08-يناير-2023
الكندية مارغاريت أتوود

الروائية والشاعرة الكندية مارغريت أتوود

اعترف موظف إيطالي سابق في دار النشر الأمريكية "سايمن أند شوستر" أمام القضاء الفيدرالي في نيويورك، يوم الجمعة الفائت، بسرقة أكثر من ألف مخطوطة لكتّاب مشهورين بفضل نظام مبتكر لانتحال الهوية.

وأوقفت الشرطة الفيدرالية الأمريكية (FBI) فيليبو برنارديني (30 عامًا) في 7 كانون الثاني/يناير من العام الماضي في مطار جون فيتزجيرالد كينيدي الدولي في نيويورك، ووجهت إليه تهمة الاحتيال الإلكتروني وانتحال هوية عدد من الشخصيات في مجال النشر.

اعترف الموظف الإيطالي فيليبو برنارديني الذي كان يعمل لدى دار "سايمن أند شوستر" بصفة "منسق حقوق" بأنه حصل طوال خمس سنوات على "مئات المخطوطات غير المنشورة" من خلال مراسلات من عناوين إلكترونية مزيفة 

وسعى برنارديني من ذلك إلى الحصول ما بين صيف 2016 وكانون الثاني/يناير 2022، على أكثر من ألف مخطوطة لروايات وأعمال أدبية أخرى لمؤلفين مرموقين قبل نشرها.

وأوضح المدعي العام الفيدرالي في مانهاتن داميان ويليامس في بيان أعلن فيه إقرار المتهم بالذنب أن "فيليبو برنارديني استغل معارفه في مجال النشر لإنشاء نظام سرقة لأعمال المؤلفين القيمة، متسببًا بضرر لهذا القطاع".

ويتوقع أن يصدر في الخامس من نيسان/أبريل المقبل الحكم على الشاب الإيطالي الذي قد تصل عقوبته إلى السجن 20 عامًا، وقد سبق له أن دفع تعويضات بقيمة 88 ألف دولار من ضمن إجراءات الإقرار بالذنب هذه، مما يجنبه محاكمة جنائية.

واعترف برنارديني الذي كان يعمل لدى دار "سايمن أند شوستر" بصفة "منسق حقوق" بأنه حصل طوال خمس سنوات على "مئات المخطوطات غير المنشورة"، بعضها لكتاب مشهورين أو ممثلين عنهم، من خلال مراسلتهم من عناوين إلكترونية مزيفة لمسؤولين في دور نشر أو وكلاء أدبيين.

وسجل برنارديني "أكثر من 160 نطاقًا إلكترونيًا احتياليًا" على الإنترنت، وكان أحيانًا ينتحل هوية أشخاص معروفين لدى الجهات المستهدفة لتسهيل الإيقاع بهم.

منذ سنوات، يضج عالم النشر بمحاولات انتحال صفة، بعضها فاشل والآخر ناجح، بشكل غامض لكون السرقات لم تكن تُستتبع بطلب فدية مالية، أو بتسريب أعمال لنشرها بصورة غير قانونية.

وفي آب/أغسطس 2021، روت "نيويورك ماغازين" كيف تم الطلب من ناشري سلسلة القصص البوليسية السويدية "ميلينيوم" المشهورة عالميًا، سنة 2017 من شخص انتحل صفة زميل لهم في إيطاليا، بأن يرسلوا له رابطًا آمنًا يوفر نفاذًا إلى مخطوطة قيد الترجمة قبل إصدارها.

وفي 2019، كشف الوكيل الأدبي للروائية الكندية مارغريت أتوود أن عمليات احتيالية من هذا النوع استهدفت التتمة المنتظرة من رواية "حكاية الجارية" بعنوان "الوصايا".

كشف الوكيل الأدبي للروائية الكندية مارغريت أتوود أن عمليات احتيالية استهدفت التتمة المنتظرة من رواية "حكاية الجارية" بعنوان "الوصايا"

وطالت محاولات برنارديني الاحتيالية أيضًا كتابًا معروفين من أمثال سالي روني وإيان ماك إيوان، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

لا تزال دوافع برنارديني غامضة. ورغم أن القرار الاتهامي يوضح أنه كان يخفي بعناية المخطوطات التي يستولي عليها في مجلد إلكتروني واحد، إذ لم يوضح ماذا كان ينوي أن يفعل بهذه الأعمال، وما إذا كان حقق أرباحًا مالية بفضلها.

القضية شكّلت إحراجًا لدار النشر الأمريكية، التي تضم بين أشهر كتابها ستيفن كينغ، فأعلنت أنها "جمدت" مسؤوليات الموظف "بانتظار الحصول على معلومات أوفى حول القضية"، مبدية "الصدمة والذهول" إزاء هذه الارتكابات. وقالت إن "حماية الملكية الفكرية لكتّابنا ترتدي الأهمية الأكبر لدى سايمن أند شوستر ولمجمل قطاع النشر".