20-يوليو-2021

فضيحة كبرى لتطبيق بيغاسوس الإسرائيلي (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

توصّل تحقيق أجرته 17 مؤسسة إعلامية بقيادة منظمة "فوربيدين ستوريز" إلى نتائج تفيد بأن برنامج "بيغاسوس" للتجسس الذي تتولى شركة "أن أس أو" الإسرائيلية إنتاجه استُخدم لاختراق هواتف مئات الصحفيين والنشطاء الحقوقيين والسياسيين حول العالم.  وتضمنت القائمة، التي نشرتها صحف ووسائل إعلام عالمية، نحو 50 ألف رقم هاتف، تم تم اختيار أصحابها كأهداف محتملة من قبل عملاء مجموعة NSO، وذلك  منذ العام 2016.

توصّل تحقيق أجرته 17 مؤسسة إعلامية بقيادة منظمة "فوربيدين ستوريز" إلى نتائج تفيد بأن برنامج "بيغاسوس" للتجسس الذي تتولى شركة "أن أس أو" الإسرائيلية إنتاجه استُخدم لاختراق هواتف ناشطين وزعماء سياسيين

وضمت القائمة أرقام ما لا يقل عن 180 صحفيًا و600 سياسي و85 ناشطًا حقوقيًا و65 رجل أعمال، وفق التحليل الذي أجرته المجموعة، وقد تأكد اختراق أو محاولة اختراق برنامج تجسس المجموعة الإسرائيلية لـ 37 هاتفًا.

اقرأ/ي أيضًا: شركة NSO الإسرائيلية.. بزنس الإمارات والسعودية للتجسس على معارضيها!

وكانت المفاجأة الكبرى اشتمال قائمة التجسس على 14 رئيس دولة ورئيس حكومة وملك، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أكدت تحقيقات للسلطات الفرنسية كشف عنها اليوم الثلاثاء 20 تموز/يوليو تعرضه للاستهداف من طرف برنامج التجسس الإسرائيلي، وهو ما من شأنه أن يضيف تعقيدات جديدة في ملف فضيحة شركة "أن أس أو" الإسرائيلية التي يوجد مقرها في تل أبيب. 

أما بقية الزعماء الآخرين الذين وقعوا ضحية برنامج التجسس الإسرائيلي، حسب مصادر مختلفة، فهم على التوالي: رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا الذي يبدو أنه استهدف من قبل رواندا في عام 2019، والمدير العالم لمنظمة الصحة العالمية  تيدروس أدهانوم غيبريسوس، وسعد الحريري الذي اعتذر عن تشكيل الحكومة الأسبوع الماضي ويبدو أن الإمارات استهدفته في 2018 و2019، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، وملك المغرب محمد السادس الذي تم استهدافه على ما يبدو في عام 2019، ورئيس وزراء المغرب سعد الدين العثماني الذي تم استهدافه في 2018 و2019، ورئيس وزراء باكستان عمران خان الذي يدور الحديث عن استهدافه من قبل الهند في عام 2019، ورئيس المكسيك السابق فيليبي كالديرون الذي تم اختيار رقمه في عامي 2016 و2017 من قبل ما قالت صحيفة الغارديان إنه عميل مكسيكي خلال فترة كانت فيها زوجته مارغريتا زافالا تترشح لأعلى منصب سياسي في البلاد، وأخيرًا الدبلوماسي الأمريكي روبرت مالي الذي كان كبير المفاوضين حول الاتفاق النووي الإيراني في 2015.

ويشير التوزيع الجغرافي لأماكن الصحفيين المستهدفين والمصنفين كأشخاص موضع اهتمام من قبل الحكومات، إلى وجود  48 منهم على الأقل  في أذربيجان، كثيرون منهم من منتقدي سياسات القمع والفساد، و38 صحفيًا على الأقل في الهند، بينهم منتقدو رئيس الوزراء ناريندرا مودي، وما لا يقل عن 12 صحفيًا في دولة الإمارات العربية المتحدة، بمن فيهم محرر في Financial Times ومراسل استقصائي في Wall Street Journal ، و38  صحفيًا على الأقل في المغرب، بينهم منتقدون لانتهاكات حقوق الإنسان وفساد الحكومة، إضافة لعدد من النشطاء في المملكة العربية السعودية على رأسهم لجين الهذلول والناشط عمر عبد العزيز.

وبشأن الناشطة السعودية لجين الهذلول أظهر التحقيق أنه تم اختيارها للاستهداف قبل أسابيع فقط من اختطافها عام 2018 في الإمارات العربية المتحدة وإعادتها قسرًا إلى المملكة العربية السعودية، حيث سُجنت لمدة ثلاث سنوات وتعرضت للتعذيب، ويعتقد التحقيق  أن الإمارا ت هي التي اختارت الهذلول، خاصة أن الإمارات "عميل معروف لـ NSO وحليف وثيق للمملكة العربية السعودية"، حسب صحيفة الغارديان البريطانية.

يذكر أنه غالبًا ما يتم استهداف الناشطات بالتسريبات الجنسية، وفي إحدى الحالات الفظيعة وبشكل خاص في عام 2019، تم تسريب صور حميمة لناشطة المجتمع المدني والصحفية الأذربيجانية فاطمة موفلاملي، البالغة من العمر 18 عامًا آنذاك، في صفحة مزيفة على فيسبوك.

وتعتقد موفلاملي، حسب الغارديان، أنه تم الوصول إلى بياناتها الخاصة عندما صادرت الشرطة هاتفها أثناء استجواب عنيف، حيث أجبرت على فتحه، وتسببت تلك التسريبات للناشطة في أزمة نفسية حادة أدت بها إلى أفكار انتحارية، وقالت: "في وقت لم أكن أدرك فيه تمامًا أنني امرأة، شعرت بالخجل لأنني أمتلك جسدًا أنثويًا وأن الناس رأوه عاريًا، لقد كانت تجربة صعبة التحمل".

وسبق أن كشفت التسريبات أيضًا استهداف الناشط الإماراتي أحمد منصور من طرف برنامج التجسس  "بيغاسوس"  في العام 2016. كما كشف التحقيق تعرض رودني ديكسون محامي المنظمات الحقوقية لدى الإنتربول إلى الاستهداف في العام 2019، علمًا أن من بين عملائه ماثيو هيدجز، طالب الدكتوراه البريطاني المسجون في الإمارات، وخديجة جنكيز خطيبة الصحفي السعودي المغدور جمال خاشقجي، وتعليقًا منه على استهدافه قال رودني ديكسون "لا ينبغي استهداف أي شخص بهذه الطريقة. بالنسبة للمحامين فإن هذا مثير للقلق بشكل خاص لأنه ينتهك المبادئ الأساسية لامتياز السرية بين المحامي والموكل، وهي أمور أساسية للإجراءات القانونية العادلة".

البيانات المسربة أظهرت أيضًا أسماء محاميَيْن رفعا دعوى قضائية ضد NSO نيابة عن الناشط السعودي عمر عبد العزيز، الذي يعيش في المنفى بكندا، والمعروف بانتقداته للنظام السعودي وبتعاونه الوثيق وصداقته مع الصحفي جمال خاشقجي، حسب الغارديان.

في ذات السياق أظهر التحقيق استهداف محامي حقوق الإنسان الفرنسي جوزيف بريهام الذي تعرض للاختراق عدة مرات من طرف برنانج التجسس "بيغاسوس في عام 2019"، وقالت الغارديان إن السجلات المسربة "تشير إلى أنه تم اختياره سابقًا للاستهداف المحتمل من قبل المغرب".

في المكسيك أظهر التحقيق وجود مجموعة واسعة من النشطاء والمحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان، ضمن قائمة الأشخاص المعدة للاستهداف، وكان لافتًا للانتباه وجود اسم كل من إدواردو فيرير ماك جريجور بوايسو، وهو القاضي الذي كان رئيسًا لمحكمة البلدان الأمريكية لحقوق الإنسان، وأليخاندرو سولاليندي ، وهو كاهن كاثوليكي نصير  للمهاجرين.

وقال القس أليخاندرو سولاليندي إنه يعتقد أن الحكومة المكسيكية السابقة كانت "تبحث عن شيء يضر بسمعتي واستخدامه كابتزاز" وذلك بسبب دعمه لخصم سياسي، مضيفًا أنه "حذّر من قبل عميل سابق في وكالة المخابرات الوطنية (Cisen) بأنه تحت المراقبة".

يُذكر أن برنامج بيغاسوس هو برنامج خبيث يصيب الهواتف المحمولة، ويتيح استخلاص رسائل نصية وصور ورسائل بريد إلكتروني وتسجيل مكالمات وتنشيط مكبرات الصوت سرًا، عبر تقنية متطورة تعرف باسم تقنية "زيرو كلك" (Zero Click).

وبعد افتضاح أمر هذا البرنامج الذي تقف وراءه شركة "أن أس أو" الإسرائيلية، زعمت الشركة وفي وقت سابق،أنها أغلقت نظام التجسس "بيغاسوس" الذي طورته، ونقلت صحيفة نيويورك تايمز حينها عن مصدر في الشركة الإسرائيلية أن قرارها إغلاق نظام التجسس "بيغاسوس" جاء بعد افتضاح أمره.

كانت المفاجأة الكبرى اشتمال قائمة التجسس على 14 رئيس دولة ورئيس حكومة وملك، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أكدت تحقيقات للسلطات الفرنسية كشف عنها اليوم الثلاثاء 20 تموز/يوليو تعرضه للاستهداف

وردّا على المعلومات الواردة في تحقيق كبريات وسائل الإعلام العالمية، نشرت شركة "أن أس أو" بيانَا على موقعها الإلكتروني نفت فيه صحة التقرير الذي أجرته 17 مؤسسة إعلامية بقيادة منظمة فوربيدن ستوريز الخيرية للصحافة التي يقع مقرها في باريس"، مضيفة أنها "ستواصل التحقيق في جميع الادعاءات الموثوقة بشأن سوء الاستخدام واتخاذ الإجراءات المناسبة بناءً على نتيجة هذه التحقيقات".

 

اقرأ/ي أيضًا:

إدوارد سنودن: السعودية استعانت بخبرات إسرائيلية لتعقب خاشقجي والتجسس عليه