26-يوليو-2021

صورة تعبيرية (Getty)

قتل ما لا يقل عن 200 شخص عندما ضربت فيضانات عارمة دولًا عدة في أوروبا الغربية، بلجيكا وهولندا وفرنسا، ومعها أيضًا ألمانيا التي كانت الأكثر تضررًا جراء الكارثة، مما استدعى نشر الجيش للمساعدة في تقديم خدمات الطوارئ والمشاركة في عمليات التنظيف وغيرها من المهام. في الوقت الذي لا يزال مصير مئات الأشخاص في عداد المفقودين. وكانت الفيضانات قد نجمت عن هطول أمطار غزيرة أثرت في الغالب على ولايات شمال الراين، وست فاليا، وراينلاند بالاتينات، وساكسونيا، وبافاريا، بحسب ما أفادت وكالة رويترز.

يبقى تأمين التغطية الصحفية الموضوعية والحقيقية ورصد المجريات الميدانية من أولويات العمل الصحفي، خاصة في وقت الكوارث، وهي عناصر لها أولوية كاملة على الجوانب البصرية والإخراجية 

وقد أخذت الكارثة حيزًا كبيرًا من تغطية وسائل الإعلام، غير أن إحدى التغطيات أثارت موجة من السخط والسخرية. وتتمثل القضية في تغطية مراسلة التلفزيون الألماني، سوزانا أولين، بعد أن ضبطت وهي تلطخ نفسها بالطين متظاهرة بأنها ساعدت في عمليات التنظيف بعد الفيضانات المدمرة التي ضربت البلاد.

اقرأ/ي أيضًا: غضب واسع عبر تويتر بسبب تغريدة لمسؤول أردني "باركت"براميل بشار الأسد المتفجرة

وتظهر مقاطع الفيديو المصورة بدون علم صحفية قناة RTL وهي تلطخ نفسها بالطين قبل تصوير التقرير، الذي نشر لاحقًا على موقع القناة الإلكتروني بعنوان "التنظيف بعد الفيضان: مذيعة RTL تساعد في عمليات تنظيف بلدة باد مونسنيريفيل"، بحسب ما نقلت وكالة سبوتنيك.

وكان من الواضح أن الصحفية أرادت إعطاء الانطباع بأنها ساعدت المنكوبين، وبعد ظهور مقاطع الفيديو قامت أولين بتقديم الاعتذار عن سلوكها، وكتبت على صفحتها في إنستغرام "ارتكبت خطأً فادحًا. بعد أن كنت قد ساعدت بالفعل بشكل خاص في المنطقة في الأيام السابقة، شعرت بالخجل أمام المساعدين الأخرين في ذلك الصباح لأكون أمام الكاميرا في قمة الترتيب النظافة"، وأضافت "ثم، دون أن أفكر مرتين، لطخت ملابسي بالوحل. ما كان يجب أن أفعل ذلك كصحفية، كشخص يهتم بمعاناة جميع المتضررين، حدث ذلك لي. أنا آسفة"، بحسب ما نقل موقع ذي ليميتد تايمز.

وبعد اندلاع الفضيحة، أزال الموقع الإلكتروني للقناة التقرير عن صفحته الرسمية. وقالت الإذاعة في حديثها عن القضية "نهج مراسلتنا يتعارض بشكل واضح مع المبادئ الصحفية ومعاييرنا الخاصة"، وأضافت "لذلك أعطيناها إجازة يوم الإثنين بعد الكلام الذي سمعناه عنها"، بحسب ما جاء في تغريدة عبر تويتر نشرتها صفحة الإذاعة. وكانت أولين قد عملت في  الإذاعة منذ عام 2008 وشاركت في عدة برامج تلفزيونية عبر القناة.

ومن إحدى الطرائف التي حصلت مع مقدم البرامج الإسباني ألفونسو ميرلوز أثناء قيامه ببث مقابلة حية على الهواء عبر يوتيوب من منزله، وفي خلفية الصورة ظهرت امراة شبه عارية، وقد تبين أن المرأة في الصورة ليست نفس المرأة التي كان يواعدها. وقد وصفت شريكته ما حدث بأنه "معيب" بينما اعتبر ميرلوز بأنه لم يقصد إلحاق الأذى بأحد، وقدم اعتذاره عما حدث. 

أما مراسلة تلفزيون سكرامنتو، ميليندا ميزا، كانت تقدم تقريرًا من منزلها حول "كيفية قص الشعر أثناء وجودك في الحجر الصحي بمفردك"، لكن تبين أن القصة تعاني بخصوص الموضوعية الكاملة، فما لم تلاحظه ميليندا ميزا هو أنها لم تكن وحيدة أثناء التصوير في حمامها. لقد كان زوجها يستحم دون أن تلاحظ ذلك، حيث ظهر انعكاس صورته في المرآة.  وذلك بحسب ما نقلت الخبر عدة تقارير صحفية منها تالينت ريكاب.

هذا وتعد تغطية الكوارث الطبيعية والأزمات أمر في غاية الصعوبة على المراسلين، كما يكتنفه الألم في الكثير من الأحيان. مراسل مجلة تايم التي تتخذ من نيويورك مقرًا لها، سايمون شوستر، وأثناء قيامه بتغطية أزمة اللاجئين في شمال اليونان والدول المحاذية لها، علق على تجربته بالقول "لقد تحولت في الغالب إلى شخص مدني وكنت أساعد الناس على الصعود إلى الجسر وأساعد الأطفال الذين تم نقلهم عبر النهر. كان هناك الكثير من كبار السن والمعوقين، وتم نقل ثلاثة رجال على كراسي متحركة عبر النهر"، وأضاف "هناك أوقات في عملية إعداد التقارير الصحفية يتعين عليك فيها التفكير في ما هو التزامي الرئيسي هنا؟ هل هو الإبلاغ الصحفي؟ أم يجب قضاء بعض الوقت في القيام بالأمور الإنسانية الضرورية؟"، وتابع بالقول "إنه تقييم دائم حيث عليك أن تتوقف وتفكر فيه حقًا طوال الوقت"، بحسب تقرير نشره موقع جورناليزم البريطاني. فيما قال المحاضر ريتش إيجر بأنه عندما قام بتغطية الفيضانات على طول نهر المسيسيبي، تساءل عما إذا كان ينبغي عليه القيام بالمزيد على المستوى الشخصي، وما إذا كان يجب عليه إحضار الإمدادات لمساعدة الناس المنكوبين على طول النهر. واعتبر ذلك "بمثابة نداء صعب" لأنه لم يرد أن يبدو وكأنه يرشو ضحايا السيول للتحدث معه وإعطاءه مقابلات صحفية.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

اليونيسف: أكثر من 71% من سكان لبنان مهددون بالعطش

بين أوغندا والولايات المتحدة الأمريكية.. معاينة لعدم عدالة توزيع لقاحات كورونا