04-مارس-2025
إيقاف المساعدات لأوكرانيا

أعلنت الإدارة الأميركية تعليق المساعدات العسكرية لكييف (ياهو)

بعد أيام من المشادة الكلامية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أعلنت الإدارة الأميركية تعليق المساعدات العسكرية لكييف. وتُعد هذه الخطوة محاولة واضحة للضغط على زيلينسكي لتقديم تنازلات في محادثات السلام مع روسيا، مما قد يشكل تحولًا كبيرًا في مسار الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ شباط/فبراير 2022.

وكان ترامب قد هاجم زيلينسكي علنًا خلال لقائهما في البيت الأبيض، مؤكدًا أنه "ليس في موقع يسمح له بفرض شروط"، ومحذرًا إياه بالقول: "إما أن تتوصل إلى اتفاق، أو سنوقف دعم الحرب". كما انتقد موقف أوكرانيا، معتبرًا أنها "في ورطة كبيرة"، ولن تتمكن من كسب الحرب ضد روسيا.

بحسب وكالة "بلومبيرغ"، أوضح مسؤول في البيت الأبيض أن الهدف من إيقاف المساعدات العسكرية هو ضمان التزام كييف الجاد بعملية السلام، مضيفًا أن الإدارة الأميركية ستخضع المساعدات للمراجعة للتأكد من مساهمتها في إيجاد حل للنزاع. ويشمل هذا القرار جميع المعدات العسكرية الأميركية التي لم تصل بعد إلى أوكرانيا، بما في ذلك الأسلحة الموجودة حاليًا في مسار الشحن عبر الطائرات والسفن، أو تلك التي لا تزال بانتظار الموافقة لتسليمها إلى كييف عبر بولندا.

من جهة أخرى، أفادت "بلومبيرغ" بارتفاع أسهم الشركات المرتبطة بقطاع الدفاع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، اليوم الثلاثاء، حيث أشار محللون إلى أن الشركات الإقليمية قد تكون المستفيد الأكبر من زيادة الطلب في أوروبا. فقد سجلت أسهم شركتي "سامسونج تكون" و"هيونداي روتيم" الكوريتين الجنوبيتين ارتفاعًا بأكثر من 11%، فيما ارتفعت أسهم شركة "أي إتش أي غروب"، ومقرها طوكيو، بنحو 7 %".

وتعليقًا على هذه الخطوة، قال السيناتور الديمقراطي، بيرني ساندرز، في منشور على "إكس" إن "الأميركيين يشعرون بالخجل من أن لدينا رئيسًا يقول إن أوكرانيا هي التي بدأت الحرب مع روسيا"، وأضاف مؤكدًا "علينا الدفاع عن تقليدنا الممتد لـ250 عامًا كقائد ديمقراطي للعالم، وعدم إدارة ظهورنا لدولة تكافح من أجل إنقاذ شعبها".

من جانبه، رأى السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي أن "تخلي ترامب عن أوكرانيا وتودده لروسيا هو جزء من مخطط أوسع"، موضحًا أن ترامب "يسعى إلى تقويض سيادة القانون في أميركا، مما يمنح الطبقة الحاكمة من الأثرياء فرصة للإفلات بسرقة ثرواتنا". وأضاف ميرفي أن "تطبيع العلاقات مع الأنظمة الديكتاتورية، مثل روسيا، يسهم في تحقيق أهداف ترامب".

كما وصف النائب الديمقراطي، براندان بويل، في بيان نُشر على منصة "إكس" هذه الخطوة بأنها "تصرف متهور، لا يمكن تبريره، ويمثل تهديدًا مباشرًا لأمننا القومي"، مضيفًا أن ترامب "الذي أشاد مرارًا (بالرئيس الروسي فلاديمير) بوتين وقوّض حلفاءنا، يستخدم الآن المساعدات العسكرية الحيوية كورقة ضغط سياسية".

في حين كتب النائب الديمقراطي، مارك فيزي، في منشور على "إكس": "كما قلت سابقًا، فإن تصرفات ترامب تجاه حلفائنا في أوكرانيا مخزية، ضعيفة، وتشكل خيانة كاملة للقيم والقيادة الأميركية"، وأضاف "بوتين والكرملين مبتهجان بوجود دميتهم في البيت الأبيض".

وفي المقابل، أكد النائب الجمهوري، برايان فيتزباتريك، أن واشنطن وكييف تعملان على "إعادة الأمور إلى مسارها الصحيح بنسبة 100%"، مضيفًا أنه "سيتم توقيع اتفاقية المعادن قريبًا، مما سيمهد الطريق لشراكة اقتصادية قوية وطويلة الأمد بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، والتي ستؤدي بطبيعتها في النهاية إلى دعم أمني"، مطالبًا الاتحاد الأوروبي بـ"تحمل مسؤولياته والمشاركة في هذا الجهد"، مؤكدًا أنه "سيتم فرض التزامات واضحة (على الاتحاد الأوروبي) للقيام بذلك".

من جهته، وجه النائب الجمهوري، مايك لولر، انتقادًا غير مباشر لقرار إيقاف المساعدات لأوكرانيا، معتبرًا أن "إيقاف الدعم لأوكرانيا سيهدد استقرار أوروبا والعالم الحر". وأضاف "أدرك أن هناك آراء متباينة وقوية حول هذه القضية، وأحترم ذلك"، لكنه شدد على ضرورة أن "نكون واقعيين بشأن الصورة الكبرى، ونعمل على حماية مصالح أمريكا في الخارج".

وكان نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، قد قال في مقابلة مسجلة بثتها قناة فوكس نيوز في رسالة موجهة للمسؤولين الأوكرانيين "إذا كنتم تريدون ضمانات أمنية حقيقية، وإذا كنتم تريدون التأكد من أن فلاديمير بوتين لن يغزو أوكرانيا مرة أخرى، فإن أفضل ضمان أمني هو منح الأميركيين مصلحة اقتصادية في مستقبل أوكرانيا".