25-أكتوبر-2016

اتجه برنامج بي بي شي إلى الغوص عميقًا في الإيحاءات الجنسية (مواقع التواصل الاجتماعي)

بعد انتقالهم من قناة "الجديد" إلى "إل بي سي"، يقع فريق "بي بي شي" في التباساته. فبعد أن غيروا اسم شهرتهم "شي أن أن" اضطراريًا، بات على الفريق أن يسلك خطًا مغايرًا، لكنهم تمسكوا بنسختهم، ولو بتسميتها الجديدة. ولم يغرقوا سوى في الابتذال الرخيص، الذي ضمنته لهم الفنانة الاستعراضية رولا يموت، شبيهة هيفاء وهبي، في أول عرض لهم.

استقبل فريق "بي بي شي" رولا يموت في جلسة تحاكي الجنس بطرح مبتذل ورخيص

من الحلقة الأولى، بدا سلام الزعتري ورفاقه، مربكين في تموضعهم المستجد. فهم على قناة لها طابع "مسيحي"، ويملكها بيار الضاهر، وهو رجل إعلام ومصالح معًا. وتلك إشارة واضحة على أن "خطوطًا حمراء"، وضعت للفريق قبل إتمام صفقة انتقالهم السلسة إلى المحطة اللامعة بالتقنيات العصرية. لكن يبدو إلى الآن، أن هامش الحرية وسقف النقد لا يزال محافظًا على وتيرته السابقة.

تحد أخذه الزعتري على عاتقه، بعد أن أغلق برنامجه، بأمر من تحسين الخياط، عقابًا على تصريحاته في قناة "أم تي في". لكن الزعتري فاز برهانه، وحاول نقل التجربة لكنها لم تحظ بتغيير منه. إذ بقيت أفكار المخرج والمعدّ مكانها. وما تغير هو الديكور. استوديو مريح للمشاهدين، ضمنته استوديوهات أدما، وتقارير حديثة تعالج قضايا الناس بأسلوب ساخر وجذاب، من خلال جلسة "شباب" (سلام ورفاقه)، يعلقون على ما يستجد من مواقف سياسية واجتماعية، أو ما يحدث في لبنان.

لم يغير سلام الزعتري أيًا من مفاصل برنامجه الجديد وكأنه نسخة طبق الأصل عن "شي أن أن"

لكن الفخ الذي وقع فيه الفريق، لا تغفره لهم شهرتهم السابقة التي حصدوها على مدى سنوات (انطلق البرنامج في العام 2009)، حين حجزوا لأنفسهم مكانة لدى اللبنانيين، مبتعدين عن التبعية لأي وجهة سياسية أو مذهبية أو دينية، حيث يتوزع النقد والسخرية على الجميع وبالسواء. لكن في نسختهم الجديدة حضرت المواد الجنسية بشكل مستفز. عكس ما كان في النسخة السابقة على قناة "الجديد".

أقرأ/ي أيضًا: "نقشت".. حفلة تسليع للمرأة اللبنانية

الابتعاد عن أدنى لياقات النكتة وطرحها الذكي، والغرق في رخص الابتذال وسوقية فجة، دفع كثيرين إلى التعليق على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أن ما يقدمه الزعتري، لم يعد يشبههم. فتلفّظه بعبارات سوقية وذكورية، مثل "يقبرني ط..." التي وجّهها إلى مسلسل "متل القمر" (mtv). كذلك، كانت هناك مبالغة في الحديث عن "ثديي" رولا يموت. وكأن البرنامج اتجه إلى سقوط أعمى نحو حضيض الإعلام اللبناني، الذي لم يعد خافيًا على أحد.

كان لافتًا غياب شخصية "أبو طلال" الصيداوية في الظهور الجديد لـ"بي بي شي"

وبقي جنيد وعباس مراسلين يقدمان موادهما بأسلوب عفوي، وبلهجتين جبلية وبقاعية لافتة. أما شخصية عبد الرحيم، فقد خرجت قليلًا من نمطيتها "السميكة" التي عُرفت بها في "شي. أن. أن"، لكن الملاحظ كان غياب وسام سعد، المعروف بشخصية "أبو طلال". وهو العنصر الوحيد الذي افتقده البرنامج. حين حقق جماهيرية واسعة بسبب أدائه فقرة بلهجة صيداوية محببة. وبقي سلام المحرّك الأول والأخير لفريق العمل. فهو موزّع الأدوار بين الأطراف، لكن المشاهد افتقد المناوشات العفوية بينه وبين فؤاد. باختصار، كانت الحلقة الثانية من B.B.Chi جيدة مقارنة بالأولى، لكن البرنامج يحتاج إلى المزيد من العفوية والخروج من قيود الاستوديو.

أقرأ/ي أيضاً:

مجددًا في لبنان.. التحريض على المخيمات الفلسطينية

"The voice".. حكم على مين؟!