16-نوفمبر-2020

وفاة وليد المعلم، وزير خارجية النظام السوري (أ.ب)

ما إن يُذكر اسم وزير الخارجيّة السوريّة وليد المُعلّم، حتّى تأتي فورًا للأذهان تصريحاته المُثيرة للجدل حيال أحداثٍ مُختلفة شهدتها سوريا خلال تسع سنوات مرت على انطلاق الثورة السورية، سَخِرَ فيها من المُحتجّين السلميين، وأنكر وجود أيّ احتجاجاتٍ ضدّ نظام بشّار الأسد الذي أيَّد حملتهُ الدمويّة ضدّ الشّعب السوريّ باعتبارها، وفقًا لرواية النظام نفسه، حربًا مشروعة ضدّ الإرهاب، واصفًا في تصريحاته المُعارضين لهُ بـ "الإرهابيين" المدعومين من الولايات المُتحدّة الأمريكيّة والدول الأوروبيّة، ومُستغلًّا كلّ الفرص المُتاحة لتسويق روايته عمّا حدث ويحدث منذ بداية الاحتجاجات الشعبيّة، وتلميع صورته أيضًا محليًّا وعالميًّا، وذلك قبل أن يُفارق الحياة فجر الإثنين 16 تشرين الثاني/نوفمبر.

ما إن يُذكر اسم وزير الخارجيّة السوريّة وليد المُعلّم، حتّى تأتي فورًا للأذهان تصريحاته المُثيرة للجدل حيال أحداثٍ مُختلفة شهدتها سوريا خلال تسع سنوات مرت على انطلاق الثورة السورية

حياته ودراسته

ولد المعلّم في 17 تمّوز/ يوليو سنة 1941 في مدينة دمشق، ودرس في المدارس الرسميّة بدءًا من 1948 وحتّى عام 1960، تاريخ حصوله على الشهادة الثانويّة والتحاقه بجامعة القاهرة التي تخّرج منها بسنة 1963 بعد أن حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسيّة والاقتصاد.

قرأ/ي أيضًا: أعتى 11 كذبة للنظام السوري

دخل بعد تخرجّه الحياة الدبلوماسيّة من بوّابة وزارة الخارجيّة السوريّة التي عمل منذ عام 1964 في بعثاتها الدبلوماسيّة في دول تنزانيا والمملكة العربيّة السعوديّة وإسبانيا والمملكة المُتّحدة، قبل أن يُعيَّن سفيرًا لدى جمهوريّة رومانيا منذ سنة 1975 وحتّى 1980، ليعود بعدها للعمل مُديرًا لإدارة التوثيق والترجمة في الوزارة حتّى عام 1984، ومن ثمّ مديرًا لإدارة المكاتب الخاصّة حتّى 1990.

صعوده في الحياة الدبلوماسيّة

تعود بدايات ظهور وليد المُعلّم في الميادين الدبلوماسيّة إلى عام 1990 حينما عُيِّنَ سفيرًا لدى الولايات المُتّحدة الأمريكيّة لغاية سنة 1999، وهي الفترة التي شهدت مفاوضات السلام مع دولة الاحتلال الإسرائيليّ، حيث لعب المُعلّم فيها دورًا أساسيًّا بدءًا من مؤتمر مدريد للسلام 1991، وصولًا إلى الاجتماعات المُباشرة التي جرت بين وزير الخارجيّة السوريّ حينها فاروق الشرع، ورئيس وزراء دولة الاحتلال آنذاك إيهود باراك سنة 1999.

عُيِّنَ بداية عام 2000 مُعاونًا لوزير الخارجيّة آنذاك فاروق الشرع، واستمرّ في عمله حتّى تاريخ الـ 9 من كانون الثاني/ يناير سنة 2005، حيث عُيّنَ نائبًا لوزير الخارجيّة، وكُلِّفَ بإدارة ملفّ العلاقات السوريّة – اللبنانيّة قبل وبعد اغتيال رئيس الوزراء اللبنانيّ الأسبق رفيق الحريري خلال فترة تُوصف بأنّها بالغة الصعوبة لنظام الأسد، إذ إنّ أحد أبرز نتائجها انسحاب القوّات السوريّة من لبنان، ومقاطعة النظام وعزله عالميًّا.

لعب المُعلّم دورًا أساسيًّا في فكّ العزلة الغربيّة المفروضة على نظام الأسد انطلاقًا من موقعه كوزير للخارجيّة، المنصب الذي تولّاه سنة 2006، ليبدأ حينها جولات دبلوماسيّة الغاية منها فتح صفحة علاقات جديدة مع الحكومات العربيّة والغربيّة، ولكنّها سرعان ما تأزّمت سنة 2011، بعد اندلاع الاحتجاجات الشعبيّة السلميّة التي واجهها النظام بحملة قمع دموية أشعلت شرارة الحرب الدائرة منذ نحو 8 سنوات.

موقفه من الاحتجاجات وتأييده لنظام عائلة الأسد

تزايد الظهور الإعلاميّ للمُعلّم بعد اندلاع الثورة السوريّة السلميّة بهدف الترويج لرواية النظام الذي يُعتبر أحد أركانه، إذ أنكر وجود ثورة ووصف المُتظاهرين السوريين بـ "الإرهابيين" المدعومين من الولايات المٌتّحدة الأمريكيّة وأوروبّا التي قام بمسحها عن الخارطة، حينما أطلق تصريحه الشهير "سننسى أنّ أوروبّا على الخارطة"، ردًّا على المواقف الأوروبيّة المؤيّدة لثورة السوريين، والعقوبات التي فرضها الاتّحاد الأوروبيّ على أبرز رموز نظام عائلة الأسد الذي ادّعى المُعلّم خلال زيارة للعاصمة الإيرانيّة طهران أنّه يواجه حربًا كونيّة.

تزايد الظهور الإعلاميّ للمُعلّم بعد اندلاع الثورة السوريّة السلميّة بهدف الترويج لرواية النظام 

ويُعدّ المُعلّم الذي عُرِفَ خلال سنوات المفاوضات السوريّة – الإسرائيليّة بأنّه من دُعاة الوصول إلى تفاهمات تُفضي إلى تسوية طويلة الأمد بين الطرفين؛ ومن أبرز المؤيدين لاستخدام العنف والعنف المُفرط ضدّ الشّعب السوريّ، الأمر الذي شكَّل، بالنسبة للمُطّلعين على دوره خلال مفاوضات بلاده مع دولة الاحتلال، مُفاجأة كبيرة، لا سيما مع استمراره في تأييد الخيار العسكريّ وفقًا لما تكشفه محاضر الاجتماعات مع رئيس بعثة مراقبي جامعة الدول العربيّة، الفريق محمد أحمد الدابي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ماذا بعد تشكيل لجنة الدستور السوري؟

معرض إعادة إعمار سوريا.. إيران تعزز نفوذها على أنقاض السوريين