05-سبتمبر-2022

تؤكد إيران الحاجة إلى ضمانات من أجل إنجاز اتفاق نووي مستدام (Getty)

أكدت إيران استعدادها للتوصل إلى اتفاق نووي مستدام، إذا تحلى الطرف الآخر بالإرادة السياسية. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم الخارجية الإرانية ناصر كنعاني الذي أشار إلى أن إلغاء الحظر عن بلاده يشكل أحد الأهداف الرئيسية في المفاوضات مع الأطراف المعنية بالتوصل لإنجاز اتفاق نووي.

أكدت إيران استعدادها للتوصل إلى اتفاق نووي مستدام، إذا تحلى الطرف الآخر بالإرادة السياسية وفي حال الحصول على ضمانات

ولفت كنعاني إلى أن إيران تلقت النص المقترح من قبل منسق الاتحاد الأوروبي وقدمت ردها عليه، وتم إرسال الرد الأمريكي على الملاحظات الإيرانية متأخرًا. وأضاف المتحدث باسم الخارجية الايرانية أن بلاده اعلنت وجهات نظرها "تجاه النص المقترح بهدف لعب دورها في المفاوضات، وهي بانتظار رد الإدارة الأمريكية"، لافتًا إلى أنهم اتخذوا "خطوة مسؤولة نحو تثبيت الأطر الدولية"، ونقلوا وجهة نظرهم  إلى الجانب الأوروبي.

واعتبر كنعاني أن رد بلاده كان "منطقيًا وبناءً"، كاشفًا عن  أن أهم أجندة عمل وفد الخارجية الإيرانية خلال المفاوضات الحالية هو الحصول على ضمانات، مؤكدًا أن غياب الضمانات يعني "انتهاك الاتفاق مرة أخرى". وفيما يخص أنشطة إيران النووية تحدث  كنعاني عن زيارة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران عدة مرات في إطار تعاونها مع الوكالة، مشيرًا إلى تأكيد بلاده على الطابع السلمي لأنشطتها النووية مرات عديدة، قائلًا "لقد تعاونت إيران دائمًا مع الوكالة". كما اعتبر المسؤول الإيراني أن إغلاق تحقيقات الوكالة جزء من الضمانات المهمة بالنسبة لإيران، مشددًا على "ابتعاد الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن السلوك السياسي كونه يفضى إلى خلط الأوراق".

في سياق متصل، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "ايرنا" تصريحًا لعضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشوري محمود عباس زاده مشكيني، قال فيه إن "أي اتفاق دولي يفتقر إلى ضمانات لا قيمة له". وأضاف أنه "نظرًا إلى التجربة السابقة، أثبت الغربيون أنهم غير موثوقين في الوفاء بالتزاماتهم، ولهذا السبب تبحث الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن الحصول على ضمان للاتفاق، وهذا ما يؤكد عليه أيضًا نواب مجلس الشورى الإسلامي ومن حيث المبدأ، لا ينبغي توقيع اتفاق دون الحصول على ضمان". وتابع مشكيني أن "الشعب الإيراني لن يقبل أي اتفاق يحرم إيران من الامتيازات التي تريدها والجمهورية الإسلامية الايرانية تتمتع بالقوة والاقتدار لذلك يمكن لوزارة الخارجية العمل بقوة أكبر في مجال الدبلوماسية".

إلى ذلك، أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بأن رئيس جهاز الموساد يسافر الإثنين لواشنطن لشرح الموقف "الإسرائيلي" المحذر من مخاطر إبرام صفقة لإحياء الاتفاق النووي مع ايران، وأضافت أن "سياسة إسرائيل بشأن الاتفاق النووي هي مواصلة الضغط دون كسر القواعد"، مشيرة إلى أن "اسرائيل تجري حملة مكثفة تسعى إلى منع التوقيع على اتفاق نووي خطير بين إيران والدول العظمى".

وقد ضاعف العديد من مسؤولي دولة الاحتلال من زياراتهم واتصالاتهم مع الجانب الأمريكي في الفترة الأخيرة، للضغط في اتجاه عدم توقيع الاتفاق بصيغته الحالية التي تعتبرها "اسرائيل" سيئة.

وفي هذا الإطار، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن مصادر مطلعة تحدثت عن أن إدارة الرئيس جو بايدن تطلع "إسرائيل" عن كثب على المفاوضات الجارية بشأن الاتفاق النووي مع إيران. ولفتت الصحيفة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين يحاولون الضغط على الإدارة الأمريكية من أجل دفعها إلى اتخاذ مواقف أكثر تشددًا، وعدم تقديم تنازلات لإيران في هذه المرحلة الأخيرة التي تدخلها المفاوضات للعودة للاتفاق النووي.

اعتبر كنعاني أن رد بلاده كان "منطقيًا وبناءً"، كاشفًا عن  أن أهم أجندة عمل وفد الخارجية الإيرانية خلال المفاوضات الحالية هو الحصول على ضمانات

وكان رئيس وزراء الاحتلال قد صرح الأسبوع الماضي بأن 'الاتفاق المطروح حاليًا على الطاولة سيمنح إيران 100 مليار دولار سنويًا، وأن طهران ستنفق هذه الأموال على زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، وعلى الترويج للإرهاب في كل أنحاء العالم".