في الحزب الديمقراطي لانتخاب جيفريز زعيمًا للأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، وقالت إنه منسجم تمامًا مع بيلوسي بشأن العلاقات بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"، وكان من الرافضين لفرض قيود على المساعدات العسكرية الأمريكية "لإسرائيل".

ويصف قادة المنظمات اليهودية جيفريز بأنه نشط في قضايا "معاداة السامية" منذ زيارته الأولى لإسرائيل، حيث يزورها باستمرار منذ أن أصبح نائبًا في مجلس النواب، ضمن الوفود المرتبطة بلجنة الشؤون العامة الأمريكية "أيباك"، والتي كان آخرها بداية السنة الحالية. ورفض جيفريز بشدة خلال رحلته الأخيرة إلى تل أبيب تقرير منظمة العفو الدولية الذي اعتبر إسرائيل بأنها تمارس الفصل العنصري، بالإضافة إلى أنه كان من المتحدثين الديمقراطيين الرئيسيين في مؤتمر "أيباك" في عام 2020 بواشنطن، بعد أن اختار العديد من المرشحين الديمقراطيين عدم الحضور.

وتلقى جيفريز مئات الآلاف من الدولارات خلال العامين الماضيين، من خلال مجموعات الضغط الإسرائيلية، بحسب "أوبن سيكرتس"، وهي مجموعة مستقلة تتعقب حركة الأموال في السياسة الأمريكية. وتقول المجموعة "من المؤكد أن هذه الأموال لن تقنع جيفريز بدعم الحرية والمساواة في الحقوق للفلسطينيين، فهو يتم تمويله من قبل المتعصبين المناهضين للفلسطينيين، وهو الآن على أعتاب قيادة الحزب الديمقراطي في الكونغرس".

كما يحظى جيفريز بالدعم الكامل من "الأغلبية الديمقراطية لإسرائيل"، وهي مجموعة ضغط تشغل عضوية مجلس إدارتها أرشي غوتسمان التي دعت إلى "الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة". ويُعرف عن جيفريز بمعاداته لحركة المقاطعة، التي يعتبرها حركةً "مؤذيةً". ويُعرف حكيم جيفريز عن نفسه، بأنه " ديمقراطي تقدمي أسود، مهتم بمعالجة الظلم العنصري والاجتماعي والاقتصادي". 

وعرف جيفريز بدعمه لإليوت إنغل في محاولته الفاشلة للتفوق على منافسه التقدمي جمال بومان في الانتخابات التمهيدية لعام 2020، وخلال منافسةٍ بين إنغل المؤيد لدولة الاحتلال وبين بومان الذي يسعى لتعديل الحوار الدائر عن القضية الفلسطينية في الكونغرس. وفي أعقاب فوز بومان، قال جيفريز إنه يتمنى أن يتبنى بومان موقفًا أكثر تأييدًا لإسرائيل.

كما أعلن دعمه لنائبة ولاية أوهايو شونتيل براون التي فازت على المرشحة التقدمية نينا تيرنر، حيث سلّط الضوء على دعم شونتيل لليهود آنذاك.

وبلغ جيفريز ذروة محاولاته في التصدي للتقدميين عندما قاد الفريق الأزرق "Team Blue"، الذي يستهدف دعم النواب الديمقراطيين الأكثر ميلًا لإسرائيل ضد منافسيهم التقدميين، واتهم الجناح التقدمي بالمتشدد، وأنه "فشل في الإقرار بأن الترامبية واليمين المتطرف هما العدو الحقيقي"، وهو الأمر الذي عرضه لانتقادات الأعضاء التقدميين في الحزب الديمقراطي. كما حمّل التقدميين من قبل المسؤولية عن تنفير الناخبين في الولايات المتأرجحة وخسارة أصواتهم. يشار إلى أن ألكساندريا أوكازيو-كورتيز التي تصفها وسائل الإعلام الأمريكية بالعضوة  في "الفرقة" وهي مجموعة من النائبات التقدميات بالكونغرس، سعت للإطاحة به من منصبه.

ومن أبرز تصريحات جيفريز الداعمة لإسرائيل، هو ما قاله خلال تجمع حاشد في تموز/ يوليو 2014،"لا ينبغي لإسرائيل أن تعتذر عن قوتها"، مستشهداً بطفولته التي نشأ خلال في حي كراون هايتس في بروكلين ، قائلا إنه يعرف من تجربته أن "الشيء الوحيد الذي يحترمه الجيران في الحيّ الصعب هو القوة".

من هي كاثرين كلارك؟

أمّا مسؤولة الانضباط في الحزب الديمقراطي، كاثرين مارليا كلارك فقدت في ولدت في 17 تموز/ يوليو 1963 في نيو هافن بولاية كونيتيكت. وهي سياسية أمريكية شغلت عضوية الكونغرس عن ولاية ماساتشوستس منذ عام 2013. كما كانت مساعدةً لزعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي منذ عام 2021.

وكلارك، درست في كلية الحقوق في جامعة كورنيل، وجامعة سانت لورانس، وكلية جون إف كينيدي للإدارة الحكومية بجامعة هارفارد. وعملت محاميةً في عدة ولايات أمريكية، كما أنها شغلت عضوية المجلس التشريعي لولاية ماساتشوستس في عام 2008، بعد انتقالها إليها عام 1995، وعملت ضمن حكومة ولايتها سابقًا.

getty

ولا تبدو كلارك مختلفةً عن زميلها جيفريز في الموقف من إسرائيل، فقد كانت مشاركةً في وفود "أيباك" الذي زار دولة الاحتلال، ولها مواقف حادة تجاه التيار التقدمي في الحزب الديمقراطي. فقد أدانت كلارك، تصريحات النائبة الديمقراطية التقدمية إلهان عمر في عام 2019 بشأن دعم المشرعين الأمريكيين لإسرائيل وتمويل جماعات الضغط، وهى التصريحات التي اعتذرت عنها عمر لاحقًا. 

وخلال هذا العام، أدانت كاثرين كلارك بشدة "مشروع التخطيط"، الذي يمثل مبادرة من مجموعة The Mapping Project الناشطة في بوسطن لرسم خريطة لـ"المؤسسات المحلية الداعمة لاستعمار فلسطين"، وقالت كلارك لموقع "Jewish Insider" الأمريكي "يُعتبر وضع تخطيط لانتشار المواطنين والمدارس والمنظمات والأكاديميين اليهود أمرًا مقلقًا، كما يذكرنا بتاريخٍ خطير من تحديد هوية اليهود وتعقُّبهم، ومن المحتمل أن تؤدي هذه الخرائط إلى تحفيز الهجمات ضد الجالية اليهودية، وأنا أدين معاداة السامية بشدة، وأطلب بقوة أن يجري إلغاء هذه الخريطة". كما قدمت كلارك مشروع قانون تحديث الأمن على الإنترنت الذي أثنت عليه المنظمات المراقبة لـ"معاداة السامية"، باعتباره أداةً قوية تستهدف مكافحة "الكراهية والتحرش عبر الإنترنت لأنهما عادةً ما ينطويان على عداءٍ للسامية"، على حدّ قولها.

من هو بيت أغيلار؟

ولد بيت أغيلار  في 19 حزيران/ يونيو 1979 في فونتانا بولاية كاليفورنيا، ونشأ في عائلة من الطبقة العاملة في سان برناردينو بولاية كاليفورنيا، وهو من أصل مكسيكي، وتخرج من جامعة ريدلاندز، حيث درس الحوكمة وإدارة الأعمال. وهو سياسي أمريكي يشغل عضوية الكونجرس عن ولاية كاليفورنيا، منذ 2015.

getty

 

كما كان بيت أغيلار من بين أعضاء اللجنة الأربعة الذين حصلوا على دعم "أيباك" في الانتخابات الماضية، ويحظى أغيلار بدعم جماعة "أغلبية ديمقراطية من أجل إسرائيل"، فضلًا عن دعمه لنائبة ولاية أوهايو شونتيل براون ضد  المرشحة التقدمية نينا تيرنر في الانتخابات التمهيدية.