07-نوفمبر-2016

لترامب جمهور واسع في الأوساط الإسرائيلية والصهيونية إجمالًا (AP)

يؤشر التزام رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، الصمت تجاه الانتخابات الأمريكية إلى "الحذر" الإسرائيلي من دعم أي من المرشحين للرئاسة الأمريكية. وكأن نتانياهو الذي تورط في أزمة سياسية مع أقوى حليف سياسي لإسرائيل، أراد بهذا الالتزام مراجعة أخطائه. فالانتخابات الأمريكية تشكل واحدة من أبرز أجندات الإسرائيليين اليومية لكن نتانياهو، وخلافًا للانتخابات الماضية عام 2012، حيث أعلن دعمه للمرشح الجمهوري، ميت رومني مقابل منافسه باراك أوباما، فضّل الصمت.

صمت حكومي تجاه الانتخابات الأمريكية يقابله اهتمام شعبي واسع بها في إسرائيل

وبعيدًا عن هذا الصمت، أسئلة عدة يناقشها الإسرائيليون في تناولهم الانتخابات الأمريكية في انقسام واضح، ما بين داعم لـدونالد ترامب لقناعة أنه سيكون داعمًا كبيرًا للاستيطان الإسرائيلي ومعاديًا للسلطة الفلسطينية وما بين متخوف منه. وترامب لطالما بدأ بمغازلة اليمين الإسرائيلي، وحاول استمالته. إذ أقام 10 مراكز انتخابية له في إسرائيل، اثنان منها في مستوطنتي كارني شمرون ومعليه أدوميم. وعيّن شخصيتين يهوديتين مستشارين للشؤون الإسرائيلية، هما جيسون غرينبالت ودافيد فريدمان. وكلف ترامب رفاقه الإسرائيليين بالاهتمام بالمصوتين الأمريكيين في إسرائيل، ويبلغ عددهم 300 ألف أمريكي يحملون الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية، وتبين أن 100 ألف منهم تسجلوا للتصويت وفي استطلاع أجري بينهم دل على أن 83% يؤيدون ترامب وفقط 11% يؤيدون مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون.

83 % من المسجلين للتصويت في إسرائيل يؤيدون ترامب و11 % يؤيدون كلينتون

ولم يكتف ترامب بافتتاح مقاره والحملة لتجنيد أصحاب حق الاقتراع، بل اختار أن يكون التأثير أكبر عبر التوجه المباشر إلى الناخبين الإسرائيليين وإقناعهم أنه الأفضل لإسرائيل، فوجه خطابًا إلى نشطاء حزبه في إسرائيل خلال اجتماع عقدوه في قاعة "جبل صهيون"، وقال ترامب: "أنا أحب إسرائيل وأكن التقدير الكبير للمعتقدات والتقاليد اليهودية، ومعًا سنحول إسرائيل والولايات المتحدة إلى بلدين آمنين مرة أخرى. إدارتي ستقف إلى جانب الشعب اليهودي والقادة الإسرائيليين أمام الأعداء المشتركين، مثل إيران، الذين يريدون تدمير إسرائيل". ووعد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وقال إنه "عندما يدخل إلى البيت الأبيض، سيطلب من وزارة الخارجية عمل ذلك، وسيفصل كل من لا ينفذ أوامره".

أقرأ/ي: ترامب يلحق بكلينتون في استطلاعات الرأي

وتهيمن الانتخابات الأمريكية على اهتمام الإسرائيليين، ويظهر ذلك من خلال ما تتناوله وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة حول الموضوع، ودراسة تبعات فوز أي مرشح من المرشحين وأرسلت جميع وسائل الإعلام كبار نجومها لتغطيتها. والكل مشغول في معرفة أي من المرشحين سيكون أفضل لإسرائيل.

ترامب يحاول استمالة اليمين في إسرائيل وفتح 10 مراكز اقتراع له فيها

وتبدو صحيفة "إسرائيل هيوم"، التي تعدّ ناطقة بلسان نتانياهو، تتحيز بوضوح إلى ترامب. وهي الصحيفة التي أسسها ويمولها ويغطي خسائرها البالغة 5 ملايين دولار في السنة الملياردير الأمريكي، شلدون إدلسون، وهو الذي يدعم ترامب ويمول حملته الانتخابية بمئة مليون دولار.

أما كلينتون التي لا تحظى بدعم إسرائيلي كبير، فقررت هي الأخرى التوجه إلى الإسرائيليين مباشرة، لتتضمن رسالتها حملة تحريض واسعة ضد ترامب. وخصصت من وقتها مقابلة مع "القناة الثانية" في التلفزيون الإسرائيلي، لتعلن من هناك تحذيرًا للإسرائيليين بقولها: "إمكان فوز ترامب يجب أن يقلق كل الإسرائيليين بغض النظر عن آرائهم السياسية". وانضمت هي الأخرى إلى حملة التخويف التي اعتاد عليها الجمهور الإسرائيلي من قيادته، وتطرقت إلى مختلف القضايا المتعلقة بالوضع الأمني في المنطقة. فقالت إن ترامب الذي أشاد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لن يسعى إلى وقف تصرفات الرئيس الروسي في سوريا، لكنه يفضل "منح بطاقة مفتوحة كاملة لبوتين ليفعل ما يريد بالقرب من إسرائيل. ترامب يفضل توجيه ضربة نووية إلى تنظيم داعش في سوريا المجاورة لإسرائيل". وأردفت: "إن فهمه للأخطار الأوسع في المنطقة يجب أن يقلق أي إسرائيلي مهما كان موقفه السياسي، لأن استخدام الأسلحة النووية ضد داعش وعدم معرفة التمييز بين حزب الله وحماس، لا يمكن أن يساعد إسرائيل". ووعدت كلينتون بأنه في حال فوزها في الانتخابات فستعمل مع رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، على ضمان تفوق إسرائيل العسكري الاستراتيجي على كل دول المنطقة مجتمعة.

اقرأ/ي أيضًا:

لماذا ترامب هو مرشح الأحلام لداعش؟

أنصار ترامب يهددون بثورة حال خسارته