12-مارس-2022

بات أزيد من 2500 مدرسة في اليمن غير صالحة للاستخدام (Getty)

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف السبت عن مقتل وإصابة 47 طفلًا جراء الصراع في اليمن خلال شهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير الماضيين.

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف السبت عن مقتل وإصابة 47 طفلًا جراء الصراع في اليمن خلال شهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير الماضيين

وفي بيان لممثل المنظمة باليمن فيليب دواميل، قال إنه "في أعقاب اشتداد النزاع عام 2021 يستمر تصاعد العنف هذا العام، وكالعادة الأطفال هم الأكثر معاناة". وأضاف "تفيد تقارير بأن 47 طفلًا على الأقل قتلوا أو أصيبوا خلال أول شهرين من هذا العام في مناطق عدة باليمن".

التلفزيون العربي

وأشار دواميل إلى أنه "منذ تصاعد النزاع في اليمن قبل حوالي سبع سنوات، تحققت الأمم المتحدة من مقتل وإصابة أكثر من 10,200 طفل، ومن المرجح أن تكون الأرقام الفعلية أعلى بكثير"، ودعا "أطراف النزاع وأولئك الذين بإمكانهم التأثير عليهم، لحماية المدنيين وضمان سلامة ورفاه الأطفال في كافة الأوقات". وتابع: "أصبح العنف والبؤس والحزن أمرًا شائعًا في اليمن مع عواقب وخيمة على ملايين الأطفال والعائلات"، مشددًا على أن الوقت "حان للتوصل إلى حلٍ سياسيٍ مستدام حتى يتسنى لليمنيين وأطفالهم أن يحظوا بالعيش في السلام الذي يستحقون".

وكان تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والذي صدر في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي تحت عنوان "تقييم أثر النزاع في اليمن: مسارات التعافي" قد قدّر أن الحرب في اليمن تسببت بمقتل 377 ألف شخص بعد سبع سنوات على اندلاعها. وجاء "ما يقرب من 60% من ضحاياها لأسباب غير مباشرة مثل سوء التغذية والجوع والأمراض". وأضاف التقرير أن "الوفيات المباشرة الناجمة عن الأعمال القتالية نسبتها 40% من الحصيلة، بما يعني أن عددها 150 ألفًا و800".

 وشكل المدنيون القسم الأكبر من الضحايا حيث دفعوا ثمن الحرب والدمار، كما بلغت خسائر اقتصاد البلاد نحو 126 مليار دولار. وأدى الصراع في اليمن إلى انهيار في قطاعات الصحة والاقتصاد والتعليم وغيرها في البلاد، فيما يعيش أكثر من 3,3 مليون نازح في مدارس ومخيمات لا تتوفر على الحد الأدنى من النظافة بالإضافة لشح المياه الصالحة للشرب ما أدى إلى تفشي الأمراض كالكوليرا.

وبحسب اليونيسف بات أزيد من 2500 مدرسة في اليمن غير صالحة للاستخدام، إذ تم تدميرها أو تحويلها لمواقع عسكرية أو استخدامها كمراكز إيواء للنازحين. وأشارت الأمم المتحدة في تقديرات سابقة إلى وجود حوالي مليوني طفل تقريبًا خارج المدارس.

بالإضافة لذلك، قدم خبراء للأمم المتحدة تقريرًا إلى مجلس الأمن ونشر في كانون الثاني/يناير الماضي وحصلت وكالة أسوشييتد برس على نسخة منه، تحدّث عن عملية تجنيد واسعة للأطفال في اليمن. وقال تقرير الخبراء إنهم  يملكون  قائمة لـ 1406 طفل تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عامًا جنّدهم الحوثيون ولقوا حتفهم في ساحة القتال بين كانون الثاني/ يناير 2020 وأيار/مايو 2021. وأشار تقرير لجنة الخبراء المكونة من أربعة أعضاء بأنه "في أحد المعسكرات تم تعليم أطفال لا تتجاوز أعمارهم 7 سنوات تنظيف الأسلحة وتفادي الصواريخ".

 وأضاف الخبراء أنهم "وثقوا 10 حالات تم فيها اصطحاب أطفال للقتال بعد أن قيل لهم إنهم سيسجلون في دورات ثقافية، و9 حالات تم فيها تقديم المساعدات الإنسانية أو رفضها للأسر فقط على أساس مشاركة أطفالهم في القتال، أو للمعلمين على أساس ما إذا كانوا يدرسون مناهج الحوثيين، وحالة واحدة تم فيها ارتكاب عنف جنسي ضد طفل خضع لتدريب عسكري".

بات أزيد من 2500 مدرسة في اليمن غير صالحة للاستخدام، إذ تم تدميرها أو تحويلها لمواقع عسكرية أو استخدامها كمراكز إيواء للنازحين

ويشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم وفق تقارير للأمم المتحدة بسبب الحرب المدمرة والمستمرة منذ نحو 7 سنوات بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري تقوده المملكة العربية السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء منذ أيلول/ سبتمبر 2014، وتسبّبت الحرب في نزوح الملايين عن منازلهم وتدمير مئات المدارس وتعطيل النظام الصحي.