تعرف ملاعب كرة القدم بأول لاعب سجل فيها أو بالبطولات التي أحرزت فيها، لكن ملعب "974"، ربما سيعرف في الأيام القادمة من خلال آخر مباراة لعبت فيه، وهي تلك التي جمعت منتخب البرازيل نظfيره الكوري الجنوبي، وانتهت بفوز الأول بأربعة أهداف لهدف، يوم الأحد الماضي، ضمن منافسات الدور ثمن النهائي من بطولة كأس العالم 2022.
تعرف ملاعب كرة القدم، بأول لاعب سجل فيها أو بالبطولات التي أحرزت فيها، لكن ملعب "974"، ربما سيعرف في الأيام القادمة من خلال آخر مباراة لعبت فيه
الملعب الذي يتسع لأكثر من 40 ألف متفرج، يشير اسمه إلى عدد الحاويات التي استخدمت في عملية تشييده، وهو أحد الملاعب الثمانية التي استضافت مباريات المونديال في قطر، وجرت على أرضه سبعة مباريات مونديالية، ولا يأخذ ملعب "974" اسمه من عدد الحاويات التي استخدمت في بنائه فقط، بل أيضًا من رمز الاتصال الدولي لقطر.
ويقع الملعب على مقربة من ميناء الدوحة، كما أنه على بُعد دقائق من مطار حمد الدولي، وهو أقرب ملاعب كأس العالم من المطار والميناء مما يسهل الوصول إليه للقادمين عبر الجو أو البحر.
وقد أشاد الخبراء بتصميم الملعب، فقد حاز على شهادة المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة، حيث صُمّم الملعب ليُفكك بالكامل بعد المونديال، وذلك من أجل تقديمه للدول التي تحتاج إلى بنية تحتية رياضية.
وعن هذا الملعب، يتحدث الباحث في معهد تشاتام هاوس الفكري في لندن كريم الجندي، والذي عمل سابقًا كمستشار مناخ في كأس العالم لوكالة "أسوشيتد برس" عن أن "التصميم من أجل التفكيك هو أحد المبادئ الرئيسية للبناء المستدام"، ويضيف "إنه يسمح بالاستعادة الطبيعية لموقع البناء، أو إعادة استخدامه لوظيفة أخرى". متابعًا "المباني مسؤولة عن ما يقرب 40% من انبعاثات الكربون المرتبطة بالطاقة في العالم".
وتقول شركة "Fenwick Iribarren Architects"، التي صممت ملعب "974"، إن الفكرة كانت تجنب بناء "كتلة إسمنتية"، لمّا في ذلك من أضرار اقتصادية، حيث سيُترك الكثير من الملاعب بدون استخدام بعد انتهاء البطولة، كما حدث عقب البطولات السابقة في جنوب أفريقيا والبرازيل وروسيا.
ولم تذكر دولة قطر متى سيتم تفكيك ملعب "974" أو الدولة التي سوف تستفيد منه، ولكن التقارير أشارت إلى أن الدول الفقيرة هي التي ستحظى بالنصيب الأوفر منه. وتحدث المنظمون عن أن الملعب يمكن إعادة توجيهه لبناء ملعب من نفس الحجم في مكان آخر أو عدة ملاعب أصغر.
ويشكل ملعب "974" نموذجًا يحتذى به في عالم ملاعب كرة القدم، ما من شأنه أن يغير المفاهيم السائدة في عمليات تشييد الملاعب في الدول المستضيفة للأحداث الرياضية الكبرى في المستقبل، وسيمثل تجسيدًا للإرث المستدام للمونديال بعد انتهاء منافسات كأس العالم.
قبل انطلاق المباراة الأخيرة التي احتضنها الملعب، كانت جماهير المنتخبين البرازيلي والكوري الجنوبي تتسابق لالتقاط الصور التذكارية مع الملعب
وقبل انطلاق المباراة الأخيرة التي احتضنها الملعب، كانت جماهير المنتخبين البرازيلي والكوري الجنوبي تتسابق لالتقاط الصور التذكارية مع الملعب الذي من المرجح أن يختفي بعد المونديال. أمّا موعد خروج الملعب عن الخدمة بشكلٍ نهائي فهو غير معلوم حتى الآن، نظرًا لاستضافة قطر بطولة كأس أمم آسيا في العام المقبل، مما يتيح إمكانية استخدام الملعب خلالها مرةً أخيرة.
