17-ديسمبر-2017

فريد بلكاهية/ المغرب

استطاعت الشّركات الاقتصادية والمنتجات التّجارية اليابانية أن تصل إلى الفضاء العربي بكثافة، في ظلّ انغلاق المشهد الثقافي العربي على ملامح الثقافة اليابانية، رغم أن نصف البلاد العربية تشترك مع اليابان في القارّة نفسها. غير أن قصيدة الهايكو اليابانية بروحها ومعمارها وفلسفتها الممجّدة للطبيعة كانت الاستثناء، فأضحت تجد معجبين بها كتابةً وقراءةً في معظم الدّول العربية.

أضحت قصيدة الهايكو اليابانية تجد معجبين بها كتابةً وقراءةً في معظم الدّول العربية

بل إنّ هناك مشاهدَ أدبيةً عربيةً باتت كتابة الهايكو فيها تنافس الأنماط الشّعرية المعروفة فيها تاريخيًا، مثلما هو الحال في المشهد المغربي. مع ذلك ظلّت المنابر المحتفية بالتجربة نشرًا ونقدًا نادرة وضعيفة التّأثير.

اقرأ/ي أيضًا: المسرح الفكاهي يسترجع مهرجانه في الجزائر

في ظلّ هذا المعطى، بادر "بيت الشّعر في المغرب" ببعث ملتقى شعراء الهايكو نهاية الشّهر الجاري، تحت شعار "الهايكو مغربي أيضًا". حيث سيلتقي 25 مشتغلًا على هذا الفنّ الشّعري ليلقوا إبداعهم في مدينة إفران، التي تتحوّل في فصل الشّتاء إلى مكان شبيه بالمكان الياباني، الذي طلع منه هذا النّوع من الشّعر أصلًا.

[[{"fid":"97419","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"بيت الشعر","field_file_image_title_text[und][0][value]":"بيت الشعر"},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"بيت الشعر","field_file_image_title_text[und][0][value]":"بيت الشعر"}},"link_text":null,"attributes":{"alt":"بيت الشعر","title":"بيت الشعر","height":283,"width":200,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]

يقول بيان "بيت الشّعر" إن برنامج الملتقى الأوّل لشعراء الهايكو في المغرب يتضمّن جُملة من الفقرات الشّعرية والثقافية والفنّية، التي ستُضيءُ جوانب من هذه الكتابة التي صارت تحتّلُ مكانة متميّزة في النّسيج الشعري المغربي نظرًا لانفتاحها على أبعاد جمالية جديدة؛ تنبثقُ من فلسفة إعادة مساءلة زوايا النظر إلى القضايا والأشياء والموجودات، وتستمدّ بناءها من عناصر المشهدية الحيّة والبساطة المدهشة.

منها جلسة نقدية حول تجربة الهايكو المغربي يشارك فيها نقاد وباحثون مهتمون بالموضوع ومعرض لفن "الهايغا" الذي يشتغل على الرسومات والإبداع التشكيلي والكاليغرافي والفوتوغرافي المرافق لشعر الهايكو بمساهمة فنانين مغاربة ينتمون لـ "نادي الضفادع " بمدينة وجدة؛ وتوقيع دواوين من شعر الهايكو مع قراءات حرّة.

يقول الشاعر والأكاديمي مراد القادري لـ"الترا صوت" إنّ من مهامّ بيت الشعر في المغرب رعاية الحساسيات الشعرية المستجدّة في المشهد المغربي، وحمايتها من السّلفيات الشّعرية التي لا تراعي سياقات المثقافة، والعمل على توطينها محلّيا لخلق حالة من التنوّع والثّراء، "وقصيدة الهايكو تمثّل واحدة من هذه الحساسيات الشّعرية الوافدة باسم التبادل الإنساني بين الشّعوب، وعلى المنظومة الثقافة العربية أن ترعاها باسم الانتماء إلى هذا البعد المشترك".

 

اقرأ/ي أيضًا:

"من أجل القدس".. بيان عربيّ أطلقه عراقيّون

"الأركانة العالمية" لشاعر الطوارق محمدين خواد