وجّه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، هجومًا لاذعًا إلى زعماء أوروبا، فيما كال في المقابل المديح للرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب.
وتأتي تصريحات بوتين بالتزامن مع إعلان الإدارة الأميركية عن إطلاق محادثات جادة مع الروس لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وإعلان الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، أنّ استبعاد كييف من المحادثات بشأن إنهاء الحرب سيكون خطيرًا للغاية.
كما تتزامن التصريحات مع إعلان المبعوث الأميركي الخاص إلى أوكرانيا وروسيا أنّ واشنطن تريد من كييف إجراء انتخابات بعد وقف الحرب، متحدثًا عن إمكانية إجرائها نهاية العام الجاري خاصةً إذا تمكنت كييف من الاتفاق على هدنة مع موسكو خلال الأشهر المقبلة. ويحذّر الأوروبيون من مغبّة أي اتفاق من شأنه أن يُخرج روسيا في نهاية المطاف منتصرةً.
بوتين ودق الأسافين بين ترامب والأوروبيين
زعم بوتين في تصريحاته التي تناقلتها وسائل الإعلام الروسية أن الرئيس الأميركي ترامب سيستعيد "النظام بسرعة كبيرة عبر شخصيته، ولن يكون أمام النخب الأوروبية سوى الرضوخ لأوامره".
وأضاف بوتين أنّ ما أسماها بالنخبة السياسية الأوروبية "حاربت ترامب بل وتدخلت في الانتخابات الرئاسية الأميركية وأصيبت بالارتباك عقب فوزه"، مؤكدًا أنها ستضطرّ قريبًا إلى "الوقوف عند أقدام سيدها وتهز ذيولها بلطف" وفق عبارة بوتين.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: الزعماء الحاليون في أوروبا لا يمتلكون شجاعة القتال عن آرائهم الخاصة على العكس من أسلافهم
ونبّه بوتين في تصريحاته القوية إلى أن زعماء القارة العجوز كانوا يفضلون جو بايدن ونائبته السابقة التي واجهت ترامب في الانتخابات كامالا هاريس، معتبرًا أنّ السبب وراء ذلك يكمن في أن ترامب يتبنّى "مفاهيم مختلفة بشأن ما هو جيد وما هو سيئ، بما في ذلك القضايا المرتبطة بالنّوع (الجندر) وقضايا التحول الجنسي، فضلًا عن قضايا أخرى سياسية وجيو استراتيجية"، معتبرًا أنّ زعماء أوروبا "لا يحبون ذلك".
مضيفًا أنّهم بمواقفهم من ترامب وسياساته "يفعلون أشياء لا تعنيهم"، لافتًا إلى وجود اختلاف بين ممثلي النخبة السياسية الأوروبية الحالية وأسلافهم، ففي حين كان أسلافهم في الماضي "يملكون الشجاعة للقتال من أجل آرائهم الخاصة، فإنه في الوقت الحالي لا يوجد مثل هؤلاء الأشخاص" على حدّ تعبير الرئيس الروسي، الذي يبدو حريصًا على إهانة خصومه الأوروبيين بعقد هذه المقارنة، وتبدو الرسالة موجهة بشكلٍ رئيسي نحو كلٍّ من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في فرنسا وأولاف شولتس في ألمانيا وستارمر في بريطانيا.
يشار إلى أنّ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، توعّد حلفاء بلاده الأوروبيين خلال حملته الانتخابية بفرض رسوم جمركية على وارداتهم للقضاء على ما يصفه بالاختلال والعجز التجاري الكبير في التبادلات الأميركية الأوروبية، وقد بدأ ترامب خلال هذا الأسبوع سياسة فرض الرسوم الجمركية مستهدفًا بها الصين وكندا والمكسيك.
كما يشار إلى أنّ باريس أعلنت في وقت سابق من هذا الأسبوع على لسان رئيس وزرائها ووزير خارجيتها أنّ الأوروبيين سيردّون بالمثل على أي عقوبات يفرضها ترامب، معتبرين أن أوروبا باتت تواجه تحدييْن هما التحدي الروسي والأميركي.
مفاوضات إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
أعلن ترامب، في وقت سابق، أن واشنطن بدأت فعليًا بإجراء "محادثات جادة للغاية مع موسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا"، معلنًا أنه"سيتحدث مع بوتين".
وتعليقًا على هذا التطور صرّح الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، قائلًا: "قد تكون لدى ترامب وبوتين علاقاتهما الخاصة، لكن الحديث عن أوكرانيا بدوننا أمرٌ خطير على الجميع".
ويتخوّف زيلينسكي من إبرام ترامب وبوتين تفاهمات على حساب ما يعتبر الأوكرانيون أنها خطوط حمراء بالنسبة إليهم، على غرار إقرار السيطرة الروسية على الأراضي التي تحتلّها.
وبدأت أصوات في كييف تتحدّث عن ضرورة عدم مسايرة الرغبة الأميركية، ومحاولة التوصل إلى تفاهمات مع الدول الأوروبية الرافضة لمسار مفاوضات إنهاء الحرب بصيغتها الحالية، ويطالب الدّاعون بهذا التوجه بإرسال الحلفاء الأوروبيين قوات خاصة للمشاركة في المجهود الحربي الأوكراني على الميدان، وتعويض الدعم الأميركي الذي قد يوقفه ترامب في أي لحظة.