01-يناير-2019

لاعبو المنتخب الإيراني قبيل المباراة الختامية مع فريق الاحتلال - كأس آسيا 1968(AFC)

شعر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالغبطة بعدما أنجز نسخته الأولى من كأس أمم آسيا عام 1956 في هونغ كونغ، سيّما وأنّه سبق الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بسنة في إنجاز بطولة قارّية خاصّة به، كذلك سبق الاتحاد الأوروبي الذي أطلق بطولته القارّية في نسختها الأولى في تموز/يوليو سنة 1960، أي قبل أربع أشهر من بداية النسخة الثانية من كأس أمم آسيا، والتي أقيمت في كوريا الجنوبية.

كان زمن بعض مباريات التصفيات 80 دقيقة بدلاً من 90 دقيقة!

نالت كوريا الجنوبية شرف تنظيم النسخة الثانية من كأس آسيا كونها حاملة اللقب، وتنافست 10 فرق لخوض التصفيات من أجل نيل 3 بطاقات مؤهلة للنهائيات التي تضمّ كما النسخة السابقة 4 فرق بينها مستضيف البطولة، وكما هو حال النسخة السابقة عزفت الفرق العربية عن الحضور بسبب مشاركة فريق الاحتلال الإسرائيلي. وخلال التصفيات أقيمت 3 تجمّعات يتأهّل من كلّ واحدة منها فريق إلى النهائيّات، وتصدّر فريق الاحتلال التجمّع الذي أقيم في الهند وضمّ 4 فرق. وكان لافتاً في ذاك التجمّع إقامة المباريات بزمن قدره 80 دقيقة فقط بدلاً من 90. وفي التجمّع الثاني الذي أقيم في سنغافورة وضمّ 3 فرق حجزت فيتنام الجنوبية مكانها في النهائيّات، وفي التجمّع الثالث الذي أقيم في الفيليبين والذي ضمّ 3 فرق أيضاً نالت تايوان آخر البطاقات المؤهّلة للنهائيّات.

اقرأ/ي أيضًا: تاريخ كأس آسيا.. كيف كتبت كوريا أولى صفحات تاريخها الكروي؟

بذلك ضمّت النهائيّات 4 فرق هي كوريا الجنوبية صاحبة الضيافة وحاملة اللقب، إضافة إلى الاحتلال الإسرائيلي وتايوان وفيتنام الجنوبيّة، وسرى نظام البطولة السابق في النسخة الثانية، فعلى الفرق أن تلعب فيما بينها بنظام دوري من مرحلة واحدة، والمتصدّر سيتوّج ببطولة كأس آسيا.

نالت كوريا الجنوبية اللقب الثاني على التوالي في البطولة التي استضافتها عام 1960

لم يجرؤ أحد الضيوف على سلب اللقب الثاني من أصحاب الضيافة، فالكوريون اكتسحوا الجميع، انتصروا على فيتنام الجنوبية 5-1، وهزموا فريق الاحتلال 3-0، وفازوا على تايوان بهدف وحيد، فيما حاز فريق الاحتلال على المركز الثاني بانتصارين على تايوان وفيتنام الجنوبية، وهذه الأخيرة خرجت دون نقاط بسبب خسارتها أمام تايوان 2-0. ونذكّر هنا أن نظام احتساب النقاط كان يمنح المنتصر في كلّ مباراة نقطتين، والتعادل يعطي كل فريق نقطة، والخاسر لا ينال أي نقطة.

لطالما شكّلت بريطانيا سنداً حقيقياً للاحتلال الإسرائيلي، فلم يكن وعد بلفور أوّل وآخر ما منحته بريطانيا لإسرائيل،  فخلال فترة تولّي الإنجليزي ستانلي روس رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، وبدعم تام منه استطاع فريق الاحتلال أن يستضيف النسخة الثالثة من كأس أمم آسيا، وهو أمر أدّى لانسحاب أغلب الدول وعزوفها عن المشاركة، فلكم أن تتخيلوا بطولة أكبر قارّة في كوكب الأرض لم يشارك في تصفياتها سوى 4 فرق تأهّل منها هونغ كونغ، فيما انسحبت إيران وباكستان من التصفيات لأن خوض النهائيات في الأرض المحتلّة سيجلب غضباً شعبياً عارماً، وهو أمر استفادت منه الهند فتأهّلت دون خوض التصفيات، حالها حال كوريا الجنوبية حاملة اللقب وفريق الاحتلال مستضيف البطولة.
 

تغلّب فريق الاحتلال على كافّة الفرق في البطولة وتوّج باللقب، فيما حقّقت الهند إنجازاً غير مسبوق بعدما انتصرت على كوريا التي أرسلت فريقها الرديف وهزمت هونغ كونغ، هذه الأخيرة بقيت كذلك بسبب خسارتها أمام الكوريين.

اقرأ/ي أيضًا: 20 معلومة شيّقة عن مونديال 1998

استضافت إيران النسخة الرابعة من البطولة سنة 1968، وكانت العلاقة بين نظام الشاه محمد رضا بهلوي والاحتلال الإسرائيلي ليست بالسيّئة، بعكس الدول العربية التي منيت بخسارة في نكسة حزيران سنة 1967، وهو أمر سيساهم بالتأكيد في إحجامها عن المشاركة في التصفيات للمرة الرابعة على التوالي. وعلى الرغم من عدم مشاركة فريق الاحتلال في التصفيات كونه حامل اللقب، لكنّ الدول العربيّة أصرّت على الابتعاد عن بطولة كأس آسيا طالما بقي فريق الاحتلال منضماً للاتحاد الاسيوي لكرة القدم، وهو أمر أتى بنتيجة لاحقاً.

توزّعت الفرق الـ14 على 3 مجموعات خاضت التصفيات بنظام التجمّع، وفي التجمّع الأوّل الذي ضمّ 4 فرق تأهّلت بورما المستضيفة، وفي التجمّع الذي ضمّ 5 فرق تأهّلت الدولة المستضيفة أيضا وهي هونغ كونغ، كذلك الحال بالنسبة للتجمّع الثالث الذي نتج عنه وصول تايوان للنهائيات، وهنا خاضت إيران وفريق الاحتلال النهائيات، إضافة إلى الدول الثلاثة آنفة الذكر، ضمن نظام الدوري من مرحلة واحدة المتّبع في النسخ السابقة.

لم يستطع أحد أن يوقف المدّ الإيراني، فانتصر أصحاب الأرض على هونغ كونغ 2-0، وتايوان 4-0 وبورما 3-1، وختم سلسلة انتصاراته بالفوز على فريق الاحتلال بهدفين لهدف، علماً أن فريق الاحتلال تقدّم على أصحاب الأرض في المباراة، وكاد أن يسلب اللقب منهم في المباراة الختاميّة، كما نالت بورما المركز الثاني بفضل انتصارين على هونغ كونغ وفريق الاحتلال، وتعادل أمام تايوان، فيما نالت الأخيرة المركز الرابع وهونغ كونغ المركز الخامس.

 وهكذا توجت إيران ملكة على عرش كرة القدم الآسيوية، لتبدأ مشوارها الحافل مع اللقب، في بطولة ستكون الأخيرة التي قاطعتها الدول العربية، لأن فريق الاحتلال سيُطرد من القارّة الصفراء بعد مساعٍ حثيثة، وسيبدأ العرب كتابة تاريخهم في قارّتهم التي ينتمون إليها.

اقرأ/ي أيضًا:

فضائح التحكيم تعكّر أجواء مونديال 2002

من الصبيّ الذي حطّم آمال إنجلترا في كأس العالم 1998؟