25-يناير-2023
gettyimages

تطالب بوركينا فاسو خروج فرنسا منها خلال شهر (Getty)

أكدت بوركينا فاسو، على إنهاء اتفاقيتها مع فرنسا، مطالبةً قوات باريس المتواجدة على أراضيها بالانسحاب منها في غضون شهر، وفي أول تفاعل مع طلب بوركينا فاسو، طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سلطات واغا دوغو بتوضيحات بشأن طلبها، مشيرا إلى أنه ينتظر من الرئيس البوركينابي إبراهيم تراوري "أن يتمكن من التحدث، فقد فهمت أن الرسائل التي تم تداولها في هذا الشأن تنطوي على غموض كبير"، وفق تعبيره.

أكدت بوركينا فاسو، على إنهاء اتفاقيتها مع فرنسا، مطالبةً قوات باريس المتواجدة على أراضيها بالانسحاب منها في غضون شهر

وجاءت تصريحات ماكرون الأخيرة خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتز، اتّهم فيه روسيا بمزاحمة الوجود الفرنسي في أفريقيا وبوركينا فاسو خصوصًا.

وكانت بوركينا فاسو طالبت في بيان صادر عن حكومتها القوات الفرنسية الموجودة فوق أراضيها بمغادرة البلاد في غضون شهر من تاريخ القرار، مؤكّدةً أن هذا القرار لا يعني "قطع العلاقات مع فرنسا وإنما يقتصر فقط على اتفاقيات التعاون العسكري بين البلدين".

يذكر أن هذا القرار، الذي طالبت باريس بتوضيح حيثياته، سبقته مظاهرات منذ أشهر في بوركينا فاسو تطالب برحيل القوات الفرنسية، وبرر المتظاهرون مطلبهم بفشل القوات الفرنسية في تحسين الأمن والوقوف في وجه الهجمات الإرهابية مع اتهامات لباريس بـ"التواطؤ مع الإرهابيين"، في المقابل يعتبر أنصار باريس أنّ المظاهرات موجّهة من طرف إرادة سياسية تبحث منذ فترة عن مبرّر لقرار "فسخ اتفاقيات التعاون العسكري التي استقدمت على أساسها القوة الفرنسية" على إثر التقارب بين القيادة الحالية مع روسيا، وفي هذا الصدد يشير البعض إلى تصريحات لرئيس وزراء بوركينا فاسو أبولينير يواكيم كييليم دو تامبيلا في لقاء جمعه بالسفير الروسي مؤخرًا قال فيها "إن روسيا هي خيار المنطق في الدينامية التي تمر بها البلاد والمنطقة"، مضيفا: "أعتقد أن شراكتنا مع روسيا يجب أن تتعزز".

وكانت آخر موجات الغضب من تواجد القوات الفرنسية في بوركينا فاسو، قبل أيام بعد اختطاف جماعات متطرفة حوالي 60 امرأة، ولم تدخل القوات الفرنسية في عملية الإنقاذ، رغم زعمها أن تواجدها يهدف لمواجهة الجماعات المتطرفة، المرتبطة بشكلٍ فضفاض في تنظيم القاعدة وداعش.

وبات من المرجّح أن تُقدم دولة مالي المجاورة لبوركينا فاسو على خطوة مشابهة، قد  سبق للمجلس العسكري فيها الصيف الماضي أن حذّر القوات الفرنسية بوجوب مغادرة البلاد بعد تسع سنوات من وجودها فيها.

وتتواجد القوات الفرنسية الموجودة في بوركينا فاسو في ضواحي العاصمة واغادوغو، ويصل تعدادها نحو 400 عنصر من القوات الخاصة الفرنسية، وحول الوجهة القادمة لهذه القوات بعد مغادرة بوركينا فاسو ذكرت مصادر مطّلعة لوكالة فرانس برس "أن الخيار الذي تفضله فرنسا هو إعادة نشر قواتها الخاصة في جنوب النيجر المجاور حيث ينتشر زهاء ألفي جندي فرنسي".

وقال الرئيس الرئيس الانتقالي لبوركينا فاسو، يوم الثلاثاء، إن: "النضال من أجل السيادة بدأ"، في إشارة إلى ما يدور في بوركينا فاسو، وتواجد القوات الفرنسية على أرضها التي هي بمثابة استعمار جديد، وهو ما نفته خريسولا زخاروبولو نائبة وزيرة الخارجية الفرنسية خلال زيارة لها إلى بوركينا فاسو بقولها: "فرنسا لا تفرض شيئًا ولسنا هنا للتأثير على أي قرار أو خيارات معينة".

بات من المرجّح أن تُقدم دولة مالي المجاورة لبوركينا فاسو على خطوة مشابهة، قد  سبق للمجلس العسكري فيها الصيف الماضي أن حذّر القوات الفرنسية بوجوب مغادرة البلاد

ويظهر أن فرنسا تحاول إطالة الوقت قبل الإعلان عن انسحابها في ظلّ تعويلها ربما على ما يرد في تقارير عن خلافات داخل السلطة الانتقالية في بوركينا فاسو حول الوجود الفرنسي، وأن الرئيس الانتقالي يواجه صعوبة في إقناع الطغمة العسكرية الحاكمة بقراره طرد القوات الفرنسية.