20-أغسطس-2018

رياض نعمة/ العراق

كما تعلمين أن الكهرباء ليستْ بالمجان

وراتب أبي التقاعدي لا يمتط ولا يغطي آخر يوم بالشهر

الذي يبدو كفخذ عار

يجلب عار الديون للعائلة

وشقتنا في الطابق الثاني

تبدو بوسط إنارة الشقق الأخرى

كعين مفقوءة

وقنينة الغاز نغلقها بأحكام

كما نغلق ثقوب أيامنا بالعزلة

كي لا يتسرب العوز منها

لكن كل هذا

لا يجعل أهلي آمنين من الحرائق

التي قد تحدث الآن

وأنا أقول أحبك بيني وبين نفسي.

*

 

كان منزلنا ضيقًا جدًا

تشاركنا فواتير الكهرباء

الهواء الذي نتنفسه

كلما تكدست عند باب المدخل

وكنا نطرد فردًا من العائلة

حين نشتري قطعة أثاث جديدة.

حتى أننا كبرنا

أنا وأختي

من دون أمنيات تضيّق علينا مساحة معيشتنا

وعندما ننادي أحدًا

نخرج للشارع

ثم نعود حين تختفي أصواتنا

وهكذا..

عندما خرجت من البيت جنازة أبي

خرجنا معها

وبقيت أمي تناديه وحدها

فيما نحن للآن في الشوارع

ندعي أننا تائهون

لكي لا نعود ونجدها مدفونة بين الصدى.

 

اقرأ/ي أيضًا:

صورة مقلوبة للتّوأم

حلوى الرجل الخمسيني

دلالات: