30-سبتمبر-2019

اللاعبون الذين دخلوا موسم الـNBA الجديد من بوابة الدرافت (Getty)

لماذا يعدّ الدوري الأمريكي لمحترفي كرة السلة NBA من أقوى البطولات الرياضية في العالم؟

ليس من الخطأ أن نجيب على هذا التساؤل بأن هذه البطولة تستقطب أفضل نجوم اللعبة، والأموال والرعاة يتهافتون لدعم هذه الرياضة والأندية المشاركة في هذه البطولة> لكنّ السبب الحقيقي وراء ذلك هو التنافسية الشديدة بين الفرق، فدوري الـNBA  طويل ومرهق لأغلب الفرق، ومع ذلك تجد متذيّل الترتيب يذيق حامل اللقب أو الفريق المرشّح الأبرز لنيل البطولة الهزيمة ولا يعد ذلك مفاجأة بالنسبة للمتابعين. ويعود ذلك لنظام "الدرافت" الذي يمنح أصحاب المراكز الأدنى في المواسم السابقة أحقّية المنافسة بتكافؤ مع الفرق الأقوى، ما يكفل حفاظ البطولة على مسمّى "الأقوى تنافسيّة" من بين الدوريات في العالم، ويعطي الفرق الضعيفة فرصة دخول الموسم الجديد بقوّة تخوّلها مقارعة الكبار، والمنافسة على اللقب في كثير من الأحيان، فما هي تفاصيل هذا النظام؟

أسماء النجوم الجدد والفرق التي انتسبوا إليها

لا يحقّ لأي لاعب من خارج الـNBA الدخول للبطولة إلا عن طريق الدرافت، حيث يجوز لكل فريق بطاقتا درافت بكلّ موسم، ولها الحرّية في اختيار اللاعب سواء من أوروبا أو دوري الجامعات بأمريكا. وعلى سبيل المثال، إن حصل وانتدب فريق ما خمسة لاعبين جدد للموسم الجديد، ثلاثة منهم على الأقل يجب أن يكونوا من داخل الـNBA، واثنان على الأكثر من خارجه يأتون بنظام الدرافت، أو بإمكان هذا الفريق شراء حصّة أحد الفرق من الدرافت بصفقة متّفق عليها.

حصل الشاب زيون ويليامسون على ثروة هائلة بلغت 95 مليون دولار دون خوضه أيّ مباراة في الـNBA

عُمل بنظام الدرافت من أجل زيادة التكافؤ بين الفرق بالدرجة الأولى، وللإسهام بتعددية المنافسة في بطولة الـ NBA، إذ يلعب في كلا القسمين الشرقي والغربي 30 فريقًا، يتأهّل من كلّ قسم 8 فرق إلى ربع نهائي المناطق، والفرق السبعة المتبقّية تغادر الدوري مبكّرًا دون استطاعتها الوصول للبلاي أوف، لكنّ ذلك لن يشكّل نهاية العالم لها، لأنها ستحظى بفرصة الدخول بقرعة الجولة الأولى من الدرافت، إذ يحظى الفريق صاحب السجلّ الأسوأ بالموسم المنصرم بفرصة أكبر من غيره في الحصول على الأفضلية بنظام الدرافت، وفق نظام معقّد للغاية.

اقرأ/ي أيضًا: نهاية حقبة الواريورز الذهبية.. الرابترز يمنحون كندا لقبها الأوّل في الـ NBA

بما أن لكلّ فريق بطاقتي درافت فمجموع البطاقات هو 60، وحيازة البطاقة رقم 1 مثلًا تعني أحقّية الفريق الحاصل عليها في اختيار أفضل اللاعبين سواء من دوري الجامعات أو من خارج أمريكا، وهذا يعني توقيع عقد مع اللاعب يصل لخمس سنوات على الأقل، وغالبًا ما يكون هذا اللاعب ذو سمعة قويّة فوق العادة، والعديد من وسائل الإعلام تحسد من سيظفر به من فرق الـNBA.

ينصّ نظام الدرافت المعقّد على تقسيم مراحل توزيع البطاقات إلى جولتين، يتمّ توزيع أوّل 14 بطاقة في الجولة الأولى، والتي يدخل بها الفرق التي لم تنجح في الوصول إلى البلاي أوف في الموسم الذي سبق التوزيع، ويحظى صاحبي المركزين الأخيرين بالمجموعتين الشرقية والغربية بفرصة أكبر من غيرهما في القرعة، والفريق الأكثر خسارة بين الاثنين ينال فرص أكبر من الآخر، وإن تساويا يتم اللجوء للفريق الأقل تسجيلًا للنقاط، على سبيل المثال تذيّل نيويورك نيكس مجموعة الشرق الموسم الفائت بـ17 فوزًا و64 هزيمة، بينما حلّ فينيكس صنز أخيرًا في الغرب بـ19 فوزًا و63 خسارة، وهنا تُمنح الأفضلية لنيويورك نيكس، والذي كانت له فرصة حيازة البطاقة الأولى في الدرافت بنسبة 25%، يليه فينيكس صنز بنسبة 19.9%، وهكذا إلى أن تقلّ النسبة إلى 0.5% والتي يحصل عليها أفضل الموجودين الأربعة عشر من ناحية النتائج الموسم الماضي، وللتذكير، جميعهم لم يصلوا للبلاي أوف.

 اقرأ/ي أيضًا: للمرّة الثانية في تاريخها.. إسبانيا بطلة لمونديال السلّة

ومن أجل ضمان العدالة في القرعة وتسهيل الإجراءات الحسابيّة المعقّدة، يتم وضع أسماء الفرق المشاركة بالقرعة داخل 1000 كرة موجودة بوعاء زجاجي، وتوضع الأسماء وفقًا للنسب السابقة، على سبيل المثال يملك نيويورك نيكس نسبة 25%، وهذا يعني أن 250 كرة من أصل ألف داخل الزجاجة اسمه موجود داخها، بينما يحظى فينيكس صنز صاحب نسبة 19.9% بـ199 كرة، وميامي هيت أحد أفضل الفرق الأربعة عشر ينال نسبة 0.5%، أي له 5 كرات متاحة فقط من أصل 1000، وبعد نهاية الجولة الأولى وتوزيع البطاقات الـ14 الأولى، يدخل كلّ الفرق الجولة الثانية ويتم توزيع البطاقات الـ46 المتبقّية، علمًا أن بعض الفرق تبيع البطاقات الخاصّة بها لأخرى في صفقات بارزة لا تقلّ ثمنًا أحيانًا عن ثمن بيع لاعب محترف.

وشهدت مرحلة الدرافت تاريخيًا دخول أسماء كبرى في لعبة السلّة من الباب الواسع كحال النجم ليبرون جيمس، والذي انتدبه كليفلاند كافاليرز عام 2003، عندما نالوا البطاقة الأولى، فيما شهد التاريخ سقطات كبيرة لفرق انتدبت لاعبين في خيارهم الأوّل، ظانّين أنّهم سيحفروا اسمهم بتاريخ البطولة، لكنّهم خيّبوا ظنّ فرقهم، وعلى العكس من ذلك هناك الكثير من الأمثلة على لاعبين قدموا إلى البطولة من باب الدرافت، وحقّقوا نجوميّة بالغة ونجاحات لافتة، على الرغم من أنهم لم يكونوا ضمن الخيارات الـ14 الأوائل، فمثلًا الأرجنتيني مانو جينوبيلي كان الخيار رقم 57 في الدرافت عندما ناله سان أنتونيو سبيرز عام 1999.

زيون ويليامسون

وفي منتصف أيار/مايو الفائت، أُجريت قرعة الدرافت وحظي نيو أورلينز بيليكانز بالبطاقة الأولى على الرغم من أن احتمالية الظفر لم تتجاوز 6%، وذهبت البطاقة الثانية في الدرافت إلى ممفيس جريزليز والثالثة لنيويورك نيكس ثم لوس أنجلوس ليكرز وبعده كليفلاند كافاليرز وفينيكس صنز وشيكاغو بولز وأتلانتا هوكس، وكان من المعروف لدى الجميع، أن صاحب البطاقة الأولى سيظفر بخدمات اللاعب زيون ويليامسون نجم جامعة ديوك، فلم يفرّط نيوأورلينز بيليكانز بهذه الفرصة، وتعاقد معه بعقد لخمس سنوات، النجم الشاب حصل على ثروة هائلة قبل خوض أيّ مباراة مع فريقه، فنال 20 مليون دولار كدفعة أوّلية من عقده مع الفريق الجديد، ووقّع مع شركة جوردان براند عقد رعاية لمدّة سبع سنوات نال من خلاله 75 مليون دولار.

اقرأ/ي أيضًا:

خروج مهين للولايات المتّحدة ..الأرجنتين تواجه إسبانيا في نهائي مونديال السلّة

 للمرة العاشرة في تاريخه.. ريال مدريد بطلًا لسلة أوروبا