11-مايو-2016

المعبر الحدودي راس الجدير(تسنيم نصري/الأناضول)

دخلت مدينة بنقردان، جنوب شرق تونس، في إضراب عامّ اليوم احتجاجًا على تواصل إغلاق معبر "راس الجدير" الحدودي بين تونس وليبيا والتضييق على التجّار. وذلك بعد أن تصدّرت مدينة بنقردان المشهد قبل شهرين بصدّها لمحاولة اقتحام عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" للمدينة، في أكبر هجوم إرهابي في تونس، حتى وسمها التونسيون كـ"عاصمة مقاومة الإرهاب"، حتّى عادت لتصدّر المشهد من جديد بإعلان المدينة لإضراب عامّ.

دخلت مدينة بنقردان، في إضراب عام احتجاجًا على تواصل إغلاق معبر "راس الجدير" الحدودي بين تونس وليبيا والتضييق على التجار

اقرأ/ي أيضًا: بنقردان.. حصن تونس وقلعة الصمود

وتعرف المدينة حالة احتقان شديدة منذ أسابيع مع تواصل إغلاق معبر "راس الجدير" من الجانب الليبي الذي يمثّل شريان الحياة لمدينة بنقردان وللجنوب التونسي عمومًا. وهو أكبر المعابر التجارية بالبلاد. وشهدت المدينة حالة احتقان متزايد خلال الأيام الأخيرة حيث قام التجّار بإغلاق للطريق الرئيسي الرّابط بين المدينة والمعبر. كما اندلعت احتجاجات أجبرت معتمد المدينة، الممثّل المحلّي للحكومة، على مغادرة مكتبه وإشعال العجلات المطاطية ما أدّى لاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن.

من جهتها، أعلنت السلطات التونسية تفهّمها للاحتجاجات مشيرة إلى أن الحلّ المرتبط بالمعبر يتعلّق بالجانب الليبي أساسًا. حيث أعلنت السلطات الليبية في وقت سابق غلقها للمعبر بسبب "تهريب السلع الليبية المدعّمة لتونس" إضافة إلى "غياب حسن معاملة المواطنين الليبيين المسافرين إلى تونس" وفق تصريحات لمسؤولين ليبيين محلّيين. وتسيطر ما تُسمى كتيبة "جمال الغائب" على معبر راس الجدير من الجانب الليبي، وهي كتيبة تتبع حكومة الإنقاذ الليبية، غير المعترف بها دوليًا. وأعلن المسؤولون التونسيون عن وجود مفاوضات مع المسؤولين الليبيين، وذلك في الوقت الذي أعلن فيه الجانب الليبي إعداده لمشروع ضريبة مقننة وموحدة سيتمّ تعميمها على جميع التجار التونسيين والليبيين.

وقد مثل ملف معبر "راس الجدير" أحد الملفات التي تطارحها رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد خلال زيارته الأسبوع الماضي إلى العاصمة طرابلس ولقائه رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السرّاج. وتواجه الحكومة الليبية الجديدة تحديّا أساسيًا يتمثّل في إحكام سيطرتها على البلاد في ظلّ رفض الحكومة المؤقتة، شرق ليبيا، وحكومة الإنقاذ، غرب ليبيا، الاعتراف بها.

يمثل معبر "راس الجدير" شريان الحياة لمدينة بنقردان وللجنوب التونسي عمومًا

اقرأ/ي أيضًا: هوامش تونس.. جحيم التهريب ولا جنة الدولة

وتصاعد التوتّر في بنقردان قبل يوم واحد من إعلان الإضراب العامّ بحادثة حجز عدد من التجار خارج الساتر الترابي على الحدود التونسية-الليبية، ليعلن الاتحاد المحلّي للشغل بالمدينة إضرابًا عامّا كردّ فعل. وحدّد الاتحاد المحلّي مطلبين هما "إيجاد حلّ جذري لمشاكل التجار في المعبر الحدودي" و"احترام التجّار والتعامل معهم في كنف حقوق الإنسان". وقد شهد الإضراب تجاوبًا واسعًا في المدينة.

وفي نفس السياق، سبق وأن أعلنت الحكومة التونسية، إثر الهجوم الإرهابي الأخير، وضع جملة من الاستثمارات مخصّصة لمدينة بنقردان الحدودية، التي تصنّف ضمن المناطق المهمّشة في تونس. ويشكّك الفاعلون المدنيون في الجهة في جديّة الحكومة في تفعيل هذه الاستثمارات مع كثرة الوعود وغياب الإنجازات على الأرض.

وتمثّل التجارة عبر معبر "راس الجدير"، إضافة للتجارة الموازية عبر المسالك الصحراوية، المصدر الأساسي لنشاط المدينة الحدودية. وغالبًا ما تشهد المدينة احتجاجات بمجرّد إغلاق هذا المعبر كان أعنفها في رمضان 2010، قبيل سقوط نظام بن علي.

اقرأ/ي أيضًا:

تونس.. الحياة كلبة هنا

"دوّار السلاطنيّة".. حياة في قفص الموت