تتجه أنظار عشاق كرة القدم في أوروبا والعالم إلى ملعب جيوسيبي مياتزا، حيث يستضيف إنتر ميلان مساء اليوم برشلونة، في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، في مواجهة منتظرة ستحدد هوية أحد طرفي نهائي ميونيخ المرتقب.
المباراة تأتي بعد تعادل مثير في لقاء الذهاب الذي أقيم في ملعب لويس كومبانيس الأولمبي، وانتهى بنتيجة 3-3، في واحدة من أكثر مواجهات هذا الدور إثارة في السنوات الأخيرة. اللقاء شهد أهدافًا مبكرة وعودة متكررة في النتيجة، بالإضافة إلى لحظات فردية بارزة، أبرزها هدف الشاب لامين يامال، الذي دخل التاريخ كأصغر هداف في تاريخ نصف نهائي البطولة، بعمر 17 عامًا فقط.
ينتظر متابعو كرة القدم واحدة من أقوى وأهم مباريات الموسم، في مواجهة قد تحسمها لحظة عبقرية، خطأ فردي، أو هدف في الوقت القاتل
إنتر كان قد افتتح التسجيل عبر ماركوس تورام بعد 30 ثانية فقط، محققًا أسرع هدف في تاريخ هذا الدور، قبل أن يعزز الهولندي دينزل دومفريس التقدم بهدفين من كرات ثابتة. في المقابل، عاد برشلونة في النتيجة عبر يامال وفيران توريس، ثم عاد دومفريس وتقدم للإيطاليين، قبل أن يعدل النتيجة البرازيلي رافينيا بكرة اصطدمت بالعارضة ثم بحارس إنتر يان سومر قبل أن تعبر الخط.
المباراة المرتقبة الليلة تبدو مفتوحة على كل الاحتمالات، إذ يكفي إنتر تحقيق الفوز بأي نتيجة لضمان التأهل، بينما يحتاج برشلونة إلى الانتصار أو التعادل الإيجابي بنتيجة أعلى من 3-3. وكلا الفريقين يدركان أهمية هذه الفرصة التاريخية، خاصة إنتر الذي خسر نهائي العام قبل الماضي أمام مانشستر سيتي، ويضم في تشكيلته الحالية تسعة لاعبين شاركوا في ذلك النهائي، ما يزيد من دوافع الثأر والبحث عن مجد جديد.
في الجهة المقابلة، يسعى برشلونة للعودة إلى النهائي لأول مرة منذ تتويجه الأخير عام 2015. المدرب الألماني هانز فليك، الذي قاد الفريق هذا الموسم لتحقيق لقبين محليين، أكد أن الفريق يعيش حالة من التوازن بين الشغف والخبرة، مشيرًا إلى أن اللاعبين تطوروا كثيرًا مع مرور المباريات وأن اللحظة الحالية تستحق أن تُعاش بكل تفاصيلها.
النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي عاد إلى قائمة الفريق بعد غيابه لأسبوعين بسبب إصابة عضلية، وسيبدأ المباراة على دكة البدلاء وفقًا لتصريحات فليك، الذي أكد أنه جاهز للدخول عند الحاجة. ليفاندوفسكي يعيش أحد أفضل مواسمه مع الفريق الكتالوني، حيث سجل 40 هدفًا هذا الموسم، منها 11 في دوري الأبطال.
في المعسكر الإيطالي، تبدو الأمور أكثر تعقيدًا من الناحية البدنية. المدرب سيموني إنزاغي أكد أن مشاركة القائد لاوتارو مارتينيز والمدافع الفرنسي بنيامين بافار لا تزال محل شك، مشيرًا إلى أنه سيتخذ القرار النهائي بعد الجلسة التدريبية الأخيرة بالتنسيق مع الطاقم الطبي واللاعبين أنفسهم.
أبرز تحديات إنتر تتمثل في محاولة إيقاف لامين يامال، الذي وصفه إنزاغي بأنه "موهبة لا تتكرر إلا كل 50 عامًا"، مؤكدًا أن خطتهم تعتمد على عزله قدر الإمكان، رغم صعوبة ذلك في ظل أسلوب برشلونة الذي يحرص على منحه الكرة في اللحظات الحاسمة. المدافع الإيطالي أليساندرو باستوني تحدث بدوره عن يامال بإعجاب شديد، مشيرًا إلى أنه واجهه سابقًا مع المنتخب، لكنه الآن أصبح أكثر خطورة ونضجًا على أرض الملعب، ما يفرض على الفريق الدفاعي جهدًا مضاعفًا.
الشارع الرياضي الإيطالي يعوّل كثيرًا على الحضور الجماهيري الكبير في سان سيرو الليلة، وسط توقعات بأجواء مشحونة وحماسية، بينما يدخل برشلونة اللقاء بثقة متزايدة في لاعبيه الشباب وقدرتهم على التعامل مع هذه اللحظات الكبرى. في المقابل، إنتر يملك خبرة ميدانية أوسع في مثل هذه الأدوار خلال السنوات الأخيرة، ما قد يشكل عنصرًا مرجحًا في لحظات الضغط.
بغض النظر عن التكهنات والتوقعات، ما هو مؤكد أن الجماهير تنتظر واحدة من أقوى وأهم مباريات الموسم، في مواجهة قد تحسمها لحظة عبقرية، خطأ فردي، أو هدف في الوقت القاتل. كل ما تبقى الآن هو انتظار صافرة البداية.
