30-أكتوبر-2018

مدرب ريال مدريد المؤقّت سانتياغو سولاري (Getty)

أعلنت إدارة ريال مدريد ليلة الإثنين رسميّاً عن نهاية رحلتها مع المدرّب جولين لوبيتيغي، بعد الخسارة الكبرى أمام برشلونة في أمسية الأحد بخمسة أهداف لهدف، وعيّنت الإدارة بدلاً عنه مدرّب الفريق الرديف ونجمه الأسبق الأرجنتيني سانتياغو سولاري.

وضع فلورينتينو بيريز مستقبل المدرّب الصاعد سولاري على المحكّ.. فتدريب الريال هذا الموسم قد يأِد مسيرة تدريبية لم تولد بعد

كم كانت الأشهر القليلة الماضية بالغة السوء في مسيرة لوبيتيغي، إذ شكّلت نقطتين مفصليّتين في مسيرته التدريبية، واللتين كانتا كفيلتين في رفع أسهمه عالياً جدّاً، أو القضاء عليها بشكل كبير، وهو ما حدث أخيراً! ففي ذروة استعداد المنتخب الإسباني لكأس العالم، كان الشغف يملأ قلوب محبّي مصارعي الثيران، نظراً للأداء المبهر الذي قدّمته إسبانيا في المباريات التحضيريّة للمونديال تحت إشراف لوبيتيغي، وما أن أعلن الأخير عن مهمّته الجديدة التي قبلها بفخر في قيادة الريال عقب المونديال، حتّى وجد الاتّحاد الإسباني بذلك سبباً حقيقياً لإقالته، فهو الذي أساء التقدير بإعلان ساذج كهذا، وكان عليه أن يخفي فرحته باستلام مفاتيح القلعة البيضاء إلى ما بعد كأس العالم، فخرج الاتّحاد بقرار الإقالة الساذج أيضاً قبل أيام من بدء المونديال، وهو ما أدّى لتقديم نجوم إسبانيا أحد أسوأ مستوياتهم في تاريخ الكرة الحديث.

مع استلام لوبيتيغي مهامه الجديدة، كان النادي الملكي يعيش في مرحلة جديدة من مسيرته، فبطل أوروبا في السنوات الثلاث الأخيرة لم يتشبّث كما ينبغي بنجم الفريق الأوّل كريستيانو رونالدو، وتركه الرئيس فلورينتينو بيريز يرحل إلى يوفنتوس دون أن يظهر أي اكتراث يليق برحيل الدون، كما تخلّى عن لاعب خطّ الوسط ماتيو كوفاسيتش لصالح تشيلسي دون أن يجلب لاعباً يغطّي مكانه. وكانت أقوى الصفقات التي قام بها بيريز هي استقدام الحارس تيبو كورتوا، الأمر الذي أثار استغراب الجميع، فهو تخلّى عن نجوم لصالح أندية أخرى دون أن يجلب بديلاً لهم، وجلب لاعباً في مركز لا يُشكّل نقطة ضعف للنادي، بل طالما كان نقطة قوّة للفريق بوجود الحارس كيلور نافاس الذي أبدع مع النادي الملكي في المواسم السابقة، وبالطبع كانت مطالب إدارة النادي من لوبيتيغي لا تتناسب مع التشكيلة التي مُنحت له، فالتشكيلة الحاليّة هي أسوأ من الموسم الماضي، وأهداف الإدارة لم تتغيّر.

اقرأ/ي أيضًا: كيف تعاملت الصحف الرياضية العالمية مع أزمة ريال مدريد؟

مع بداية لوبيتيغي في أولى مبارياته الرسمية تلقّى خسارة موجعة أمام الجار أتلتيكو مدريد في كأس السوبر الأوروبي، بذلك فرّط في منح أوّل لقب للنادي الملكي، أيام قليلة بعد ذلك حتّى بدأ الدوري الإسباني، وفيه أنجز لوبيتيغي العلامة الكاملة في الجولات الثلاث الأولى على حساب خيتافي وجيرونا وليغانيس، قبل أن يتعرّض الجواد الأبيض لكبوته الأولى، عندما تعادل في ملعب أتلتيك بلباو، وعاد الفريق لنغمة الانتصار في الجولة التالية على حساب إسبانيول برشلونة، هي انطلاقة مثالية نوعاً ما، ومنطقيّة بالوقت نفسه لفريق بحجم ريال مدريد، ولكن شكّل الفوز الذي حصل على حساب إسبانيول بتاريخ 22 أيلول/سبتمبر لعنة في مسيرة لوبيتيغي، فلم يستطع أن يحقّق الفوز في الليغا منذ تلك اللحظة، فخسر أمام إشبيلية بنتيجة قاسية 3-0 وتعادل مع أتلتيكو مدريد، قبل أن يتعرّض لثلاث خسارات متتالية في الليغا أمام ديبورتيفو ألافيس وخيتافي وبرشلونة، تخلّلها هزيمة تاريخيّة في دوري أبطال أوروبا أمام سسكا موسكو الروسي.

وكما هو واضح، كان ينقص لوبيتيغي قشّة تقصم ظهره وتقيله من تدريب الريال، لكنّ برشلونة ولاعبه سواريز لم يرغب أن يقضي على مستقبله بأقل من فاجعة كرويّة بحقّ لوبيتيغي،  فألحق به هزيمة قوامها خمسة أهداف لهدف كان نصيب سواريز منها ثلاثة.

اقرأ/ي أيضًا: خماسيّة برشلونة في الكلاسيكو.. سواريز يسير بلوبيتيغي نحو مقصلة الإقالة

شرحت إدارة ريال مدريد في بيان لها نُشر بالموقع الرسمي أسباب إقالة لوبيتيغي، وجاء في البيان: "يهدف هذا القرار، الذي تم تبنيه على أعلى مستويات المسؤولية، إلى تغيير ديناميكية الفريق الأول، بينما ما تزال جميع غايات الموسم الجاري قابلة للتحقيق"، كما لفت البيان للحيرة التي تمالكت جماهير الريال التي منّت النفس بتحقيق المزيد من الألقاب هذا الموسم مع امتلاكها كوكبة من النجوم التي نافست على كبرى الجوائز، "يدرك مجلس الإدارة أن هناك تعارضاً كبيراً بين جودة فريق ريال مدريد، الذي يحظى في صفوفه بثمانية لاعبين مرشحين لنيل جائزة الكرة الذهبية، في سابقة من نوعها، والنتائج التي تم تحقيقها حتى الآن".

وذكر البيان أن المهام التدريبيّة ستوكل مؤقّتاً لمدرّب الفريق الرديف ونجم الريال في العقد السابق سانتياغو سولاري، حيث سيبدأ مرانه الأوّل مع اللاعبين اليوم الثلاثاء. ولعب نجم خطّ الوسط الأرجنتيني في صفوف الريال مدّة 5 مواسم، بدءاً من عام 200 حتّى 2005، وحاز معه على كافّة البطولات الممكنة، قبل أن يعتزل اللعب مع نهاية 2011 في أحد أندية الأوروغواي. وبعد اعتزاله اللعب بعامين دخل عالم التدريب من بوابة فريق ريال مدريد للشباب، واستمرّ هناك لثلاثة أعوام حتّى انتقل إلى الفريق الرديف ريال مدريد كاستيا، إلى أن حطّت الأقدار رحاله مع الفريق الأوّل، وذلك بعد تعثّر مفاوضات الإدارة مع الإيطالي أنطونيو كونتي، والذي طالب بالتعاقد مع مدافع ومهاجم من طراز رفيع كشرط أول لتدريب الريال، لكنّ الإدارة وجدت طلبه غير قابل للتحقّق، وهو كمدرّب خبير يعلم جيّداً أنه إن رضخ لها وكسبت توقيعه دون جلب طلباته من اللاعبين قد يطيح بمسيرته التدريبية نحو الهاوية، خبرة لا يمتلكها سولاري الذي ربّما وضع نفسه في ورطة قد تأد مسيرته التدريبية التي لم تولد بعد.  

اقرأ/ي أيضًا:

الكلاسيكو الإسباني بعين الصحافة الرياضية الأوروبية

البارسا يتصدّر الليغا ويخسر ميسي.. ولوبيتيجي يكتب تاريخ الريال الأسود