25-يناير-2017

عبد القادر علولة مع مسرحيين في الجزائر (من أرشيف مراد سنوسي)

استضاف فضاء "صدى الأقلام"، في الجزائر العاصمة، الإعلامي بوعلام رمضاني، في حديث مفتوح عن مواكباته المسرحية منذ مطلع ثمانينيات القرن العشرين، حيث أتيح له أن يلتقي نخبة من المخرجين والممثلين الذين وصفهم بأسود المسرح في الجزائر، مثل سليمان بن عيسى وامحمد بن قطاف وصيراط بومدين وصونيا ومصطفى كاتب.

يشكل عبد القادر علولة حالة فنية وإنسانية تمثل نموذجًا حقيقيًا للمثقف الملتزم 

ووقف رمضاني مطولًا عند تجربة عبد القادر علولة الذي قال إنه يشكل حالة فنية وإنسانية تمثل نموذجًا حقيقيًا للمثقف الملتزم الذي جعل المسرح ثقافة عامة في الأوساط الشعبية، من خلال سلوكه ونضاله وخطابه، وهو ما جعله يبقى حيًّا في الوجدان العام، ويستمرّ في الحضور حتى بعد رحيله. ولم يخفِ تفضيله التجربة المسرحية لصاحب "الأجواد" على تجربة صاحب "الجثة المطوقة" كاتب ياسين، "لقربها من الملامح الحضارية للشعب الجزائري".

اقرأ/ي أيضًا: فتح النور بن إبراهيم.. حين يمرض العرّاب

وتساءل، بحضور نخبة من المسرحيين والإعلاميين، عن السّياقات الموضوعية التي أدّت إلى الهوّة بين الجيل السابق والجيل الجديد، حيث يمكن أن يجهل أحدهما قامة تنتمي إلى أحدهما، وهو ما لا يوجد في المشهدين التونسي والمغربي مثلًا، في غياب التراكم الصحّي في هذا الباب. وحاول أن يقارن بين حرارة وغزارة الفعل الثقافي خلال فترة السبعينيات والثمانينيات والوقت الحالي، "إذ ليس من المعقول أن تنتج مسرحية في السابق بميزانية هزيلة، فتتحوّل إلى علامة فارقة، وتنتج عشرات الأعمال المسرحية اليوم بميزانيات ضخمة، من غير أن ترسخ في الأذهان".

وأشار رمضاني الذي قال إن ظروفًا عائلية أدّت به إلى أن يستقرّ في فرنسا، من غير أن ينقطع عن الاهتمام بثقافة بلاده، إلى مفارقة جزائرية محيّرة، هي أن الجزائريين كثيرًا ما يتحدّثون عن مؤامرة أجنبية تحاك ضد بلادهم، بالنظر إلى ما تمثله من قيم ثورية وحضارية وسياسية، لكنهم، في المقابل، يسمحون باستفحال فراغ ثقافي وإعلامي، لا ينسجم مع تلك القيم. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

المهرجان الجزائري للمسرح المحترف.. دورة متقشّفة

عبد الله بهلول.. أن تمارس المسرح وتدرسه