13-مايو-2020

بهيج وردة وكتابه

ألترا صوت – فريق التحرير

نشر الكاتب السوري بهيج وردة مجموعته الشعرية الأولى "ثلاثةَ عشرَ حفيدًا لمرآة" إلكترونيًا عبر موقع أمازون كيندل للنشر الذاتي.

المجموعة التي تضم سبع عشرة قصيدة نُشر بعضها في موقع أوكسجين، كتبت بين عامي 2010 – 2015، في فترة تعكس تقاطعات حياتية شخصية مع أحداث بدأت ولم تنته فصولها في تاريخ العالم العربي المعاصر.

صورة البيت العربي التقليدي التي تتصدر غلاف المجموعة، التُقطت منتصف تسعينيات القرن الماضي لبيت الجد في أحد أحياء مدينة حماة القديمة، لكي تمثل أولى مفاتيح قراءة هذه المجموعة، خصوصًا أن المنزل لم يعد موجودًا وتعرض لحريق متعمّد لم يبق عليه.

يذكر أن بهيج وردة من مواليد حمص 1981، يحمل شهادة بكالوريوس في الصحافة 2009 من جامعة دمشق. عمل في عدد من المؤسسات الإعلامية السورية والعربية. يقيم في مدينة مونتريال بكندا.


من الكتاب: ثلاثةَ عشرَ حفيدًا لمرآةِ

 

لا تعرفُ جدّتي إيكيا

ولا خشبَ الأمازونِ المستورد

مرآتُها،

كانت من خشبِ زان.

 

مُبتسمًا ليومي الدرسيّ الأوّل

بالأفرول الأحمر والكنزة الكحلية

كانت صورةُ البداية.

 

بفعلِ الغيرةِ

زاحمَني باقي الأحفاد

لكنّ مكانتي كانت الأرسخ

البِكرُ ابنُ البِكر

صاحبُ الاسمِ الحُظوة

 

مَنْ لم يحجزْ مكانَه صغيرًا فيها

دخلَها مطبوعًا بالديجيتال في عرسِه

 

بعَرْضِ إصبعين

وطول نصفهما كان حجمُ صورتي

 

البحثُ عن مكانِ صورةِ ابنٍ أو ابنة

كان دائمًا العَتَبَ الأوّل عقبَ طولِ سفرٍ

يقطعُه الأبناء والبنات كلٌّ من مدينته

ودائمًا هنالك متّسعُ لوافدٍ جديد.

 

سياسةُ تحديدِ النّسلِ الاختياري

تركت مساحة لشعيراتِ جدّتي الفضية

بعد حمّام البيلون

عندما تسرّح شعرها.

 

حين نَسَفَتْ عشرةُ صناديق من الـ تي إن تي

جيرانَهم ذات صبيحةٍ شباطيّة

طارَتِ الأبوابُ

وتكدّسَ الزّجاجُ

 

لحسنِ الحظّ

لم نكن قد بدأنا سباقَ الصور

فحافظ ما تبقّى من أمانٍ هشٍّ على صورنا حتّى ذلك اليوم

 

الآن بعدما صار المنزلُ رمادًا

-قيل إنّ شاحنةً كبيرةً خرجَتْ من البيت قبل أنْ يحترق-

لا أبكي زخارفَ العُمر

ولا بقايا وطنٍ نوستالجيّ

فقط

أتذكّرُ صورةً سينمائية لخرستان جدّتي

وناموسيةَ أرضِ الديار

ومرآةً كانت يومًا ألبومًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

من المتوسط وعلى ألترا صوت.. كتابٌ جديدٌ ومجانيّ

"المورد الثقافي" أونلاين.. الورشة الأولى من برنامج عبّارة