12-فبراير-2023
زلزال تركيا

تعاني فرق الإنقاذ من نقص حاد في الآليات والعناصر في شمال غربي سوريا (Getty)

قالت منظمات حقوقية، إن فرق الإنقاذ المحلية في شمال غربي سوريا، تقف وحيدةً في عملها بعمليات البحث والإنقاذ في الشمال السوري، وذلك بحسب بيان صدر، اليوم الأحد، عن 187 منظمة حقوقية وإنسانية سورية وعربية ودولية.

تقف هذه الفرق المحلية وحيدة اليوم، وخاصة أن الفرق التي تساندها في خطوط الإمداد واللوجستيات وإدارة البرامج والعمليات والتنسيق من جنوب تركيا نفسها قد تعرضت لآثار الزلزال بشكلٍ عنيف

وجاء في البيان، "لقد مرت أكثر من 96 ساعة على الزلزال، وقد باتت آمال فرق البحث والإنقاذ شبه معدومة في إنقاذ مزيد من الأرواح، لاسيما أنه حتى الآن لم تصلهم أي فرق مساندة في شمال غرب سوريا".

وأضاف البيان"تقف هذه الفرق المحلية وحيدة اليوم، وخاصة أن الفرق التي تساندها في خطوط الإمداد واللوجستيات وإدارة البرامج والعمليات والتنسيق من جنوب تركيا نفسها قد تعرضت لآثار الزلزال بشكلٍ عنيف، مما أدى إلى تعطل كبير في آليات العمل الإنسانية المعتمدة". 

وأشار البيان إلى أن المنظمات الإنسانية فقدت عددًا كبير من طواقمها، فيما "يعمل العدد المتبقي في ظروف طارئة من ملاجئ أو من داخل سياراتهم، بدون كلل لعلهم يصلوا بصوتهم إلى العالم".

وتحدث البيان عن وصول عدد الضحايا في شمال غرب سوريا إلى ما يقارب 2030 من الضحايا، وأكثر من 11000 جريح تم استقبالهم في مشافي شمال غرب سوريا التي تعمل بالأساس فوق طاقتها الاستيعابية، بالإضافة إلى تهدم ما يزيد عن 2000 بناء كليا و5100 من الأبنية التي تضررت بشكل جزئي مما يترك 11000 عائلة دون مأوى.

وحول ظروف العمل في الشمال السوري، الذي ضربه الزلزال، قال البيان: "العمّال الإنسانيين المتواجدين في شمال غرب سوريا باتوا يعملون في ظروف مستحيلة وسط نقص حاد في الإمكانيات والمعدات، وقدرات محدودة في القطاع الطبي. وإذ نثمن الجهود الدولية التي تداعت للاستجابة للاحتياجات المتفاقمة في الجنوب التركي وفي التوافد إلى دمشق لدعم فرق الانقاذ وفرق الاستجابة الإنسانية ،إلا أن منطقة شمال غرب سوريا، حيث الأضرار الجسيمة، ما زالت تعمل حتى اللحظة بالموارد المحلية فقط دون دخول أي فرق بحث وإنقاذ أو قوافل مساعدات مخصصة للاستجابة للزلزال. إن العوائق البيروقراطية والسياسية هي السبب الرئيسي لخسارة المزيد من الأرواح البريئة التي مازال بالإمكان إنقاذها".

وطالب البيان، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومنسق الإغاثة الطارئة مارتن غريفيث توجيه كافة الآليات والوكالات الأممية للعمل بتفويض مباشر من الأمانة العامة للأمم المتحدة، وتجاوز كافة الصعوبات اللوجستية واستخدام كافة المعابر الممكنة عبر الحدود للوصول إلى شمال غرب سوريا.

كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى شمل مناطق شمال غرب سوريا بآلية الحماية المدنية التي سيتم تفعيلها وخاصة دخول المعدات والفرق عبر الحدود لمساندة الفرق المحلية في شمال غرب سوريا.

وفيما يخص الولايات المتحدة الأمريكية، طالبها البيان باستخدام قدراتها اللوجستية في منطقة الشرق الأوسط بالتنسيق مع دول الجوار لنقل المساعدات الموجودة في مستودعاتها وتقديم كافة المساعدات لدعم الجهود اللوجستية لكافة الوكالات الإنسانية لتذليل عقبات الوصول باتجاه منطقة شمال غرب سوريا.

وأشارت البيان إلى السلطات التركية، مطالبًا إياها بالعمل على إصلاح الطرق المتضررة الواصلة إلى المعابر الحدودية، وتقديم كافة التسهيلات لدخول فرق الإنقاذ والفرق الطبية التي تحضر لمساندة الفرق المحلية من كافة الدول وبشكلٍ سريع، وكافة التسهيلات لعبور المساعدات والتجهيزات اللازمة في عمليات البحث والإنقاذ.

العمّال الإنسانيين المتواجدين في شمال غرب سوريا باتوا يعملون في ظروف مستحيلة وسط نقص حاد في الإمكانيات والمعدات، وقدرات محدودة في القطاع الطبي

واختتم البيان بالإشارة إلى كافة آليات التمويل الإنسانية والجهات المانحة والشركاء الدوليون، مطالبًا إياهم في ضخ مساعدات إضافية تتناسب وحجم الاستجابة الانسانية المتعلقة بآثار الزلزال على المدى المتوسط والطويل وخاصةً ترميم السكن تجنبًا لتفاقم مشكلة المأوى المستفحلة أصلاً في شمال غرب سوريا، بما يتجاوز المبالغ المخصصة سابقا للبرامج المحددة ضمن خطة الاستجابة الانسانية لسوريا لعام 2023.