26-ديسمبر-2021

احتجاجات مستمرة ضد المستوطنين في برقة (تويتر)

الترا صوت – فريق التحرير

تعيش بلدة بُرقة شمالي محافظة نابلس بالضفة الفلسطينية المحتلة أوقاتًا عصيبة نتيجة هجمات واعتداءات المستوطنين التي تصاعدت في الآونة الأخيرة  تحت حماية ورعاية من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

تعيش بلدة بُرقة شمالي محافظة نابلس بالضفة الفلسطينية المحتلة أوقاتًا عصيبة نتيجة هجمات واعتداءات المستوطنين التي تصاعدت في الآونة الأخيرة  تحت حماية ورعاية من قوات الاحتلال

ومنذ أشهر يشن المستوطنون هجمات انتقامية على البلدة التي أقيمت مستوطنة "حومش" على أراضيها وتم إخلاؤها  ضمن خطة الانسحاب الإسرائيلية من مستوطنات قطاع غزة وشمالي الضفة عام 2005، إلا أن المستوطنين عادوا إليها بشكل غير رسمي، وأصبحت مركزًا لعصابات "جباية الثمن" الإرهابية التي اتخذت منها بؤرة لانطلاق هجماتها على المزارعين والمركبات المارة عبر طريق نابلس جنين. ومنذ عملية إطلاق النار التي وقعت في 16 كانون أول/ ديسمبر الجاري وأدت لمقتل أحد المستوطنين وإصابة آخرين قرب المستوطنة، تزايدت هذه الاعتداءات بشكل كبير.

اقرأ/ي أيضًا: ليلة ساخنة: برقة وبزاريا وسبسطية ودير شرف تقول كلمتها للمستوطنين

ومساء أمس السبت تعالت الأصوات عبر مكبرات الصوت في مساجد بُرقة مطالبة بالتوجه إلى المدخل الغربي للقرية لإفشال خطة ومسيرة المستوطنين، وهب الفلسطينيون من محافظتي جنين وطولكرم والبلدات والقرى المجاورة إلى بُرقة لمساندة أهاليها في مواجهة قوات الجيش الإسرائيلي التي حضرت لتأمين اقتحام المستوطنين. وبحسب سكان القرية فإن المستوطنين يخططون للعودة إلى البؤرة المخلاة عام 2005 والاستقرار فيها على حساب أراضيهم الخاصة.

ليلة ساخنة: برقة وبزاريا وسبسطية ودير شرف تقول كلمتها للمستوطنين

واندلعت مواجهات على مداخل البلدة أدت إلى إصابة عشرات المواطنين الفلسطينيين بحالات اختناق جراء الغاز المسيل للدموع وبالرصاص الحي والمطاطي الذي أطلقه جنود الاحتلال، حيث تم تسجيل إصابة 10 فلسطينيين بالرصاص من بينهم حالة خطيرة.

وفي خبر نشر على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قالت هيئة مقاومة الجدار إن سلطات الاحتلال ألغت مسيرة المستوطنين نحو حومش، كما أشار بيان لرئيس المجلس المحلي لبلدة برقة جهاد صلاح إن الدرس الأهم في أحداث بُرقة أن علينا ألا نترك قرية أو مدينة لوحدها في مواجهة المستوطنين، ولا بد أن تتضامن القرى المجاورة مع كل قرية تتعرض للاعتداء، وتكون وقفة جماعية لردع المستوطنين.

هذا وأعلنت حركة فتح حالة الاستنفار والنفير العام، ودعت شبابها إلى التوجه إلى بُرقة لحمايتها من هجمات المستوطنين وقوات الاحتلال، وأكد نائب القائد العام للحركة محمود العالول من داخل القرية على ضرورة التصدي للاحتلال والمستوطنين بكل قوة وعنفوان، و"لا مجال لنا إلا المقاومة".

وكان مئات المستوطنين قد هاجموا القرية الخميس الماضي بعد مسيرة شارك فيها نحو 5 آلاف مستوطن انطلقت من مستوطنة "شافي شمرون" المقامة على أراضي البلدة من الجهة الجنوبية باتجاه مستوطنة "حومش" المخلاة من خلال المرور على  شارع رئيسي محاذ للقرية، وعمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على حماية مسيرة المستوطنين إلى القرية وأغلقت مداخلها، مما أدى إلى اندلاع مواجهات واسعة تخللها إطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه الشباب، في حين قام المستوطنون بالاعتداء على المقابر وتدمير شواهد عدد من القبور فيها.

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن ارتفاع عدد الإصابات إلى 127 جراء مواجهات مع الجيش الإسرائيلي بعضها بالرصاص الحي. ووفق بيان الهلال الأحمر فقد أصيب 42 شخصًا بالرصاص الحي و83 بالاختناق جراء قنابل الغاز، إضافة إلى إصابتين بحروق.

من جهته قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان إن الوضع في بُرقة يأخذ منحى خطيرًا جدًا، وأضاف أن بُرقة كلها تتعرض لهجمات من المستوطنين بحماية الجيش. وذكر أن مجموعة كبيرة من المستوطنين هاجمت بيوت الفلسطينيين في سَبسطية المجاورة للشارع الرئيسي الرابط بين مدينتي نابلس وجنين، لكن "إصرار شعبنا وإرادته ووجود كل هؤلاء الفتية والشباب والشيوخ أحبط مخططات المستوطنين". واستطرد قائلًا إن "رسالة الهبة الجماهيرية في بُرقة هي أن هذه الأرض أرض فلسطينية خالصة، لا يمكن القبول بأي مستوطن فيها، وإن دل هذا على شيء، فإنما يدل على أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه".

وبالتزامن مع المواجهات على أراضي البلدة تصدر وسم  #أنقذوا_برقة باللغتين العربية والإنجليزية قائمة الأعلى تداولًا على منصة تويتر، حيث طالب النشطاء بالتصدي لهجمات قوات الاحتلال ومستوطنيه على البلدات الفلسطينية، ومنعهم من العودة إليها مؤكدين أن المقاومة الشعبية هي الوسيلة الأهم لوقف الاعتداءات.

يعاني الفلسطينيون في مناطق كثيرة  بالضفة الفلسطينية من الاعتداءات المتكررة للمستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي بهدف الضغط عليهم وتهجيرهم من أراضيهم

ويعاني الفلسطينيون في مناطق كثيرة  بالضفة الفلسطينية من الاعتداءات المتكررة للمستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي بهدف الضغط عليهم وتهجيرهم من أراضيهم، حيث يتوزع نحو 666 ألف مستوطن إسرائيلي في 145 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية بحسب تقارير لمنظمات حقوقية فلسطينية ودولية.