19-أغسطس-2022
بوالو - فن الشعر

بوالو وكتابه فن الشعر

نيكولا بوالو (1636-1711)، المعروف اختصارًا باسم بوالو، هو كاتب وشاعر فرنسي وناقد من العصر الكلاسيكي. اعتنق أفكار الفيلسوف ديكارت الذي يؤمن بأن قيمة الإنسان تكمن في العقل وقد طالب بوالو بأن تكون الحقيقة هي أساس كل عمل يحترم العقل والطبيعة معًا.

"فن الشعر" كتاب رأى النور عام 1674. وفيه حاول المؤلف، في شكل شعريّ، أن يقوم بعملية التفريق بين ما يجب في الشعر وما لا. مع الدأب كبير للوصول إلى التعريف الأكثر قربًا من معنى الشعر.

اختير هذا المقطع من القصيدة الرابعة من الكتاب الصادر عن المركز القومي للترجمة عام 2009، بترجمة رجاء ياقوت.


قديمًا كان في فلورنسا طبيب مغمور 

مدعيًا العلم ولكنه قاتل خطير. 

كان وحده سببًا في شفاء البريَة. 

هذا يتيم يطالب بالثأر لأبيه، 

وهذا رجل يبكي أخاه. 

يموت مرضاه بندرة الدم أو بكثرته، 

البرد العادي يتحول على يديه إلى التهاب رئوي 

والصداع البسيط ينقلب إلى شرود. 

أخيرًا ترك الطبيب المدينة منبوذًا. 

إلا من صديق واحد أخذه إلى بيته الفاخر. 

صديقه هذا كان مغرمًا بفن العمارة. 

أصبح الطبيب في الحال ضليعًا في الهندسة، 

يتكلم عنها مثل الشهير مانسار: 

هذا المدخل مظلم، يجب أن يُنقل،

وهذا السلم يحتاج إلى وجهة أخرى.

آمن صديقه بعلمه واستدعى البنّاء

فحضر الأخير وسمع، وافق وأصلح.

أخيرًا وللاختصار،

تنازل قاتلنا عن مهنة الطب

وأمسك بالمسطرة والفرجل

ومن طبيب فاشل أصبح مهندسًا ناجحًا.

فليكن هذا درس لنا جميعًا.

لتصبح بنّاء لو كان هذا مرادك،

الأجدى أن تكون مميزًا في عمل نافع،

عن أن تكون كاتبًا مغمورًا أو شاعرًا فاشلًا.

هناك درجات متفاوتة في كل عمل

يمكن أن تحظى بشرف الصف الثاني، 

أما في فن الكتابة أو فن الشعر

لا فرق بين القميء والفظيع

إذا وُصف أحدهم أنه كاتب سيئ فهو مكروه.

يستوي بواييه وبانشين عند الجميع

ولم يعد هناك من يعرف رامبال أو مينارديير،

ولا مانيون ولا سوهيه ولا كوربان ولا مورليير.

يمكن للمجنون أن يضحكنا ويُسلّينا،

أما الكاتب الفاشل فهو يزعجنا.