13-ديسمبر-2022
تشهد البرازيل منذ الإعلان عن فوز المرشح اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (Getty)

هاجم أنصار بولسونارو مقر الشرطة في العاصمة برازيليا (Getty)

تشهد البرازيل منذ الإعلان عن فوز المرشح اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في الانتخابات الرئاسية البرازيلية التي جرت في 30 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، احتجاجات من قبل أنصار الرئيس المنتهية ولايته جايير بولسونارو، مطالبين بإلغاء أصوات جرى الإدلاء بها بواسطة أجهزة التصويت الإلكترونية.

نصب أنصار الرئيس اليميني المتطرف مئات الحواجز على الطرق في جميع أنحاء البرازيل

ونصب أنصار الرئيس اليميني المتطرف مئات الحواجز على الطرق في جميع أنحاء البرازيل، واحتشدوا أمام الثكنات العسكرية ونصبوا الخيام، مطالبين الجيش بالتدخل لإلغاء نتائج الانتخابات، ومنع لولا دا سيلفا من استلام الحكم.

وفي آخر مشاهد العنف المتجددة حاول أنصار بولسونارو، أمس الاثنين اقتحام مقر الشرطة الاتحادية في العاصمة برازيليا.

ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان قيام أنصار بولسونارو، الذين يرتدون قمصان منتخب البرازيل لكرة القدم الصفراء التي يعرفون بها أو يتّشحون بالأعلام البرازيلية، بالدخول في مواجهات مع قوات الأمن قرب مقر الشرطة الاتحادية، فيما تدخلت قوات الأمن بإطلاق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريقهم، ورد المحتجون بإضرام النيران في الحافلات والسيارات التي كانت في الجوار.

getty

وأصدرت الشرطة الاتحادية بيانًا قالت فيه إن الاضطرابات التي وقعت قرب مقرها يتمّ التعامل معها بدعم من قوات الأمن في العاصمة. وأشارت رويترز إلى أن أعمال العنف وقعت بعد أن أمر قاضي المحكمة العليا ألكسندر دي مورايس، الذي قاد التحقيقات ضد بولسونارو وحلفائه، أمس الاثنين بالقبض على خوسيه أكاشيو سيريري زافانتي بزعم "قيامه بأعمال مناهضة للديمقراطية".

وقالت المحكمة العليا في بيان إن مورايس "أصدر قرارًا باعتقال مؤقت لمدة 10 أيام، لخوسيه أكاشيو سيريري زافانتي، بسبب أدلة على ارتكاب جرائم تهديد، والمشاركة في أعمال مناهضة للديمقراطية"، وأضاف بيان المحكمة، أن "زافانتي قاد احتجاجات في جميع أنحاء العاصمة، واستخدم منصبه كرئيس لشعب السكان الأصليين، لتجنيد السكان الأصليين وغير الأصليين لارتكاب جرائم، مهددًا لولا وقضاة المحكمة العليا".

ويعد زافانتي واحدًا من قادة المجتمعات الأصلانية في البرازيل، وهو من أنصار بولسونارو، ومن أبرز من قاد الاحتجاجات الرافضة لنتائج انتخابات 30 تشرين الأول/ أكتوبر. وكتب زافانتي عبر حسابه على تويتر الشهر الماضي "لا يمكنني قبول المجرمين في البرازيل، لا يمكن اعتماد لولا".

getty

وفي وقت سابق من، أمس الاثنين، أقرت محكمة الانتخابات الاتحادية فوز لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في انتخابات الرئاسة التي جرت في 30 تشرين الأول/ أكتوبر.

وكانت اللجنة العليا للانتخابات في البرازيل قد رفضت الشهر الماضي طلبًا تقدم به الحزب الليبرالي الذي يقوده بولسونارو بإلغاء أصوات جرى الإدلاء بها بواسطة آلات التصويت الإلكترونية، وفرضت عليه غرامةً تزيد عن 4 ملايين دولار لرفعه القضية "بسوء نية".

وتجمّع المئات من أنصار بولسونارو خارج المقر الرئاسي، بعد ظهر أمس الاثنين، حاملين لافتات تدعو إلى "تدخل عسكري" من قبل الجيش، وانضم إليهم بولسونارو في صلاة عامة، لكنه لم يخاطب الحشد.

وخلال الأسبوع الماضي، كسر بولسونارو أسابيع من الصمت، منذ هزيمته في الانتخابات، وتحدث إلى أنصاره قائلًا "لقد كنت صامتًا لمدة 40 يومًا تقريبًا، إنه أمر مؤلم، يؤلم روحي، لقد كنت دائمًا شخصًا سعيدًا بينكم، حتى أنني أخاطر بحياتي بين الناس". وأضاف مخاطبًا أنصاره "من يقرر وجهتنا هو أنتم، من يحدد الاتجاه الذي تسير فيه القوات المسلحة أنتم".

getty

وحملت تصريحات بولسونارو تلميحات لتدخل الجيش في المشهد السياسي البرازيلي، قائلًا "القوات المسلحة ستحترم دستور البرازيل"، مضيفًا أن "القوات المسلحة هي حصن البرازيل لمنع الاشتراكية في البلاد"، وتابع الرئيس اليميني "القوات المسلحة موحدة، وهي تدين بالولاء لشعبنا وتحترم الدستور، كما أنها مسؤولة عن حريتنا".

وقد أعادت مشاهد العنف ونظرية المؤامرة، التذكير بالاجتياح الذي وقع لمبنى الكابيتول الأمريكي في كانون الثاني/ يناير 2021، من قبل أنصار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وهو ما دفع إلى التحذير من أحداث أمنية ترافق عملية تنصيب لولا رئيسًا للبلاد في الأول من كانون الثاني/ يناير المقبل في احتفال عام في العاصمة برازيليا.

التحذير من أحداث أمنية ترافق عملية تنصيب لولا رئيسًا للبلاد في الأول من كانون الثاني/ يناير المقبل

وفي هذا الإطار، قال السناتور راندولف رودريغيز، وهو أحد مساعدي لولا الرئيسيين، إن هناك مخاوف بشأن السلامة الجسدية للرئيس المنتخب، ونائب الرئيس المنتخب جيرالدو ألكمين، حيث أحاط متظاهرون من أنصار بولسونارو بالفندق الذي يقيم فيه الرئيس في برازيليا. وقال مسؤولو الشرطة الاتحادية في برازيليا إنهم قاموا بتأمين المنطقة المحيطة بالفندق الذي يقيم فيه لولا.