13-سبتمبر-2017

خلال إحدى الجلسات

بادرت الكاتبة التونسية هيام فرشيشي عام 2016، في مدينة بن عروس الواقعة في الضاحية الجنوبية لتونس العاصمة، إلى إطلاق مشروع "بيت السّرد"، "لحاجة المدينة إلى نادٍ يحتضن نصوصها وحكاياتها. إذ علينا ألا نغفل حاجة مدننا إلى ذلك، وإلا أصبحت مجرّد قرى إسمنتية منفوخة". وقد التقطت مديرةُ الثقافة الفكرةَ، فوفّرت ما يحتاجه تجسيدها من دعم.

عمل "بيت السّرد" على أن يأتي السّارد إلى المنصّة ليسمع رأي القارئ والناقد في تجربته ورؤاه

عمل "بيت السّرد" على أن يأتي السّارد إلى المنصّة ليسمع رأي القارئ والناقد في تجربته ورؤاه، أكثر ممّا يتحدّث. تقول هيام فرشيشي: "نتفحّص التجربة من زوايا مختلفة، ونشير إلى مواطن الخلل والغموض، معتمدين مداخل علمية وفلسفية". تضيف: "عادة ما نعدّد الضيوف، مع مراعاة الهاجس المشترك بينهم، حتى يمثلوا جميعًا طرفًا في النقاش، فيما تمثل القاعة طرفه الثاني".

اقرأ/ي أيضًا: "شمس على نوافذ مغلقة".. ليبيون يكتبون في الظلام

كل ذلك، تقول محدّثة "الترا صوت"، بحثًا عن أسس فكرية وقيم جمالية جديدة. "وهذا لن يتأتّى إلا بطرح أسئلة متجاوزة وغير مستهلكة ومكرورة في عالم السّرد. إذ علينا أن ندرك أن السؤال القديم يجهض التجارب المجدّدة، وينعش تلك القديمة والمؤمنة بالتقليد".

من بين المحاور التي اشتغلت عليها ندوات "بيت السّرد"، في شهور التأسيس الأولى "الصورة الفنية"، و"الشخصية القصصية المركبة"، و"تجلّيات الذاكرة في السّرد"، و"مظاهر التجريب في المدوّنة القصصية التونسية"، و"جدلية الفن والواقع في نماذج قصصية تونسية"، من خلال رصد التمثلات النفسية والاجتماعية والقيم الفنية والجمالية، و"أنماط الكتابة المختصرة"، و"صورة المرأة في السّرد التونسي بين المعلن والمسكوت عنه".

وكانت عودة البيت إلى النشاط خلال الموسم الجديد، بداية سبتمبر/ أيلول، من خلال جلسة مفتوحة على تجليات المقدّس والمدنّس، في رواية "جهاد ناعم" لمحمد عيسى المؤدّب، ورواية "نوّة" لوحيدة المي، وقصص "ليلة رأس ميدوزا" لنجيبة الهمّامي، و"شاي بالنعناع" لوليد بن أحمد، و"كتاب الليل" لسوسن العجمي، وقصائد "على جسدي وشمت تمائمي" لريم القمري.

ينوي بيت السّرد، بحسب هيام فرشيشي، في جلساته القادمة، أن يستقبل مبدعين ذوي تجارب واعية في فنون أخرى، مثل المسرح والسينما والتشكيل والعمارة والنحت، "فكلها روافد تغذي مخيلة السّارد، وتطوّر أدواته، ذلك أن السّرد الحديث هو ثمرة لحوار الفنون والأجناس الأدبية المختلفة".

 

اقرأ/ي أيضًا:

سينتيا فلوري: نهاية الشجاعة

قاهرة مكاوي سعيد