08-يوليو-2019

الهدف الثالث للجزائر في مرمى غينيا بقدم آدم أوناس (Getty)

حجزت الجزائر مكانًا لها في ربع نهائي كأس أمم أفريقيا، بعد فوزها على غينيا في دور الستة عشر بثلاثة أهداف نظيفة، فيما واصلت مدغشقر مفاجآتها بالبطولة بعد إقصائها للكونغو الديمقراطية بركلات الترجيح، بذلك ستواجه الجزائر في الدور التالي الفريق المنتصر من مقابلة ساحل العاج ومالي، فيما ستلعب مدغشقر بربع النهائي مع الفائز من مباراة تونس وغانا.

بعد صدمة خروج المغرب المفاجئ أمام بنين، ونكسة وداع مصر صاحبة الضيافة، أيقنت الجزائر جيّدًا أن الملاعب المصرية أصبحت تربتها خصبة جدًا من أجل صناعة المفاجآت. صحيح أن محاربي الصحراء تصدّروا مجموعتهم الصعبة بالعلامة الكاملة، تخطّوا السنغال وكينيا وتنزانيا بستة أهداف هي مجموع ما سجّله رفاق رياض محرز في المواجهات الثلاث، ولم تنجح هذه الفرق في هزّ شباك الحارس مبولحي، لكن لا توجد أي ضمانة تؤكّد عدم قدرة غينيا على صنع مفاجأة مدوّية أخرى، هذه الأخيرة كانت الثالثة في مجموعة ضمّت مدغشقر وبوروندي ونيجيريا، حيث نالت 4 نقاط من تعادل مع مدغشقر وفوز على بوروندي.

 أصبحتالجزائر الوحيدة التي لم تهتزّ شباكها حتّى الآن، إضافة لكونها الأقوى هجومًا في المسابقة بتسع أهداف

بدأت الجزائر الدقائق العشر الأولى من المباراة بحذر نسبي، إلى أن سيطرت على مجريات اللقاء مع مرور الوقت، تزامن ذلك مع تفوّق محاربي الصحراء من النواحي الهجوميّة، فكانت أخطر المحاولات تلك التي أهدرها بغداد بونجاح بغرابة شديدة، حيث ارتقى عاليًا وتحكّم بكرة طويلة تلقّاها من عدلان قديورة، لكنّه صوّبها فوق المرمى القريب،  كذلك صوّب رامي بن سبعيني كرة مقصّية جميلة تصدّى لها حارس الخصم، دقائق قليلة بعد ذلك ويلعب يوسف البلايلي مع بونجاح تمريرات ثنائيّة رائعة، ختمها البلايلي في الشباك بالدقيقة 24.

أقلقت غينيا محاربي الصحراء مع  بداية الشوط الثاني، وكانت نواياها واضحة من أجل تعديل الكفّة، ولولا تألّق رايس مبولحي حارس الجزائر لكاد كامارا أن يسجّل هدف التعديل، من كرة قويّة في الدقيقة العاشرة من النصف الثاني، شعرت الجزائر بالحرج، عندها أمر المدرّب جمال بلماضي لاعبيه بالضغط على خصمهم أكثر من قبل، وهو ما حدث بالفعل، وأسفر ذلك عن هدف ثانٍ تألّق به رياض محرز نجم مانشستر سيتي، حيث تلقّى كرة مرفوعة من إسماعيل بن ناصر، وروّضها لنفسه وأودعها في الشباك بعكس اتّجاه الحارس، لينهي بذلك أحلام غينيا في الوصول للدور ربع النهائي.

اقرأ/ي أيضًا: كأس أمم أفريقيا.. ثلاثة أسباب لخروج المغرب المفجع من البطولة

أصرّت غينيا على تسجيل هدف يعيد الآمال للفريق، فبادرت بشنّ هجمات خطرة على المرمى الجزائري، وخلّف ذلك مساحات شاسعة في دفاعاتهم، استغلّها محاربو الصحراء عبر هجمة مرتدّة، ختمها آدم أوناس بهدف ثالث له في البطولة، وثالث لفريقه واضعًا رصاصة الرحمة على الفريق الغيني، بذلك تصدّر أوناس ترتيب هدّافي البطولة برصيد 3 أهداف، بالتساوي مع ساديو ماني هدّاف السنغال الذي يملك الرصيد نفسه، كما أصبحت الجزائر بهذا الانتصار أكثر فريق سجّل في هذه البطولة برصيد 9 أهداف، وهو الوحيد الذي حافظ على عذريّة شباكه من بين الفرق الـ24 المشاركة.

 على الجانب الآخر واصل منتخب مدغشقر مفاجآته في البطولة، عندما أقصى الكونغو الديمقراطيّة بركلات الترجيح، بعد نهاية المواجهة بينهما في الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 2-2، عندما لعبت مدغشقر ضد غينيا في الجولة الأولى بالمجموعة الثانية، دخل أبينيست أبيل التاريخ كأوّل لاعب يسجّل لمدغشقر في البطولة، انتهت تلك المواجهة بنقطة تاريخية للفريق الحاضر لأوّل مرّة في البطولة، وفي الجولة التالية رفعت مدغشقر سقف التوقعات بعد تخطّيها بوروندي، لتحقّق انتصارها الأوّل في تاريخها، إلى أن صعقت الجميع بانتصار أسطوري على نيجيريا في الجولة الثالثة، سارقة منها صدارة المجموعة.

اقرأ/ي أيضًا: كأس أمم أفريقيا 2019.. مصر تستهلّ مشوارها بفوز ضئيل على زيمبابوي

امتازت مواجهة دور الستة عشر بين الكونغو ومدغشقر بالتكافؤ والندّية الشديدين، إذ تبادل الطرفين الأفضليّة إلى أن وصلا لوقتين إضافيّين، ومن ثمّ لركلات الترجيح، حيث افتتحت مدغشقر النتيجة بأجمل هدف سُجّل في هذه النسخة من البطولة، عندما صوّب ابراهيم أمادا كرة قويّة من خارج الجزاء، عانقت شباك الكونغو في الدقيقة التاسعة، وعدّل للكونغو لاعبها باكامبو في الدقيقة 21 بكرة رأسية، وفي الشوط الثاني تقدّمت مدغشقر بالدقيقة 77 برأسية من فانيفا أندرياتسيما، وأثمرت جهود الكونغو المتواصلة عن تسجيل هدف التعادل بالدقيقة الأخيرة من المباراة، سجّله مبيمبا بكرة رأسيّة أيضًا.

ومع فشل الفريقين في تسجيل أيّ هدف في الشوطين المضافين، تمّ اللجوء لركلات الترجيح التي ابتسمت لمدغشقر، بذلك أصبح الفريق حديث العهد بالبطولة أوّل منتخب أفريقي ينجح في الخروج دون خسارة في أوّل 4 مباريات له منذ 1982، وسيلاقي في الدور التالي الفائر من مواجهة تونس وغانا، بينما تواجه الجزائر الفائر من مالي وساحل العاج.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

فوز صعب لأسود الأطلس.. وانطلاقة مثالية للجزائر في كأس أمم أفريقيا

كأس أمم أفريقيا.. تألّق مغربي وخيبة تونسيّة