قالت صحيفة "ذا أوبزرفر" البريطانية، اليوم الأحد، إن فعالية عمليات الاغتيال التي نفذتها "إسرائيل" ضد قيادات "حزب الله"، بما في ذلك أمينه العام حسن نصر الله، لن تكون واضحة على المدى القريب.
وأفادت الصحيفة بأن التأكد مما إذا كانت الاغتيالات قد ألحقت ضررًا كبيرًا بالحزب سيستغرق عدة أشهر، خاصةً أن نصر الله بذل خلال العقود الثلاثة الماضية جهودًا ضخمة لدمج الحزب في البيئة الشيعية لا بوصفه قوة مسلحة فقط، وإنما مؤسسة تقدّم خدمات اجتماعية ومدنية مختلفة، وفق قولها.
وبينما رأى العديد من الخبراء أن "حزب الله" قد تضرر بشكل كبير من الأحداث الأخيرة، هناك من لا يزال غير متأكد مما إذا كانت هذه الاغتيالات "ضربة قاتلة" للحزب الذي فقد خلال أسبوع كبار قادته.
التأكد مما إذا كانت عمليات الاغتيالات قد ألحقت ضررًا كبيرًا بـ"حزب الله" سيستغرق عدة أشهر
وكتبت سانام فاكيل، رئيسة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مركز تشاتام هاوس للأبحاث، في منشور على موقع "إكس"، أن: "حزب الله منهك عسكريًا وعملاتيًا، وهو يعلم أن أي تصعيد من شأنه أن يؤدي إلى صراع لا يمكنه الفوز به. لكن إذا لم يستجب، فإن معنوياته وشرعيته سوف تضعف أكثر".
وأضافت: "لكن ما ينبغي الانتباه إليه هو أن حزب الله وحماس، رغم ضعفهما، ليسا خارج المعركة بالتأكيد. ولا شك أن استمرار القتال من شأنه أن يحشد جيلًا آخر من المقاتلين، إن لم يكن يشجع على التطرف"، على حد تعبيرها.
وتساءل الصحافي الإسرائيلي جاك خوري، في مقال نشرته "هآرتس"، عما إذا كانت الاغتيالات الأخيرة ذات جدوى حقيقية بالنسبة إلى "إسرائيل"، حيث قال: "هذه ليست أول عملية مستهدفة لزعيم من حزب الله تنفذها إسرائيل.. فقد تبين بسرعة أن من يحلون محلهم لم يظهروا موقفًا أكثر اعتدالًا أو أقل تشددًا".
ويعتقد خبراء أن الحزب أكثر قدرة على الصمود مما قد تشير إليه خسائره الأخيرة. وكتب نيكولاس بلانفورد: "حزب الله مؤسسة قوية ذات سلسلة قيادية قوية من شأنها أن تضمن الاستمرارية على مستوى القيادة".
وأضاف بلانفورد، وهو من المهتمين بالحزب، أنه: "ومع ذلك، هناك عامل غير معروف وهو من بين المستويات العليا لحزب الله الذين ماتوا إلى جانب نصر الله. وإذا قُتل قادة مهمون آخرون، فقد يؤدي ذلك إلى تعقيد - وربما تأخير لفترة من الوقت - عملية إعادة تأسيس القيادة والسيطرة على المنظمة بأكملها، مما قد يترك الحزب عرضة للخطوات التالية لإسرائيل".
وهناك أيضًا سؤال ملح آخر يتمثل في: "ما إذا كان موت نصر الله سيجبر إيران وحزب الله على البدء في استخدام أنظمة صواريخ موجهة بدقة أكثر تقدمًا والتي يمكن أن تلحق أضرارًا وخسائر أكبر بكثير في إسرائيل مقارنة بالصواريخ القديمة غير الموجهة التي تستخدمها المجموعة حتى الآن. أم أن المنطق العقلاني البارد سيستمر في السيادة، مع ضمان طهران عدم وقوع حزب الله الانتقامي والغاضب في فخ الرد بقوة كاملة ضد إسرائيل؟".
وبينما رأى أن: "مثل هذا الرد قد يؤدي إلى حرب كبرى، حرب من شأنها أن تؤدي إلى تآكل قدرات حزب الله وبالتالي تقليص تأثيره الرادع لإيران"، قال: "الأيام المقبلة سوف تخبرنا بذلك".