13-سبتمبر-2017

الداعية السعودي المعتقل سلمان العودة (يوتيوب)

اعتقلت السلطات السعودية الداعية المعروف سلمان العودة، والسبب تغريدة قصيرة دعا فيها الرجل للمّ شمل البيت الخليجي والمصالحة مع قطر. والمعروف أن من تسبب في الأزمة هو الوحيد الذي يملك مفتاح حلها، أي السعودية.

ينبغي على السعودية قبل أن تتهم الآخرين بالإرهاب، أن تبرئ نفسها من الاتهامات المتتالية بدعم وتمويل ورعاية الإرهاب في العالم

سلمان العُودة في السجن بسبب تغريدة، ومعه عدد من الدعاة مثل عبدالعزيز الطريفي وعوض القرني، ويبدو أن الحصيلة قابلة للزيادة، فصحيفة الوطن السعودية تتحدث عما أسمتها بـ"الخلية الإرهابية" التي يقودها دعاة سعوديون ممولون من قطر، حسب زعمها، في حلقة جديدة من المسلسل الممل جدًا الذي تنقصه الحبكة الدرامية، وتنقصه أمور أخرى يتجاهلها النظام السعودي عن عمد.

اقرأ/ي أيضًا: السعودية عرابة الإرهاب.. تقرير "هنري جاكسون" يُذكّر بما يعرفه الجميع

أولى هذه الأمور هي التاريخ الذي يُخبرنا أن السعودية وحكامها هم من صنعوا تنظيم القاعدة ومولوه، وثانيها أنه لا يحق للمتهم قبل أن يُبرئ نفسه من قانون جاستا والاتهامات بدعم وتمويل هجمات 11 أيلول/سبتمبر، أن يتهم أي طرف آخر بدعم الإرهاب، دون دليل من جهة، ومن أخرى وهو نفسه المتهم، وكأنّها ترمي الآخرين بدائها.

ثالث تلك الأمور، هو إذا ما كان النظام السعودي ممثلًا في ولي العهد والملك المرتقب محمد بن سلمان؛ يرغب في تغيير هوية السعودية كما قال حليفه غير المؤتمن على الأسرار، ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي، فما ذنب قطر، وسلمان العودة ورفاقه من الدعاة؟!

وعلى ما يبدو فإن الحملة ضد قطر، ثم حملة الاعتقالات الموسعة الأخيرة، جميعها أشياء تأتي في سياق أمرٍ مدبر بليل، وهو رغبة النظام السعودي تغيير الهوية والمنهج والطريقة السياسية والنظرة الدينية للبلاد، والسير في طريق التطبيع مع الكيان الصهيوني

هذا وقد ظل الحكام المتعاقبون على السعودية، يسعون جاهدين للسيطرة على دعاة وعلماء الدين، وضمهم تحت عباءة السلطان، ومن يُغرد منهم خارج السرب يكون مصيره السجن، وتهمة الإرهاب جاهزة، ويا لها من تهمة بمثابة هدية سياسية للأنظمة القمعية، تلعب بها أيما لعب.

يخوض ابن سلمان معارك صفرية، يكون فيها أول الخاسرين، ويجر خلالها بلاده لصراعات لا طائل منها إلا سعيه نحو المجد الشخصي 

إنّه صراع بين هؤلاء الدعاة الذين رفضوا الانجرار للحملة ضد قطر، وفضلوا الدعوة للصلح، والصلح خير، وبين ابن سلمان الذي يسعى لمجده الخاص على حساب كل شيء، وإن كان الوطن نفسه.

اقرأ/ي أيضًا: تأسيس مملكة محمد بن سلمان "المتهوّرة".. الحكاية من أولها

صراعٌ يخوضه ابن سلمان بمنطق المعارك الصفرية، فالجميع خاسر، كما الحال في قطع العلاقات مع قطر، الذي خسرت فيه السعودية وبسببه أكثر ما خسرت، وانكشف من ورائه ملفات حاولت السعودية جاهدة إخفاءها، بداية من تمويل الإرهاب العالمي، وليس نهاية من السعي المحموم نحو تطبيع حميم مع الكيان الصهيوني.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

اعتقالات بالجملة في السعودية.. هل يشعل طيش ابن سلمان حراك "15 سبتمبر"؟

أدلة إضافية ضد مملكة الإرهاب.. تدريبات على "غزوة مانهاتن" بأموال السعودية