13-أبريل-2018

صادق كويش الفراجي/ العراق

أمسكت الغيم بكلتا يدي

وجردت السماء من هذا الثوب الثقيل

مما أغضبها بشدة،

جارتي في الطابق السفلي تحسدني

إذ لا يباع منظر النجوم المتلألئة في المتاجر،

لكنني ما زلت قلقًا

الصيف تأخر كثيرًا هذا العام.

*

 

تأخر الصيف كثيرًا

ففي العام الماضي، وفي مثل هذه الأيام

كنت في طريقي عائدًا إلى البيت

حاولت أن أزيح الشمس قليلًا

أذكر ذلك جيدًا،

كانت هناك نملة في منتصف ظلي

تحجب عني الطريق.

*

 

تسلّلت فتاة ذات نمش خفيف إلى نومي

لتسألني عن قطة تائهة،

قبل أن ترحل، وبذعر واضح

تساءلت عن الأصوات التي تصدح دون توقف،

لا تشغلي بالكِ، إنه عويل أطفالٍ من حربٍ بعيدة، أجبتها.

*

 

منذ أشهر لم أعد أسمع صوت القارض

الذي كان يتمشى داخل الجدار في صالة البيت،

أما تلك التي في رأسي، ما زالت مشاكسة

مرةً خرجت تتجوّل أثناء نومي

ولم تعد إلا منذ يومين،

لكن قارض الجدار سيعود في الصيف،

أنا متأكد من ذلك، أقول في نفسي.

*

 

ربطت اليأس بسلسلة قرب باب البيت

تمامًا بالشكل الذي خطّطت له منذ زمن،

أسماك الوحدة أطعمها بانتظام

وها أنا أنتظر من يفترس الوحشة،

أخبرني أحدهم عن سرب من الطيور الجارحة

سيمر لأخذ الأغراض المستعملة.

تتناثر أحاديث هنا وهناك عن رجلٍ

قبل عامين، جاء إلى القرية من حرب بعيدة،

يجلس قرب البحيرة متوترًا

وكأنه ينتظر غيمة ما!

*

 

كانت، وكأنها وسط جمعٍ من الناس، ترقص دون اكتراث،

الفتاة النمشاء ذاتها، بينما كنت نائمًا،

سألتها عن قطتها،

فجلست وراحت تحدثني عن معتقلات وأقبية للتعذيب

جاء صيف في أحد السنوات

أصاب حراسها بنوبات هلوسات محمومة.

كنت مفتونًا طوال الوقت بعينيها الدامعتين.

*

 

حاولت الكتابة عن الحب،

ذلك أشبه بأن تشهد من النافذة غرابًا كان

يقف فوق سقف قرميدي لأحد البيوت

وخلفهما سماء غائمة.

*

 

ثمة حلم اعترضني ليلة البارحة:

أذهب إلى الغابة

أساعد بطة ساقها اليسرى متجمدة

أجلس وحيدًا

أدخن بضعة سجائر

ولا أنسى أن أسلم على الكلاب في طريقي إلى البيت.

ما من جديد، الحرب على حالها،

لكن الصيف تأخر كثيرًا هذا العام.

 

اقرأ/ي أيضًا:

سيناريوهات

تزامن