13-يونيو-2020

تتراجع شعبية ترامب مع توسع الاحتجاجات ضد العنصرية (Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير 

عبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن موافقته على قبول نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة مطلع تشرين الثاني/نوفمبر القادم، في أحدث تبادل للتصريحات بشأن سباق الرئاسة الأمريكية مع منافسه الديمقراطي جو بايدن، في وقت أظهرت استطلاعات الرأي تقدمًا واضحًا لبايدن على حساب ترامب، بعد تأثر حملته الانتخاببة بالأزمة الاقتصادية على خلفية فيروس كورونا الجديد، والاحتجاجات التي ضربت عشرات المدن الأمريكية ضد التنمر العنصري للشرطة.

يرى خبراء أن فرص ترامب الفوز بولاية ثانية في البيت الأبيض تواجه صعوبة، على خلفية تصاعد الاحتجاجات ردًا على مقتل المواطن الأمريكي الأفريقي جورج فلويد

وفي مقابلة مع شبكة قناة فوكس نيوز الأمريكية قال ترامب إنه إذا لم يستطع الفوز بانتخابات الرئاسة القادمة، فإنه سيمضي قدمًا لفعل "أمور أخرى"، ويرى محللون أن تصريحات الرئيس الجمهوري الأخيرة تشير لقبوله بنتائج الانتخابات دون أن يقول ذلك على "وجه التحديد"، في وقت أكد المتحدث باسم حملة ترامب الانتخابية تيم مورتو قبول الرئيس بنتجية الانتخابات.

اقرأ/ي أيضًا: الديمقراطيون يتحدون خلف بايدن لهزيمة ترامب.. أي فرص؟

واعتبر ترامب في حديثه أن الديمقراطيين يستهدفون استخدام زيادة في التصويت عبر البريد كوسيلة لتزوير الانتخابات، في الوقت الذي تعهد نائب الرئيس السابق بايدن بنشر محامين في مراكز الاقتراع على مستوى البلاد لرصد جهود الجمهوريين للتلاعب بالتصويت، معربًا عن قلقه من محاولة ترامب "سرقة" الانتخابات، غير أنه أكد على ثقته بأن الجيش الأمريكي سيرافق الرئيس الجمهوري إلى خارج البيت الأبيض في حال رفض  الاعتراف بالخسارة.

وأوضح بايدن في حديثه أن التعليقات التي أدلى بها في الآونة الأخيرة كبار المسؤولين العسكريين السابقين الذين انتقدوا رد ترامب على الاحتجاجات على الصعيد الوطني بشأن وحشية الشرطة، جعلته واثقًا من تدخل الجيش الأمريكي إذا رفض ترامب قبول نتائج الانتخابات، مشيرًا بذلك لاقتناعه تمامًا بـ"أنهم سيصطحبونه خارج البيت الأبيض بسرعة وحسم".

وظهر لافتًا أن تصريحات المرشح الديمقراطي جاءت قبل يوم واحد من تعبير رئيس أركان القوات الأمريكية مارك ميلي عن أسفه للظهور بالبدلة العسكرية إلى جانب الرئيس ترامب، بعدما فرقت الشرطة بعنف تظاهرة سلمية قرب البيت الأبيض مطلع الشهر الجاري، وكان الهدف من تفريق المتظاهرين السماح لترامب بالتوجه إلى كنيسة سانت جون القريبة لالتقاط صور وهو يحمل الكتاب المقدس محاطًا بعدد من المسؤولين.

واستغل ميلي فرصة ظهوره الافتراضي بمناسبة تسليم الشهادات لخريجي معهد نوتردام العسكري للقول: "كثيرون منكم رأوا نتائج هذه الصورة لي الأسبوع الماضي التي أثارت جدلاً حول دور العسكريين في المجتمع"، مضيفًا "لم يكن يجدر بي أن أكون هناك، وجودي في تلك اللحظة وفي تلك البيئة ولدت انطباعًا بضلوع عسكري في السياسة الداخلية ... إنه خطأ استخلصت منه العبر".

ووفقًا للخبراء فإن التوقعات بسأن الانتخابات تشير لليلة من المرجح أن تكون ساخنة، حيثُ من المتوقع حدوث زيادة في التصويت عبر البريد الإلكتروني بسبب المخاوف من جائحة كورونا، وسط تحذيرات من أن العملية قد تشوبها فوضى على غرار ما حدث بالفعل في انتخابات الديمقراطيين والجمهوريين التمهيدية لاختيار مرشحهم.

وقد تؤدي الأعداد الكبيرة من الأصوات التي يدلي بها الناخبون عبر البريد وعدم وصولها أو فرزها في الوقت المناسب إلى طعون قانونية في نتيجة الانتخابات، وعادةً ما يستغرق فرز الأصوات بالبريد وقتًا أطول لضرورة التحقق من هوية الناخب أولًا مما يثير احتمال أن تظل نتيجة الانتخابات غير معروفة لما بعد يوم التصويت بكثير.

كما أعلن ترامب في وقت سابق من يوم السبت تأجيل حملته الانتخابية بولاية أوكلاهوما يومًا واحدًا، بسبب مطالب الأمريكيين من أصول أفريقية بذلك لأنها تتزامن مع الذكرى السنوية لـ"حظر العبودية" في الولايات المتحدة، وقال ترامب موضحًا إنه قرر تأجيل حملته الانتخابية في مدينة تلسا من 19يوم  إلى يوم 20 من الشهر الجاري، نظرًا لمصادفة يوم الحملة الأول مع عطلة "جونتينث" عام 1865 يوم إعلان إنهاء العبودية في الولايات المتحدة.

فيما يرى خبراء أن فرص ترامب الفوز بولاية ثانية في البيت الأبيض تواجه صعوبة، على خلفية تصاعد الاحتجاجات ردًا على مقتل المواطن الأمريكي الأفريقي جورج فلويد، الذي قضى اختناقًا على يد شرطي أبيض من مدينة مينيابوليس في ولاية مينيسوتا قبل أكثر من أسبوعين، يضاف إليها التراجع الاقتصادي على المستوى المحلي الذي تأثر بشكل بأزمة الفيروس التاجي نتيجة إبقاف التبادل التجاري بسبب إغلاق المنافذ الجوية والبرية والبحرية لاحتواء انتشار الفيروس التاجي.

اقرأ/ي أيضًا: تحليل إخباري | ممكنات جو بايدن.. لوبيات متنوعة وإمبريالية ناجعة

من جهته كان بايدن قد حصل على ما يكفي من أصوات مندوبي الحزب الديمقراطي ليفوز رسميًا ببطاقة الترشح عن الحزب ليخوض سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية، وذلك بعد تجاوزه العدد المطلوب (ـ1991 مندوب) بأربعة مندوبين في انتخابات الديمقراطيين التمهيدية التي جرت يوم الثلاثاء الماضي، في وقت يسعى الديمقراطيون على كافة انتمائاتهم الأيديولوجية لتوحيد موقفهم وراء هزيمة ترامب.

قد تؤدي الأعداد الكبيرة من الأصوات التي يدلي بها الناخبون عبر البريد وعدم وصولها أو فرزها في الوقت المناسب إلى طعون قانونية في نتيجة الانتخابات

وقال بايدن في بيان نشر عبر منصة ميديوم بعد الإعلان عن ترشيحه رسميًا لخوض سباق انتخابات الرئاسة: "في هذه الليلة حصلنا على 1،991 مندوبًا ضروريًا للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي.. سوف أقضي كل يوم أقاتل من أجل كسب صوتكم حتى نتمكن، معًا، من كسب المعركة من أجل روح هذه الأمة"، مضيفًا أن الأمريكيين أمام "لحظة تاريخية في تاريخ أمريكا. وسياسة الغضب وزرع الخلافات التي ينتهجها دونالد ترامب ليست الحل"، ومشددًا في الوقت نفسه على حاجة الولايات المتحدة لقيادة "قادرة على توحيدنا. قيادة يمكنها أن تجمعنا".

 

اقرأ/ي أيضًا:

تحقيق أمريكي في جريمة جديدة على طريقة فلويد وترامب يدافع عن ذكرى الكونفدرالية

الديمقراطيون يناقشون تشريعًا لإصلاح جهاز الشرطة.. وجمهوريون يتخلون عن ترامب