أثارت الصور الملتقطة من حفل عيد الاستقلال اللبناني، موجة سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي. كانت توضح العلاقة القائمة بين الرئاسات الثلاث منذ قيام دولة لبنان، وتعكس ما تم تكريسه بعد اتفاق الطائف، وما أنتجه من "محاصصة" بين المراكز الأعلى في الدولة.
حصدت صورة توزيع "البونبون" في عيد الاستقلال موجة ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي
وعلى الرغم من رمزية الصور وعفويتها، إلا أنها لم تمر من دون جدل على "فيسبوك" و"تويتر"، وطبعًا مع لفتة "ساخرة"، لا تخلو من النقد اللاذع. خصوصًا أن الواقع اللبناني "المنقسم" أفقيًا وعموديًا، بشكل لا لبس فيه، تحفز هذه الصور ذاكرته وحاضره، وتستعرض أزمته.
وتظهر الصور رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري، يوزع الـ"بونبون" (حبوب محلاة)، على كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وتمر الحبات بين الأيادي بابتسامات، تظهرها لقطة أخرى، "راضية". وكأن الثلاثة ضجرون من جلستهم، يحاولون إيجاد شيء يلهيهم. وربط بعضهم هذه الصور، بواقع تشكيل الحكومة المتأزم حاليًا، لا سيما أن الحريري، لم يقدر على تشكيل أرضية نهائية لحكومته، التي تشوبها عراقيل كثيرة. ولم تنته الصيغ المقدمة على "فرز" الحقائب وتقسيمها بين الكتل والأحزاب.
اقرأ/ي أيضًا: "عون أكبر من بلدو".. موسم السخرية من الجنرال
وانتشرت الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، بشكل واسع، وحصدت آلاف التعليقات والمشاركات على "فيسبوك" و"تويتر". واستخدم البعض هاشتاغات من قبيل: #بونبون_الحريري، #جمهورية_البونبون، #بونبون_الاستقلال، وغيرها من الوسوم، التي شددت على "نكهة" ساخرة من المشهد برمته.
إضافة إلى صورة تجمع بري والحريري، وهما "يوشوشان" وعون ينظر إليهما بتجهم. وهذه الصورة، لاقت رواجًا عاليًا على الصفحات الزرقاء، إذ رافقتها تعليقات حول ما يقوله الرجلان لبعضهما وكيف يتلصص عليهما عون. وبطريقة ساخرة، حاول المستخدمون، كل على هواه، إضافة ما يقوله الرجلان لبعضهما، إذ كتب أحدهم أن بري يقول للحريري: "حاسس حالي ضجران؟"، فيجيبه الحريري: "هلق منروح منلعب ورق شدة".
الصور، التي صنفت بأنها "مسلية"، في الحقيقة جاءت بعض التعليقات لتدحضها، أي أن المستخدمين، على الرغم من إضفاء النكتة على تعليقاتهم، إلا أنها جاءت أيضًا، كنقد ومقاربة واقعية للسياسة في لبنان وممارستها. فالحريري، الذي ينتظر الانتهاء من "تقسيم" الحقائب، ليعلن تشكيل حكومته الجديدة، بدا كأنه يذكر بمشهد "الترويكا" المعروفة، التي كانت تجمع إلياس الهراوي ونبيه بري والحريري الأب. ما اختلف أمس، هو جلوس الثلاثة، قرب بعضهم البعض، ضجرين، يبحثون عن متعتهم، هذا ما كتبه أحد المستخدمين. وعلق آخر، أن "المحاصصة أظهرت نفسها علنًا. عم يوزعو بونبون مثل توزيع الحقائب".
وكتب جميل نهرا، "الحريري يوزع البونبون عقبال توزيع الحقائب"، فيما ذكر حساب ساخر بمشهد آخر كان يجمع نائلة معوض وصولانج الجميل، وهما يضعان "بونبونًا" في حقائبهما، بعد اجتماع الأمانة العامة لـ"14 آذار"، فكتب: "ناس بتضيف بونبون بالاستعراض العسكري، وناس بتعبي بونبون بجزدان ال-chanel باجتماع الأمانة".
اقرأ/ي أيضًا:
برلمان "مريام كلينك" ينتخب الجنرال
جعجع.. أول فخاخ تأليف حكومة الحريري؟